المصدر الأول لاخبار اليمن

رغم حرب الإبادة في غزة… السلطة الفلسطينية تعرض إنقاذ الاحتلال من نيران القدس

تقرير/ عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

 

في لحظة يتصاعد فيها الدخان من أنقاض غزة المحترقة، ويُنتشل الأطفال من تحت الركام بعد كل قصف، بادرت السلطة الفلسطينية في رام الله إلى عرض المساعدة على الاحتلال الإسرائيلي لإخماد الحرائق التي اندلعت في جبال القدس المحتلة، في موقف أثار استغرابًا واسعًا وتساؤلات مشروعة حول منطق الأولويات الوطنية والكرامة السياسية.

قناة “كان” العبرية كشفت عن العرض الفلسطيني، الذي جاء في توقيت يُعدّ الأخطر على الإطلاق منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أكتوبر الماضي، عدوان وصفته الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية دولية بأنه يرقى إلى “جرائم حرب” و”إبادة جماعية”، بعد أن دمّر البنية التحتية، واستهدف المدارس والمستشفيات والملاجئ، وأسفر عن استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين، بينهم آلاف الأطفال والنساء.

في هذا السياق، تبدو المبادرة الفلسطينية وكأنها محاولة إنقاذ سياسي لحكومة الاحتلال من مأزقها البيئي، في الوقت الذي لم تُبدِ فيه حكومة الاحتلال الإسرائيلي أي بادرة إنسانية تجاه الكارثة المستمرة في القطاع، بل تواصل قصفها بلا هوادة، وتحاصر المساعدات، وتمنع وصول الغذاء والدواء إلى مئات الآلاف من المحاصرين.

الأوساط السياسية في كيان الاحتلال لم تُخفِ دهشتها من العرض، لكن “حكومة نتنياهو” لم ترد عليه رسميًا حتى اللحظة.. وفي المقابل، طلبت إسرائيل المساعدة من خمس دول أوروبية لإخماد النيران، في مؤشر على استمرار تعاطيها مع السلطة كجهة هامشية، رغم ما تبديه الأخيرة من تعاون سياسي وأمني مستمر منذ سنوات.

ما بين حرائق أشعلها الاحتلال في غزة عمدًا، وحرائق طبيعية تهدد مستوطناته، يجد الفلسطينيون أنفسهم أمام معادلة أخلاقية قاسية: سلطة تُبادر لنجدته رغم أن دباباته لا تزال تطلق نيرانها على أجساد الأطفال في القطاع المحاصر.

في خضم كل ذلك، تتعالى الأصوات الفلسطينية الغاضبة، التي ترى في خطوة السلطة تطبيعًا مرفوضًا، وانفصالًا خطيرًا عن نبض الشارع الفلسطيني، الذي ينزف دمًا في كل منازل غزة ورفح وخان يونس.

ورغم ضخامة حرائق القدس، لكنها ليست سوى رماد عابر مقارنة بجحيمٍ متعمد يُحرق به الشعب الفلسطيني منذ شهور دون توقف… فهل باتت أولويات السلطة جزءًا من حسابات الإنقاذ الإسرائيلية بدلًا من أن تكون انعكاسًا لصرخات أبناء شعبها تحت القصف والركام؟

قد يعجبك ايضا