تحليل/ وكالة الصحافة اليمنية//
دخلت المواجهة بين إيران والكيان الإسرائيلي مرحلة جديدة تتجاوز الردع التقليدي إلى معادلة إيلام العدو بشكل مباشر، بعدما نفذ الحرس الثوري الإيراني أوسع هجوم بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية تابعة للاحتلال الإسرائيلي منذ اندلاع موجة الحرب المباشرة الأخيرة بين الطرفين في المنطقة.
وبحسب البيانات الصادرة عن الحرس الثوري، فإن مئات الطائرات المسيرة الهجومية والانتحارية شاركت في ضرب منظومات دفاعية ومراكز حيوية، إلى جانب صواريخ ثقيلة كـ”خرمشهر” وخيبر المحمل بأكثر من طن من المتفجرات، استهدفت مواقع عسكرية في يافا المحتلة “تل أبيب” وحيفا، وهي الموجة الـ 21 من عملية الوعد الصادق 3 ضمن سلسلة عمليات الرد الإيراني.
طهران تكسر الخطوط الحمراء
الهجمات الإيرانية الأخيرة لا تُعدّ مجرد ردود فعل ظرفية، بل تمثل تحولًا استراتيجيًا في قواعد الاشتباك، ورسالة صريحة بأن الرد الإيراني لم يعد مقصورًا على التهديدات، بل أصبح عملًا ميدانيًا يتسلل إلى العمق الإسرائيلي بفاعلية وجرأة.
ما يميز هذه الهجمات أنها تمت بكثافة وعدد متتالٍ من الموجات القتالية، باستخدام مسيرات خارقة للتحصينات ورؤوس تفجيرية دقيقة التوجيه، ما يعني أن إيران انتقلت من مرحلة “الرد الرمزي” إلى مرحلة “الإيلام المباشر”، وفق مفهوم عسكري يهدف إلى استنزاف قدرة الخصم وتعطيل مراكز قوته تدريجيًا.
ووفق تقارير الإعلام العبري، فإن الدفاعات الجوية، رغم الاستنفار، فشلت في التصدي الكامل للهجمات الإيرانية، ما يعزز الانطباع بأن العمق “الإسرائيلي” لم يعد محصنًا كما كان يُصوَّر.
الحرس الثوري نفسه أعلن أن الدفاعات الجوية للعدو قد دُمرت جزئيًا، وأن الأجواء في فلسطين المحتلة أصبحت مفتوحة أمام صواريخه ومسيراته.
هذه الإشارات تؤكد أن ما بعد هذه الضربات ليس كما قبلها، وأن إيران باتت تفرض معادلة “الهجوم مقابل العدوان”، بمعنى أن أي اعتداء “إسرائيلي” أو أمريكي لن يمر دون كلفة ميدانية مباشرة داخل الكيان.
رسم حدود القوة