رغم ما أبدته لندن من تحفظ بشان المشاركة في العدوان على اليمن الذي استأنفته واشنطن في الـ 15 من مارس الا ان لندن عادت لتشارك في هذا العدوان بعد مرور ما يقارب الشهر والنصف ، حيث أعلنت وزارة الدفاع البريطانية أن قوات تابعة لـ”المملكة المتحدة” شاركت في ما أسمته “عملية عسكرية مشتركة” في اليمن الثلاثاء وشنت غارات على جنوب العاصمة صنعاء ، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا قررت لندن المشاركة في هذا العدوان رغم ما أبدته من تحفظ سابقاً ؟
حسب المراقبين فأن قرار المشاركة في هذا العدوان هو تزايد الضغوط الامريكية على لندن للانخراط في العدوان نتيجة احتياجها لشريك يشاركها في تحمل أعباء هذه الحرب التي صارت تثقل كاهل الولايات المتحدة الامريكية ولا تأتي بنتائج ، حيث صارت واشنطن بحاجة ماسة للشريك البريطاني لمساعدتها للإستمرار في هذه الحرب خصوصا مع تزايد تهديدات صنعاء لحاملات الطائرات الامريكيتين “ترومان “وفنسون” اللتان تتعرضان لضغط كبير من قوات صنعاء ، مما يجعل من واشنطن غير قادرة على استخدامهما في تنفيذ الضربات الجوية على اليمن .
ويرى المراقبون أن مشاركة بريطانيا للولايات المتحدة الامريكية في هذه الحرب يكشف عن ما وصلت اليه واشنطن من عجز كبير أمام قوات صنعاء وعدم قدرتها على الاستمرار في هذه دون شركاء يتحملون معها تكاليف هذه الحرب التي لم تكن واشنطن انها ستكون بهذه الضراوة ، وانها ستكلفها كل هذه الخسارة .
ولكن هل ستغير مشاركة بريطانيا شيئاً من وقائع هذه الحرب ؟
بناءً على قراءة نتائج المرحلة الاولى من الحرب على اليمن خلال معركة طوفان الاقصى والتي كانت بريطانيا شريكاً أساسياً فيها ، لا يبدو ان مشاركة بريطانيا ستغير في الواقع شيئاً ، أو ستؤثر على قدرات قوات صنعاء وهذا يظهر من طبيعة الاهداف التي استهدفتها الطائرات البريطانية مساء الثلاثاء في جنوب العاصمة صنعاء ذات الطابع المدني ، وهذا مؤشر بأن المشاركة البريطانية في هذه الحرب لن تضيف شيئاً للوقائع على الارض في اليمن .
ماذا ستجني بريطانيا من المشاركة في هذه الحرب ؟
الحقيقة هي أن لندن لن تجني شيئاً من هذه الحرب سوى الخسارة باعتبار أن صنعاء ستعيد إدراج سفنها الى حظر المرور من البحر الاحمر ، وعودة قوات صنعاء لاستهداف السفن البريطانية وهو ما أكدته حكومة صنعاء حيث قالت في بيان انها على بريطانيا أن تحسب حساب ورطتها وتترقب عواقب عدوانها على اليمن ، وهي رسالة واضحة لبريطانيا بشأن القادم ، وما ينتظرها من عواقب .