المصدر الأول لاخبار اليمن

إسقاط حضرموت.. مؤشر لتوجه سعودي –إماراتي لرسم مشهد جديد في اليمن

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

تكشف تطورات الساعات الأخيرة في حضرموت عن معطيات جديدة تؤكد وجود مؤامرة سعودية إماراتية تجاه اليمن، والدفع باتجاه تقسيم اليمن، من خلال فرض وقائع ميدانية على الأرض تعزز موقف القوى الانفصالية ” الانتقالي الجنوبي ” المدعوم إماراتياً وتمكينها من محافظات اليمن الجنوبية وقطع أي خيط يربط شمال اليمن بجنوبه حتى وان كان هذا الرابط محسوب على التحالف ويقاتل تحت رايته، ويأتمر بإمرته.

 

 

تبدل المشهد في حضرموت

في حين كان المشهد خلال الأيام الماضية يُظهر المنطقة العسكرية الأولى المدعومة سعوديا “مسلحو الإصلاح ” وهي تستنفر قواتها استعداداً لمواجهة مع القوات التي دفع بها “الانتقالي الجنوبي” المدعوم إماراتياً الى محافظة حضرموت، تحول المشهد بشكل جذري في ساعات، حيث سيطرت “قوات الانتقالي” على مطار سيئون والقصر الجمهوري ومقر قيادة المنطقة العسكرية الأولى في وادي حضرموت ، وبدأت التوغل نحو مأرب المعقل الرئيسي لحزب الإصلاح.

ووفق التقديرات العسكرية هذا التحوّل لم يكن ليحدث بهذه السهولة لولا وجود تفاهمات مسبقة بين السعودية والإمارات، أو توجيهات سعودية غير معلنة لـ”مسلحي حزب الإصلاح”  المنطقة العسكرية الأولى بالانسحاب وتسليم مواقعها لقوات ” الانتقالي الجنوبي “.

 

موقف حلف قبائل حضرموت

حتى الآن، يُظهر حلف قبائل حضرموت – وهو كيان محسوب على السعودية – موقفًا ثابتًا في مواجهة تمدد قوات الانتقالي، خصوصًا في ما يتعلق بمناطق النفط.

ورغم هذا الموقف، تقول التقديرات العسكرية إن الحلف لا يمتلك القدرة على إحداث تغيير جوهري على الأرض بعد سقوط المنطقة العسكرية الأولى، نظرًا لضعف قوته العسكرية مقارنة بـ “قوات الانتقالي ” الأكثر تنظيمًا وتسليحًا، هذا فيما كان هذا الحلف خارج الترتيبات السعودية الاماراتية، فليس من المستبعد ان هناك اتفاق بين السعودية والامارات، على بقاء الحلف، والتحضير لمرحلة جديدة من إدارة هذه المحافظات.

 

هل تدفع الرياض وأبو ظبي نحو الانفصال ؟

تشير التطورات الأخيرة في حضرموت، وإخراج قوات الإصلاح، إلى أن هناك مسارًا جديدًا يتشكل في محافظات اليمن الجنوبية والشرقية يعزز موقف القوى الانفصالية، بينما يُفهم موقف السعودية على أنه جزء من ترتيبات تهدف إلى إعادة رسم العلاقة بين شمال اليمن وجنوبه.

وفيما إذا كان بقاء حلف قبائل حضرموت جزء من الاتفاق بين السعودية والإمارات، فهذا يعني ان التحالف يؤسس لمرحلة أكثر خطورة من مجرد فصل جنوب اليمن عن شماله ، تتجاوز الى تمزيق هذه المحافظات وتجزئتها الى دويلات عدة ، باعتبار ما يتبناه حلف قبائل حضرموت من رؤية للحكم الذاتي .

 المؤشرات تقول ان أن التحركات السعودية–الإماراتية في حضرموت قد تتجاوز البعد العسكري إلى أهداف استراتيجية أوسع، من بينها إعادة تشكيل الواقع الميداني قبل أي جولة مفاوضات جديدة مع صنعاء، خصوصا مع تصاعد مطالبات صنعاء للرياض بتنفيذ خارطة طريق السلام المتفق عليها، أو العودة الى التصعيد.

وبحسب هذه الرؤى، فإن سيطرة “قوات الانتقالي” على حضرموت، وإعادة توزيع قوى التحالف، يهدفان إلى خلق مشهد جديد يجعل جنوب اليمن في موقع مختلف تمامًا عن السابق، بما يسمح للرياض وأبو ظبي بطرح ورقة “تقسيم اليمن” كأحد الخيارات أو كأمر واقع على الأرض.

هذه الاستراتيجية تهدف إلى تعزيز نفوذ القوى الجنوبية المدعومة من الإمارات، وفي الوقت نفسه منح السعودية مساحة مناورة أوسع في أي تسوية سياسية شاملة، من خلال تقديم واقع ميداني جديد كأحد “معطيات التفاوض” وليس مجرد مطلب سياسي.

وينسجم هذا السيناريو مع التطورات في المنطقة، ومع رغبة الطرفين في إعادة صياغة المشهد اليمني بشكل يضمن مصالحهما.

لكن في المقابل تبقى هذه رؤية السعودية والامارات ، إما رؤية صنعاء فهي واضحة تماماً، أي اتفاقات في اليمن يجب  أن تبنى على أساس الحفاظ على وحدة اليمن، واستقلاله، وما دون ذلك فهي حرب قادمة لتحرير كل شبر في اليمن.

قد يعجبك ايضا