تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
نجحت صنعاء، عبر سلاح الجو المسيّر والصواريخ الباليستية، في فرض حظر جوي فعلي على مطار “بن غوريون” الدولي، مطار كيان الاحتلال المركزي، وذلك في سابقة غير معهودة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي.
جاء ذلك وسط تصاعد قرارات شركات الطيران العالمية بإلغاء رحلاتها أو تمديد تعليقها إلى أجل غير مسمّى.. هذا التحول لا يعكس فقط بعدًا عسكريًا متقدّمًا، بل يشير إلى زلزال اقتصادي وسياسي قد يعيد رسم قواعد الاشتباك في المنطقة.
ضربات دقيقة.. ومنظومات عاجزة
الهجمات اليمنية التي استهدفت مطار اللد “بن غوريون” خلال الأيام والأسابيع الأخيرة، سواء عبر صواريخ باليستية بعيدة المدى أو طائرات مسيّرة، شكّلت اختبارًا مباشرًا لمنظومات الدفاع الجوي الأمريكية و”الإسرائيلية”، بما في ذلك “القبة الحديدية” و”مقلاع داوود” و”باتريوت” و”ثاد”.
لكن اللافت أن هذه المنظومات، رغم كلفتها الباهظة ودعمها المستمر من واشنطن، أخفقت في اعتراض عدة هجمات نوعية أُطلقت من مسافة تفوق الـ2500 كلم، ما يعني أن مطار الاحتلال بات مكشوفًا من الجو، لا بفعل قصف مباشر فقط، بل حتى بتهديد محتمل يُغيّر سلوك شركات الطيران العالمية.
من التهديد إلى الامتثال
ليست الصواريخ والمسيرات وحدها ما يسقط على يافا المحتلة “تل أبيب”، بل حتى الرحلات التجارية باتت تتساقط عن جدول المطار. من قبل شركات طيران كبرى مثل British Airways، وAir Canada، وRyanair، وITA Airways، وLOT، وAir France، وسواها من كبرى الشركات الأوروبية والأميركية والآسيوية، أعلنت تعليقًا متصاعدًا لرحلاتها، بعضها يمتد حتى يونيو وسبتمبر المقبلين.
انتصار استراتيجي لصنعاء
منذ إعلان صنعاء فرض حظر جوي على مطارات كيان الاحتلال الإسرائيلي، بالتزامن مع دعمها العسكري المتواصل للمقاومة الفلسطينية في غزة، بدت رسائلها واضحة: لن تكون “إسرائيل” آمنة في أجوائها، ما دام العدوان مستمرًا على غزة.. واليوم، لم يعد هذا التهديد رمزيًا أو إعلاميًا، بل صار واقعًا تؤكده خرائط الملاحة الجوية وإعلانات الشركات الدولية.
نجحت صنعاء، لأول مرة في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي.. في فرض شكل من أشكال الحصار على واحدة من أكثر المنشآت الحيوية في كيان الاحتلال دون أن تطأ قواتها أرض فلسطين، بل عبر سلاح الجو والصواريخ طويلة المدى، في تطور يعكس عمق التحول في موازين الردع الإقليمي.
اقتصاد يدفع الثمن