تحليل/د.ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//
عندما انطلقت تظاهرات واحتجاجات في درعا -وكانت محقة-وجُلُّهَا مطالب اجتماعية، اندلعت بتأثير ما جرى في تونس ومصر، لسرعة هروب الرؤساء وحاشيتهم.
ناصرناها ونصحنا إياكم والتسيس، وإياكم أن تعطوا ظهوركم وظهر سورية، ليركبكم الخارج ويعبث بكم وبها.
نصحنا النظام؛ أن انفتح على شعبك، واصغي له، واستجب قبل فوات الأوان، ولا تسمح بفلتان الأمور.
إنها سورية نقطة توازن الاستراتيجيات الكونية.
أطلق النظام مشروع حوار وطني، وأجرى الرئيس ١٥٠٠ ساعة حوار مع مختلف الفئات، وخرج في خطاب أمام البرلمان، وقال: اكتشفنا ١١٠٠ مشكلة، ولدينا ٦٥ ألف عنصر فار وملاحق، مما يجعل الأزمة عميقة وطويلة ومكلفة.
ثم استقبل وفداً من درعا برئاسة الشيخ الصياصنه، وكان من أعلام ثورتهم، واتفق معهم على معالجة مطالبهم، وأعطى الأوامر. إلا أنَّ مُسلحي درعا وكانت كتلتهم الأساسية من السوريين والإخوان، رفضت النتائج، وسارعت لاستدعاء غرفة “الموك”، والمسلحين من الأردن وتركيا، وانفتحت على إسرائيل تستجير بها.
استخلصنا أنَّ الأزمة خرجت عن السيطرة، وتم تحميل حركات الاحتجاج المحقة والممكن معالجتها، مطالب وشعارات إقصائية قاصرة وجُلها في خدمة الخارج. ونبهنا أن الخارج يَستخدم ولا يتحالف، يستثمر ولا يناصر. وأنَّ إسرائيل لا تعمل لخدمة إلا نفسها، وعندما تحقق غاياتها كأمريكا، تلقي بالمستخدمين على المزابل بلا أدنى تعويضات أو وفاء.