المصدر الأول لاخبار اليمن

تعرف على أبرز الداعمين لبن سلمان من خارج العائلة المالكة 

تقرير: وكالة الصحافة اليمنية//

 

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن شخصين مهمين ظهرا في مأدبة عشاء أقامها ولي العهد السعودي الأمير محمّد بن سلمان الربيع الماضي، لعدد من الزعماء العرب، شخصان “لا يملكان من المؤهلات أكثر من كونهما صديقين مقرّبين للأمير الشاب” هكذا وصفتهما الصحيفة.

من هما؟ ولماذا وصفتهما الصحيفة بصاحبيْ المؤهلات المحدودة؟

أحد الشخصين المقصودين في مقال نيويورك تايمز هو تركي آل الشيخ (40 عاماً)، الذي تصفه الصحيفة بأنه “شاعر معروف بإدارة حملات شعواء على مواقع التواصل الاجتماعي”، بينما الشخص الآخر هو الحارس الأمني السابق ورئيس هيئة الرياضة السعودية سعود القحطاني (37 عاماً).

 

ويحمل القحطاني شهادة في القانون وعُرف بكتابة الشعر، وقد تم تعيينه في الديوان الملكي قبل أكثر من عشر سنوات، وأصبح مطلعاً على أسرار الأسرة المالكة التي استغلّها لاحقاً في تدبير المؤامرات لصعود ولي العهد والإطاحة بخصومه، حسب ما أشارت إليه مصادر مقرّبة من الأسرة المالكة.

 

أما تركي آل الشيخ فكان حارساً شخصياً ضمن فريق الحراسة الأمنية لوليّ العهد، وبحسب أشخاص مقربين من الأسرة المالكة فقد راق للأمير حسّه الفكاهي وإخلاصه الشديد، فنشأت علاقة صداقة بين الأمير وآل الشيخ.

 

وبحسب تقرير الصحيفة الأمريكية الذي نشر أولاً بالإنجليزية يوم 14 نوفمبر الجاري قبل أن تعيد نيويورك تايمز نشره بالعربية يوم 20 نوفمبر، فإن كلا الرجلين لعب أدواراً محورية في سلسلة الانتهاكات التي ساعدت في بزوغ نجم الأمير محمد بن سلمان في المملكة، ومنها بحسب الصحيفة الإطاحة بولي العهد السابق، واعتقال الأمراء ورجال الأعمال في فندق ريتز كارلتون في الرياض، واحتجاز رئيس الوزراء
اللبناني سعد الحريري في السعودية، إضافة إلى المواجهات الدبلوماسية التي خاضتها المملكة مع قطر وكندا.

 

ونقل التقرير الذي حمل عنوان “رجلان مواليان ساعدا في صعود نجم الأمير محمد بن سلمان”، عن كريستين سميث ديوان، كبير الباحثين المقيمين في معهد دول الخليج العربية في واشنطن قولها إن الرجلين هما الأقرب لوليّ العهد السعودي، وأنهما المنفّذان لسياساته.

 

ولم يرِد اسم القحطاني وآل الشيخ ضمن مجموعة الـ18 التي ذكرت السعودية أنها ألقت القبض عليهم إثر تحقيقاتها في مقتل خاشقجي.

لكن المملكة جردت القحطاني من منصبه كمستشار للديوان الملكي، “لأن خطابه اللاذع بحق المعارضين السعوديين هو ما أسفر عن مقتل خاشقجي” بحسب قول أحد المسؤولين السعوديين.

 

أما تركي آل الشيخ، رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية، فكان في نيويورك لتلقي العلاج أثناء حدوث الواقعة حسب ما أشار إليه سعوديون مقرّبون منه، ولم يظهر في دائرة الضوء منذ ذلك الحين.

وكان خاشقجي، الذي كان موالياً للنظام السعودي قبل أن يغادر المملكة العام الماضي ليستقر في ولاية فيرجينيا ويتحول إلى معارض ويبدأ في الكتابة لصحيفة واشنطن بوست، قد وصف القحطاني وآل الشيخ بأنهما “يجسّدان كلّ ما هو خطِر في الأمير بن سلمان”، بحسب تعبيره.

 

وفي تصريحات خاصّة نشرتها “نيوزويك” بعد مقتله، قال خاشقجي إن ولي العهد “ليس لديه مستشارون سياسيون باستثناء تركي آل الشيخ وسعود القحطاني. كلاهما شديد العدوانية والناس يخافونهما. انتقِدهما وسينتهي بك الحال في السجن”.

 

والقحطاني وآل الشيخ مسؤولان عن إدارة ملفي الإعلام الاجتماعي والرياضة في المملكة، وهما ملفّان يلقيان صدى كبيراً لدى القاعدة العريضة من الشباب السعوديين الذين يخطب ولي العهد ودّهم.

