المصدر الأول لاخبار اليمن

نيويورك تايمز تسرد أسباب نشرها لصور ضحايا المجاعة والحرب السعودية على اليمن

قصة اليمن ومعاناة أطفاله يجب أن تُروى

بقلم إريك نغورني ومايكل سلاكمن.. أمل حسين، الفتاة اليمنية ذات النظرات الحزينة، التي تبلغ من العمر 7 سنوات، تتصدر صورتها تقريرنا الأخير من اليمن، البلد الذي عصفت به الحرب وأصبح على شفا مجاعة كارثية.   أمل لم يبق منها سوى جلد وعظام، وقد أدارت برأسها جانبا كما لو أنها لا تستطيع أن تتحمل التقاء عينيها […]

بقلم إريك نغورني ومايكل سلاكمن..

أمل حسين، الفتاة اليمنية ذات النظرات الحزينة، التي تبلغ من العمر 7 سنوات، تتصدر صورتها تقريرنا الأخير من اليمن، البلد الذي عصفت به الحرب وأصبح على شفا مجاعة كارثية.

 

أمل لم يبق منها سوى جلد وعظام، وقد أدارت برأسها جانبا كما لو أنها لا تستطيع أن تتحمل التقاء عينيها بأعين الذين ينظرون إليها.

 

قد يشعر بعض القراء بأنهم أيضا يريدون أن يديروا بأعينهم بعيدا. وإذا كانت التجربة خير دليل، فسيطالب بعض القراء بأن نبين لهم لماذا نلتمس منهم أن يروا الصور في المقام الأول.

إننا نلتمس منكم أن تنظروا – ليس فقط الى أمل، ولكن أيضاً إلى شاهر الحجاجي، ابن الثلاثة أعوام، ضحية سوء التغذية الذي تغطي جسده الندوب، والى بسام محمد حسن، الصبي الهزيل الواهن ذي النظرات الهائمة.

 

هذه مهمتنا كصحفيين: أن نكون شهودا على ما نرى وأن نعطي صوتا للمخذولين والمهمَلين والضحايا والمنسيين. وسيواصل مراسلونا ومصورونا بذل جهود حثيثة في سبيل ذلك، غالباً مع تعريض أنفسهم للخطر.

هذا التقرير، “مأساة حرب المملكة العربية السعودية”، كتبه دكلان والش، والصور التقطها تايلر هكس. ولإتاحة التقرير وصوره لكم، لم يضطرا الى التغلب على مصاعب التنقل عبر بلد مزقته الحرب فحسب، ولكن أيضا على الصدمات العاطفية من التعامل مع الواقع المؤلم ورؤية الضحايا بنفسهما.

وبعد تقديم تقريرهما جاء دور المناقشات الصعبة في مدينة نيويورك.

 

محررو النيويورك تايمز لا يتخذون بسهولة القرار بنشر صور الموتى أو من هم على وشك الموت. وأضابير محرري الصور الفوتوغرافية حافلة بصور قوية ولكنها لم تنشر لأنها اعتُبِرت مروعة جدًا أو شخصية جدًا أو لا مسوغ لنشرها.

قد تكون الصور التي نشرناها الآن من اليمن مثيرة للجزع بنفس القدر الذي أثارته صور أخرى نشرناها من قبل. لكن لدينا سببا لماذا اتخذنا هذا القرار.

 

يقول ديفيد فيرست، محرر الصور الدولية لدينا: “الصحفيون العاملون في مناطق الصراع، بمن فيهم مصورنا، تايلر هكس، يخاطرون بحياتهم حتى يجلبوا المناظر التي قد يكون من الصعب أحيانا النظر إليها. ولكننا شعرنا بأنه سيكون من قبيل الإساءة الى ضحايا هذه الحرب لو نشرنا صورا “طاهرة” لا تعبر تماما عن معاناتهم”.

 

المأساة في اليمن لم تنبثق من كارثة طبيعية. إنها أزمة بطيئة الحركة خلقها قادة دول أخرى مستعدون للسماح بتعريض المدنيين لأشد أنواع المعاناة لا لسبب سوى الدفع بأجنداتهم السياسية.

مع ذلك، لم تحظ الكارثة الواسعة النطاق بانتباه العالم بقدر ما حظي به مقتل رجل واحد هو الكاتب الصحفي في واشنطن بوست جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول.

 

قصة اليمن وكل معاناته يجب أن تُروى. ومهما كانت كتابات دكلان بليغة ومؤثرة، فإن القصة لا يمكن روايتها بالكلمات فقط.

 

نعم، من الصعب النظر إلى صور تايلر. إنها قاسية، ولكنها أيضا صادقة في قسوتها. إنها تكشف الرعب الذي هو قدر اليمن اليوم. يمكنكم أن تختاروا ألا تنظروا إليها. ولكننا نعتقد أن القرار قراركم.

قد يعجبك ايضا