المصدر الأول لاخبار اليمن

صواريخ الثورة تمزق أسطورة الأمن الإسرائيلي وتكشف عورات الكيان المنهار

زلزال إيراني في عمق تل أبيب..

زلزال إيراني في عمق تل أبيب.. صواريخ الثورة تمزق أسطورة الأمن الإسرائيلي وتكشف عورات الكيان المنهار

تحليل/خاص/وكالة الصحافة اليمنية//

في خضم التصعيد غير المسبوق الذي شهدته الساحة الفلسطينية والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، جاءت الضربات الإيرانية الأخيرة لتشكل نقطة تحول استراتيجية كبرى في معادلة القوة والردع.

حيث تجاوزت دقة ونطاق هذه الضربات كل التوقعات والتحليلات الأمنية، لتمس عمق الكيان الإسرائيلي في أكثر نقاطه حساسية واستراتيجية، بدءً من تدمير مركز القيادة والمعلومات في بئر السبع والذي يعد العقل المدبر للعمليات العسكرية الصهيونية ضد المقاومة الفلسطينية، وصولاً إلى الضربات الدقيقة والمميتة التي طالت قلب تل أبيب الكبرى في رامات غان وحولون.

وفقا لخبراء عسكريين فإن هذه الضربات لم تكن عشوائية أو رمزية كما يحاول العدو تصويرها، بل جاءت نتيجة عمليات استخباراتية معقدة وطويلة الأمد، توجت بصواريخ بالغة الدقة تحمل رؤوساً انشطارية متطورة قادرة على تخطي كل أنظمة الدفاع الصهيونية التي طالما تباهى بها الكيان، في رامات غان، وعلى وجه التحديد في شارع جابوتينسكي الذي يعد الشريان الاقتصادي والأمني الأكثر حيوية في الكيان، حيث تقع بورصة الألماس العالمية والأبراج الاستراتيجية مثل برج موشيه أفيف والأبراج التوأم وبرج أيالون وغيرها من المنشآت التي تمثل عصب الاقتصاد الإسرائيلي، والغطاء المثالي للمراكز الأمنية السرية، وهناك أدلة دامغة تشير إلى أن هذه الضربات استهدفت بالضبط اجتماعات سرية لقيادات أمنية وعسكرية رفيعة المستوى كانت تعقد في هذه الأبراج تحت غطاء النشاط الاقتصادي.

حيث أكدت إيران أن استخدام الصواريخ الانشطارية ذات الرؤوس المتعددة الموجهة بدقة فائقة يؤكد الطبيعة الاستراتيجية والحساسة للأهداف التي تم اختيارها بعناية فائقة.

ما تظهره الصور والمشاهد من عمق الكيان يكشف عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بهذه الأبراج والمناطق المحيطة بها، بما في ذلك الانهيارات الجزئية في بعضها، وهو ما يدل على أن الضربات أصابت نقاطاً حيوية في بنية الكيان الأمنية والاقتصادية، وأن العدو كان يستخدم هذه المنشآت المدنية كدرع بشري لحماية مراكزه الأمنية السرية، وهو ما يجعله المسؤول الوحيد عن الخسائر المادية والبشرية التي نتجت عن هذه الضربات.

المشاهد الصادمة للدمار في حولون جنوب تل أبيب تكشف أيضا عن النقاب عن حقيقة أخرى وهي أن المنطقة المستهدفة هناك لم تكن سوى واجهة لقاعدة استخباراتية متقدمة ومركز تنسيق رئيسي للعمليات السرية ضد المقاومة في المنطقة.

الخبراء أكدوا أن الدقة الاستثنائية في استهداف هذه المنشآت المحصنة تدل على عمق الاختراق الاستخباري الإيراني للبنية الأمنية الصهيونية، حيث تمكنت وحدات الاستخبارات في حرس الثورة الإسلامية من الحصول على معلومات بالغة الدقة عن مواقع هذه المراكز الحساسة ومواعيد اجتماعاتها وأنماط حركتها.