 

ونقلت نيويورك تايمز عن دينيس هوراك، سفير كندا في الرياض سابقاً والذي طُرد في أغسطس عقب مطالبة دبلوماسيين كنديين بإطلاق سراح الناشطين الحقوقيين المحتجزين في السعودية، قوله “إن الملفّين اللذين يديرهما القحطاني وآل الشيخ أبعد ما يكونان عن السياسة الخارجية، غير أن المبعوثين الخارجيين عادةً ما يلجؤون إليهما نظراً لما لهما من نفوذ”. مضيفاً أن التعامل مع آل الشيخ لم يكن أمراً صعباًً، على عكس القحطاني الذي عُرف بشراسته. واصفاً الرجلين بأن “أحدهما قاسٍ والآخر أقل قسوة”.

 

ولم يكن القحطاني وآل الشيخ معروفين قبل اعتلاء الملك سلمان سدّة الحكم في العام 2015، وكلاهما تلقى تعليمه داخل المملكة وليس لديهما أي خبرات في الخارج.

القحطاني والتجسس
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن القحطاني على ما يبدو قد أضاف القرصنة إلى دائرة اهتماماته لاحقاًً، ففي عام 2009، ظهر شخص يستخدم بيانات دخول ارتبطت باسم القحطاني في منتديات قرصنة إلكترونية للاستفسار عن برامج تجسس، بحسب صور المنشورات التي سجّلها أعضاء آخرون في تلك المنتديات.

 

وفي العام 2012، استُخدم البريد الإلكتروني الحكومي التابع للقحطاني في طلب خدمات من فريق القرصنة بإحدى شركات التجسس الإيطالية، بحسب تسريبات نشرتها ويكيليكس لاحقاً. إحدى الرسائل التي تم تسريبها طلبت من الشركة إرسال مجموعة من الأشخاص “لديهم معرفة تقنية فائقة” كي “يوضحوا طبيعة الخدمات التي تقدمونها والتدريب والتكاليف”، وأضاف كاتب الرسالة، “سوف نتحمّل تكاليف الزيارة كاملةً”.

 

وتعتبر نيويورك تايمز في تقريرها أن القحطاني قد أصبح بوق الدعاية الرئيسي لوليّ العهد السعودي, إذ بدأ في استخدام حسابه على موقع تويتر، وبلغ عدد متابعيه 1.36 مليون، في إعداد قائمة سوداء بأسماء المعارضين للمملكة وانتقل بعدها إلى شنّ حملات عليهم مستعيناً بمتابعيه الذين أطلقت عليهم المعارضة اسم “الذباب الإلكتروني”.

 

إمبراطورية آل الشيخ الرياضية
تقول الصحيفة عن تركي آل الشيخ إنه اصبح رئيساً شرفياً لواحد من أعرق الأندية الرياضية وأكثرها شعبية في مصر، وهو ما اعتبره كثيرون مؤشراً إلى كمّ الاستثمارات الهائلة التي يتلقاها من ولي العهد. غير أن الأمر لم يدُم طويلاً إذ استقال من المنصب بعد بضعة أشهر إثر خلاف مع مجلس إدارة النادي لينتقل إلى شراء نادٍ منافس مغمور أطلق عليه اسم “الأهرام”، وضمّ إلى صفوفه ثلاثة من أشهر اللاعبين البرازيليين كما أطلق قناة رياضية مخصّصة لأخبار النادي الذي قيل إن استثمارات آل الشيخ فيه قد بلغت نحو 33 مليون دولار.

 

وعندما لمّح برنامج ترفيهي يذاع على شبكة “إم بي سي” السعودية العام الماضي إلى وجود علاقة بين آل الشيخ ومطربة مصرية (في إشارة إلى المطربة آمال ماهر)، أمر آل الشيخ الشبكة بفصل فريق الإنتاج بحسب أشخاص اطلعوا على الواقعة، ولا يزال البرنامج موقوفاً إلى اليوم.

 

دور القحطاني وآل الشيخ في صعود نجم بن سلمان
بحسب نيويورك تايمز، فقد أدّى القحطاني وآل الشيخ أدواراً مفصلية في صعود نجم الأمير محمد بن سلمان. ففي يونيو 2017، كانا من بين مجموعة صغيرة من الموالين لولي العهد والذين ساعدوا في احتجاز الأمير محمد بن نايف، ولي العهد ووزير الداخلية السابق، عدّة ساعات تعرض خلالها للتهديد وأُجبر على التخلي عن منصبه.

 

وسارع القحطاني وآل الشيخ إلى العمل مرة أخرى عندما قادت السعودية حصاراً على قطر في يونيو 2017 بسبب دعمها للإسلام السياسي، فشرعا في إطلاق سيل من الإهانات والوسوم المسيئة لقطر، كما أجبر القحطاني شبكة “إم بي سي” على وقف عرض جميع المسلسلات التركية بسبب الدعم التركي لقطر، وهو أمر تكبّدت الشبكة على إثره خسائر قُدّرت بالملايين وفقًا للعاملين بالمجال.

