انسحابات وإعادة انتشار.. ماهي خيارات السعودية في محافظات اليمن الجنوبية و الشرقية؟
تحليل| وكالة الصحافة اليمنية
تشهد محافظات اليمن الجنوبية الشرقية تحولات عسكرية لافتة، مع سحب السعودية جميع فصائلها المسلحة من هذه المناطق صوب محافظة حضرموت التي سقطت بيد الفصائل الموالية للإمارات مؤخراً.
وتزامنت هذه التحركات مع انسحابات متتابعة من عدن وإجلاء لجميع طواقمها العسكرية من المدينة ، ما أثار تساؤلات حول دوافع الرياض وخياراتها الاستراتيجية المقبلة في محافظات اليمن الجنوبية والشرقية.
ورغم الحديث عن احتمال وجود سيناريو سعودي يستهدف تقليص نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيا، إلا أن مسار الأحداث يظهر اتجاهاً مغايراً، فإعادة تجميع قوات “درع الوطن” في حضرموت لا تتسق مع هدف إسقاط “الانتقالي” بل تبدو خطوة تهدف إلى تأمين العمق الحدودي السعودي.
وتشير هذه التحركات إلى سعي الرياض لبناء منطقة عازلة لتعزيز انتشار قوات موالية لها على طول حدودها الجنوبية الشرقية، وإبقاء قوات “الانتقالي الجنوبي” بعيداً عن مناطق التماس الحساسة، دون الدخول في مواجهة مباشرة مع القوى المدعومة إماراتياً في هذه المناطق .
ويمكن القول إن التحركات الميدانية الأخيرة تعكس توجّهًا سعوديًا نحو رسم خريطة نفوذ جديدة في جنوب وشرق اليمن، عبر انسحابات محسوبة وإعادة انتشار مدروس نحو مناطق تُعدّ ذات أولوية أمنية قصوى بالنسبة للرياض مع الإبقاء على سيطرة “المجلس الانتقالي الجنوبي” على هذه المحافظات في خطوة يراها مراقبون جزءًا من تفاهمات غير معلنة بين السعودية والإمارات حول إدارة المشهد في هذه المحافظات، و محاولة تهيئتها للانفصال عن شمال اليمن مستقبلاً.
مؤشرات انهيار اقتصادي كبير
وفق تصريحات “رئيس مجلس القيادة” الموالي للتحالف، رشاد العليمي من الرياض التي حذر فيها من تداعيات اقتصادية ومعيشية خطيرة يبدوا ان المواطن في هذه المناطق سيكون الضحية الأكبر ، فتصريحات العليمي تؤكد ان السعودية وهي لا تقدم شيء ستدفع في القادم نحو الانهيار الاقتصادي في هذه المحافظات الذي سيعززه فساد الانتقالي الجنوبي ومعه الامارات التي ينصب همها الأكبر في كيفية السيطرة على هذه المناطق واستغلال ثرواتها، وتنفيذ أجندات القوى الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة و”إسرائيل” المتمثلة بتمزيق اليمن ،والذي يأتي ضمن مخطط تفكيك المنطقة وضمان تفوق “إسرائيل “.