ويعد هذا الاختراق الاستخباري الكبير ضربة قاصمة لأسطورة التفوق الأمني الصهيوني، ويكشف عن ثغرات خطيرة في منظومة الأمن الداخلي للكيان، يؤكد ذلك التحذير الذي سبق أن أطلقه اللواء عبد الرحيم موسوي رئيس أركان القوات المسلحة الإيرانية الذي لم يكن مجرد تهديد سياسي أو حرب نفسية كما حاول بعض المحللين تصويره، بل كان إنذاراً عملياتياً حقيقياً سبق تنفيذ ضربات دقيقة ومدمّرة، حيث أن الدعوة الموجهة لسكان تل أبيب وحيفا لمغادرة مدنهم كانت إشارة واضحة على أن القيادة الإيرانية تمتلك خريطة أهداف شاملة وجاهزة للتنفيذ، وأن الضربات الأخيرة ما هي إلا البداية لمرحلة جديدة من المواجهة.

كل هذا التحرك بما في ذلك طبيعة الأسلحة المستخدمة وتوقيت الضربات واختيار الأهداف جميعها تشير إلى وجود خطة استراتيجية محكمة تهدف إلى إعادة رسم معادلة الردع في المنطقة،

ونجحت الضربات الإيرانية في إثبات عدة حقائق استراتيجية خطيرة بالنسبة للكيان الصهيوني، أولها أن العمق الإسرائيلي لم يعد آمناً أو بعيداً عن متناول القوى المقاومة، وثانيها أن أنظمة الدفاع الصهيونية وعلى رأسها القبة الحديدية لم تعد قادرة على حماية الكيان من الصواريخ المتطورة، وثالثها أن البنية الاستخباراتية الصهيونية تعاني من ثغرات خطيرة تم اختراقها بشكل غير مسبوق.

وبين كل ذلك فقد حملت الضربات أيضاً رسائل سياسية بالغة الأهمية، أهمها أن أي اعتداء على المصالح الإيرانية أو استهداف للمقاومة في المنطقة سيواجه برد قاسٍ وغير مسبوق، وأن القيادة الإيرانية لم تعد تلتزم بسياسة الصبر الاستراتيجي التي اتبعتها في السابق، إذ أن التصعيد الحالي يفتح باباً جديداً في الصراع مع الكيان الصهيوني، حيث انتقلت المعركة من حرب الاستنزاف على الحدود إلى ضرب العمق الاستراتيجي للعدو، وأن هذه النقلة النوعية في أدوات المواجهة ستترك آثاراً عميقة على الاستراتيجية الأمنية الإسرائيلية التي سيجبر على مراجعتها بشكل جذري.

في السياق، يستمر الكيان في اخفاء خسائرة، حيث إن الخسائر المادية والمعنوية التي تكبدها الاحتلال الإسرائيلي في هذه الضربات تتجاوز بكثير الأرقام المعلنة، فبالاضافة إلى الأضرار المباشرة في البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية والأمنية، هناك خسائر غير ملموسة تتمثل في اهتزاز صورة الجيش الإسرائيلي كقوة لا تقهر، وتصدع نظرية الأمن الإسرائيلي القائمة على الردع والتفوق التكنولوجي.

فيما ردود الفعل الصهيونية على هذه الضربات تكشف عن حجم الصدمة والارتباك في أروقة القيادة العسكرية والسياسية، حيث بدأت الأصوات داخل الكيان تتعالى محذرة من عصر جديد من عدم الاستقرار وانهيار نظرية الأمن الإسرائيلي التقليدية، مستقبلاً.

ومن المتوقع أن تشهد الساحة تصعيداً أكبر، حيث تمتلك إيران خيارات عسكرية واستخباراتية إضافية يمكن اللجوء إليها في حال استمرار العدوان الإسرائيلي.

وشكلت الضربات الأخيرة اختباراً حقيقياً لفعالية العقيدة العسكرية الإيرانية الجديدة القائمة على الدقة والاختراق الاستخباري والردع الاستراتيجي، إذ أن النتائج التي تحققت تجاوزت كل التوقعات، وأثبتت أن المعادلات الأمنية في المنطقة دخلت مرحلة جديدة أكثر خطورة وتعقيداً بالنسبة للكيان الصهيوني.

في المحصلة النهائية، فإن الضربات الإيرانية الأخيرة لم تكن مجرد عملية عسكرية عابرة، بل كانت نقطة تحول تاريخية في الصراع مع إسرائيل، حيث انتقلت المعادلة من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الردع الاستباقي، ومن حرب الحدود إلى ضرب العمق الاستراتيجي، ومن التهديدات السياسية إلى التنفيذ العملياتي الدقيق، هذه التطورات تفتح صفحة جديدة في تاريخ الصراع، وتضع الكيان أمام تحديات وجودية لم يعد بمقدوره تجاهلها أو التغاضي عن عواقبها الخطيرة.

قد يعجبك ايضا