المصدر الأول لاخبار اليمن

الإساءة للقرآن في الانتخابات الأمريكية.. ما السبب وراء استخدامها دعاية؟

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

لم تمر خمسة أشهر على قيام  مرشحة الحزب الجمهوري لعضوية الكونغرس في ولاية تكساس الامريكية  فالنتينا غوميز  في أغسطس الماضي على حرق القران الكريم لدعم  حملتها الانتخابية ، حتى ظهرت اليوم إساءة جديدة من قبل مرشح أمريكي يدعى “جيك لانغ” حيث أقدم على وضع نسخة من القرآن الكريم في فم مجسم خنزير ضمن دعاية انتخابية .

 

والسؤال الذي يُطرح : لماذا يستخدم المرشحون الاساءة للقران الكريم دعاية انتخابية في الولايات المتحدة الامريكية ؟

 

 في النظام السياسي الأمريكي، يعتمد كثير من المرشحين على دعم لوبيات ضغط منظمة ومؤثرة معروفة بتأييدها المطلق لـ “إسرائيل” ، هذه اللوبيات : تكافئ المرشحين الذين يتبنون خطابًا عدائيًا تجاه الإسلام ،. فالمرشح الذي يتبنى خطابًا عدائيًا تجاه الإسلام أو يقوم بالإساءة للقرآن، يُنظر إليه في هذه الدوائر على أنه مؤهل للحصول على الدعم المالي واللوجستي والإعلامي، فهذه اللوبيات ترى في الإسلام بيئة حاضنة للمقاومة الفلسطينية، وتكافئ من يظهر ولاءً صريحًا لأجندتها عبر تصعيد العداء الديني، مما يجعل مهاجمة الإسلام أحد الشروط الأساسية ضمن السباق الانتخابي .

الإساءة للقرآن لا تخدم المرشح على المستوى الانتخابي فقط، بل تحوّل العداء الديني إلى مكسب سياسي ملموس. فالمرشح يسعى من خلالها لإثبات ولائه للمحور الداعم لإسرائيل، ولترسيخ الرواية التي تجعل الصراع مع الفلسطينيين صراعًا “حضاريًا/دينيًا”، بدل كونه قضية احتلال وحقوق، وتبرير السياسات الإسرائيلية العدوانية باعتبارها حماية للغرب.

 

إضافة الى ذلك تهدف هذه الممارسات إلى كسر الخطوط الحمراء تدريجيًا لصناعة واقع جديد، عبر تطبيع الإساءة للمقدسات الإسلامية، وقياس ردود الفعل الدولية والإسلامية، واستكشاف حدود القبول بخطاب عدواني أكثر في المستقبل ، هذا التدرج في الانتهاك يُعد أسلوبًا استراتيجيًا متبعًا ضمن أطر النفوذ الصهيوني .

 

علاوة على ذلك، تتقاطع هذه الممارسات مع محاولة تشويه التضامن مع فلسطين وشيطنة حركات المقاومة وربط الإسلام بالعنف في الوعي الغربي، وبالتالي، تصبح الإساءة للقرآن أداة ضمن منظومة ضغط متكاملة تهدف إلى تحصين إسرائيل سياسيًا وأخلاقيًا، وتعزيز روايتها في الداخل الأمريكي، بينما تستمر في استثمار الخوف والكراهية لتحقيق مكاسب انتخابية شخصية للمرشحين.

قد يعجبك ايضا