أفادت مصادر ملاحية وصحفية متطابقة بوصول سفينة شحن إماراتية جديدة إلى ميناء المكلا بمحافظة حضرموت في الساعات الأولى من فجر الأحد وسط أنباء عن حمولات عسكرية ولوجستية تثير تساؤلات حول طبيعة التحركات الجارية في المنطقة.
وكشفت بيانات مواقع تتبع السفن الدولية عن السفينة التي تحمل اسم «غرينلاند» والتابعة لشركة «سالم المرقاني للشحن» الإماراتية أنها رست في تمام الساعة الرابعة فجراً عقب رحلة استغرقت ثمانية أيام منذ انطلاقها من موانئ دبي بالإمارات العربية المتحدة.
وبحسب الصحفي المتخصص في التحقق والتتبع محمد باشا فإن هذا الطراز من سفن الشحن مخصص عادة لنقل أعداد كبيرة من المركبات والآليات الثقيلة حيث تصل طاقتها الاستيعابية إلى أكثر من مئة مركبة أو معدات ذات عجلات مما يعزز من فرضية الأغراض اللوجستية الكبرى لهذه الرحلة.
وتتزامن هذه التطورات مع ما كشفته مصادر محلية مطلعة عن احتواء السفينة على شحنات أسلحة ومعدات عسكرية مخصصة لقوات المجلس الانتقالي الجنوبي حيث تأتي هذه السفينة كقطعة ثانية تصل إلى الميناء في غضون ثمان وأربعين ساعة فقط من وصول سفينة أخرى لا تزال راسية في رصيف الميناء حتى اللحظة مما يعكس وتيرة متسارعة في عملية الشحن والتفريغ.
ويربط مراقبون هذه التعزيزات العسكرية المكثفة بمحاولة إماراتية واضحة لمواجهة أي تحركات عسكرية سعودية مرتقبة في محافظتي حضرموت والمهرة خاصة بعد الرسالة الحازمة التي وجهها وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان والتي دعا فيها المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً إلى سرعة مغادرة المحافظتين وتسليمهما لقوات “درع الوطن” المشكلة حديثاً والمدعومة من الرياض.
ويبدو أن وصول هذه السفن يمثل رداً ميدانياً مباشراً يهدف إلى تثبيت واقع عسكري يمنع إزاحة القوات الموالية لأبوظبي من المناطق الشرقية مما يضع المنطقة على صفيح ساخن وينذر بجولة صدام وشيكة بين حلفاء الأمس لتحديد مصير النفوذ في كبرى محافظات البلاد التي باتت ساحة لصراع الأجندات الإقليمية المتصاعدة.
