المصدر الأول لاخبار اليمن

مؤشرات تصعيد..هل أصبح الانتقالي أداة أمريكا و”إسرائيل”في مواجهة صنعاء

تحليل | وكالة الصحافة اليمنية

يحمل التحول في خطاب عيدروس الزبيدي، رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات، وعضو  “مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للتحالف في اليمن ، مؤشرات تصعيد واضحة ضد صنعاء، فبعد سنوات ظل فيها الزبيدي يربط وجوده  بمشروع ما يسميه  “استعادة دولة الجنوب”، ظهر اليوم بلغة مختلفة تماماً، يتحدث فيها عن “تحرير الشمال” و” التقدم نحو صنعاء” وحماية الملاحة الدولية”.

هذا التحول الجذري لا يمكن فهمه خارج سياق الترتيبات التي تشهدها المنطقة في ظل التحركات الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ومحاولات إعادة صياغة خارطة النفوذ في اليمن، عبر الأدوات الإقليمية والمحلية، والدفع بها لمواجهة صنعاء بالنيابة عن الولايات المتحدة والإحتلال الإسرائيلي.

وقد تُفسر تصريحات الزبيدي ولقاءه اليوم بمحافظ البيضاء المعين من التحالف ، الأسباب الحقيقة وراء ما تقوم به السعودية والامارات من إعادة لترتيب الأوضاع في محافظات جنوب وشرق اليمن الواقعة تحت سيطرة التحالف ، وتسليمها للانتقالي الجنوبي والذي يراد له ان يكون جزءاً من سيناريو جديد يستهدف تحريك الجبهات ضد صنعاء.

 

 

دلالات الإجتماع بمحافظ البيضاء اليوم

تكتسب محافظة البيضاء في هذا السياق أهمية خاصة، فهي تقع عند بوابة صنعاء وتمثل عقدة جغرافية يمكن من خلالها فتح جبهات تتداخل مع أربع محافظات شمالية،  ولذلك فإن إعادة تسليط الضوء عليها من قبل “الانتقالي” يشير بوضوح إلى أن التصعيد بات احتمالاً قائماً، وأن المحافظة قد تكون نقطة الاشتعال الأولى في أي مواجهة جديدة يجري التحضير لها.

 ويتعزز هذا الانطباع حين يربط الزبيدي دوره المستقبلي بملف الملاحة الدولية، وهو ملف لطالما ارتبط بتحركات واشنطن و”تل أبيب” في البحر الأحمر، ويدخل مباشرة في سياق المواجهة بين الولايات المتحدة و “إسرائيل” من جهة وصنعاء من جهة أخرى.

 

 

معطيات نقلها الاعلام الأمريكي

لم يعد الحديث عن وجود مخطط أمريكي– “إسرائيلي” تجاه اليمن مجرد قراءات أو تكهنات، بل تحوّل  إلى معطيات موثّقة نقلتها تقارير صحفية دولية، أبرزها ما نشرته صحيفة “ذا كريدل” الأمريكية مطلع نوفمبر الماضي،  التي أكدت أن “الاستراتيجية المشتركة لواشنطن و تل أبيب عقب حرب طوفان الأقصى، باتت تعتمد على إدارة صراع غير مباشر في اليمن” عبر ما تسميه “الحرب الهجينة مستعينة بقوى محلية بديلة عن التدخل البري المباشر الذي يبدو أن الإدارة الأمريكية تحاول تجنّبه”.

 وبحسب التقرير، فإن الأولوية الأمريكية في اليمن بعد التطورات الإقليمية تتمثل في حماية “إسرائيل” عبر الحد من قدرات صنعاء الصاروخية والبحرية دون الدخول في احتكاك ميداني واسع قد يجرّ الولايات المتحدة إلى مواجهة مفتوحة .

ووفق الصحيفة فأن واشنطن شرعت بالفعل في تنفيذ بنود هذه الاستراتيجية عبر مضاعفة العمليات الإعلامية وحملات التشويه والحرب النفسية، إلى جانب تحريك أدوات محلية داخلية تتلقى دعماً لوجستياً وتنسيقياً من الولايات المتحدة والإمارات على حد سواء.

وذكرت الصحيفة ان محافظات يمنية عدة  شهدت خلال شهر أكتوبر الماضي تحديداً، نشاطاً ملحوظاً للجنة أمريكية–إماراتية تولت مهمة إعادة هيكلة القوات المحلية، وبالأخص قوات “المجلس الانتقالي الجنوبي”.

وحسب الصحيفة فقد جاءت هذه التحركات بعد اجتماعات عليا جمعت قائد القيادة المركزية الأمريكية برئيس أركان الجيش “الإسرائيلي” في “تل أبيب” .

وخلصت الصحيفة إلى أن الهدف الرئيس للولايات المتحدة و”إسرائيل” والإمارات من هذا النشاط المكثف هو إنشاء قوة برية محلية جاهزة للتحرك ضد صنعاء، إلى جانب إعادة توزيع النفوذ في محافظات اليمن  الجنوبية والساحل الغربي والمهرة.. إضافة إلى إحكام السيطرة على خطوط الملاحة والموانئ الحيوية الممتدة نحو مضيق باب المندب، الذي بات اليوم واحداً من أكثر الممرات البحرية حساسية في العالم.

قد يعجبك ايضا