 

وأقنع القحطاني ولي العهد بإنفاق أكثر من 100 ألف دولار على إعلانات تلفزيونية أمريكية تستهدف التنديد بقطر، في إشارة واضحة إلى عدم إدراكه أن الكثيرين في أمريكا لا يتابعون تلك الأزمة بين دول الخليج.

وكانت قناة “بي إن سبورتس” القطرية قد حصلت على حقوق البث الحصري لمباريات كأس العالم في العالم العربي هذا العام، وهو ما دفع القحطاني إلى استخدام أجهزة “بي أوت كيو” لنقل بثّ مباشر للمباريات دون الحصول على حقوق البث، الأمر الذي تسبب في رفع دعاوى قضائية دولية.

تضيف الصحيفة أن القحطاني وآل الشيخ لعبا دوراً مهماً خريف العام الماضي عندما قام ولي العهد السعودي باعتقال مئات الأمراء من الأسرة المالكة ورجال الأعمال بالمملكة في فندق ريتز كارلتون فيما أُشيع أنها حملة للقضاء على الفساد، وذلك بعد أسابيع قليلة من شراء آل الشيخ سيارة بوغاتي شيرون مقابل 4.8 مليون دولار.

 

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فقد كانت مهمّة القحطاني وآل الشيخ هي استجواب الأمراء المحتجزين ومطالبتهم بالاعتراف بتهم فساد وتربّح والتعهد بالتنازل عن الكثير من ممتلكاتهم بحسب مصادر مقرّبة من الأمراء المعتقلين. ورغم أن الأمراء المحتجزين كانوا معصوبي العيون خلال بضعة تحقيقات، فقد أخبروا بعض أقاربهم بأنهم شاهدوا القحطاني وآل الشيخ أو تعرفوا على صوتيهما، بينما ذكر آخرون أنهم رأوا آل الشيخ من نوافذ غرفهم يأتي إلى الفندق ويغادره محاطاً بالحرّاس المسلّحين.

 

وبعد أسابيع قليلة من إطلاق سراح رجل الأعمال السعودي الأكثر ثراءً الأمير الوليد بن طلال من الريتز كارلتون، تبرع بنصف مليون دولار لأحد أندية كرة القدم السعودية إذ كتب على حسابه على تويتر، “تجاوباً مع دعوة أخي تركي آل الشيخ في دعم الأندية السعودية …”.

 

ولم يعلّق القحطاني أو آل الشيخ على مقتل جمال خاشقجي، لكن على ما يبدو أن القحطاني الذي تجرّد من منصبه كمستشار للديوان الملكي لا يزال مؤمناً بأن خدمته لولي العهد لم تنته بعد.

مقربون آخرون… لوبي وإعلام
لكن قبل بروز الرجلين المذكورين في تقرير نيويورك تايمز، كمقربين من بن سلمان، كان هناك حديث عن رجلين آخرين مقربين كذلك من ولي العهد الشاب والطموح.

الرجل الأول هو سلمان الأنصاري مندوب بن سلمان في واشنطن، ترأس اللوبي السعودي في أمريكا (سابراك) الذي رأى النور العام الماضي ببادرة من الأنصاري. وظهر مراراً في وسائل الإعلام الغربية للتعريف بسياسة الأمير “الإصلاحية”. رافق الأنصاري بن سلمان في لقاءاته مع المسؤولين والمؤثرين في الإدارة الأمريكية قبل قضية خاشقجي.

 

الأنصاري شاب ثلاثيني يحمل شهادات من الجامعات الأوروبية، من أسرة ثرية لها علاقات كبيرة داخل الولايات المتحدة الأمريكية.

 

والرجل الثاني هو أحد المتورطين في قضية خاشقجي: المستشار أحمد العسيري، الذي شغل في السابق منصب المتحدث باسم عاصفة الحزم.

متحدث لبق يجيد الفرنسية والإنجليزية، خرج من عاصفة الحزم ليدخل الدائرة الأقرب لبن سلمان، فأصبح الرجل الثاني في جهاز الاستخبارات العامة في السعودية. العسيري حائز درجة الماجستير في العلوم العسكرية من كلية القيادة والأركان للقوات المسلحة السعودية، وماجستير في دراسات الدفاع الوطني من فرنسا وماجستير في العلوم الإستراتيجية.

 

برز اسم العسيري مرة أخرى في قضية خاشقجي، فتمت إقالته منذ اعتراف السعودية بمقتل الصحفي في قنصلية بلاده في إسطنبول، ثم ثبّت المدعي العام الخميس الماضي التهمة عليه بقوله إنه هو من أمر بإعادة خاشقجي إلى السعودية (اختطافه).

 

رجل آخر مقرب من ولي العهد هو تركي الدخيل، مدير عام قناة العربية منذ عام 2016، الذي كتب مقالاً عن ثلاثين إجراء محتملاً ستلجأ إليها الرياض إذا فرضت عليها واشنطن عقوبات بسبب قضية خاشقجي، تشمل التقارب مع روسيا، لكن ذلك لم يحدث.

…………………..

المصدر: رصيف 22

قد يعجبك ايضا