ترجمة خاصة/وكالة الصحاف اليمنية//
قالت مجلة ” Theconversation” الأمريكي في تقرير نشره أمس الأربعاء، إن الهجوم الإسرائيلي على إيران الشهر الماضي، والقصف الأمريكي للمنشآت النووية الإيرانية، أول هجومين أمريكيين مباشرين على الأراضي الإيرانية، يهدفان إلى شلّ القدرات الاستراتيجية لطهران وإعادة التوازن الإقليمي.
وأوضح التقرير أن الهجوم فشل في تحقيق النتيجة الاستراتيجية التي طالما تمنى القادة الإسرائيليون والأمريكيون تحقيقها: انهيار نفوذ إيران وإضعاف نظامها.
بدلًا من ذلك، كشفت المواجهة عن سوء تقدير أعمق، فقوة إيران راسخة أيديولوجيًا، ومُصممة للصمود، ورغم ما تعرضت له الجمهورية الإسلامية من قصف؛ إلا أنها لم تسقط.
أشار التقرير إلى أن “إسرائيل” أنفقت ما يقارب 1.45 مليار دولار أمريكي (1.06 مليار جنيه إسترليني) في اليومين الأولين، وفي الأسبوع الأول من الضربات على إيران، بلغت التكاليف 5 مليارات دولار أمريكي، مع إنفاق يومي بلغ 725 مليون دولار أمريكي: 593 مليون دولار أمريكي على العمليات الهجومية و132 مليون دولار أمريكي على الدفاع والتعبئة.
كان رد إيران سريعًا، أكثر من 1000 طائرة بدون طيار و550 صاروخًا باليستيًا، بما في ذلك أنواع دقيقة التوجيه وأخرى تفوق سرعة الصوت. اخترقت الدفاعات الإسرائيلية وتضررت البنية التحتية المدنية، وأغلقت الموانئ، وتوقف الاقتصاد.
ونوهت المجلة، إلى أن ترامب ونتنياهو تحدثا عن وقف إطلاق النار وحرصهم على ذلك، قال عنه محللون أن نتنياهو أراد تجن حرب استنزاف طويلة لا تستطيع “إسرائيل” تحملها، وكان يبحث بالفعل عن استراتيجية للخروج.
والأهم من ذلك بحسب تقرير المجلة، ظل نظام إيران على حاله؛ فبدلاً من إثارة الثورة، حشدت الحرب المشاعر القومية، وكانت الآمال في انتفاضة شعبية قد تُسقط النظام، التي عبّر عنها كل من ترامب ونتنياهو، في غير محلها، فمؤسسات إيران الأقوى، وعمقها العسكري، وهويتها ووجودها القائم على المقاومة، جعلتها دولة مختلفة جذريًا وأكثر مرونة.
مؤخرًا، صوت البرلمان الإيراني على تعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منهيًا بذلك عمليات التفتيش، ومُنح طهران حرية توسيع برنامجها النووي – المدني – دون رقابة.
اختبار العمق الاستراتيجي
ولفت التقرير إلى أن “إسرائيل” أدركت أن دفاعاتها الصاروخية ومرونتها الاقتصادية لم تُصمَّم لحرب طويلة الأمد ومتعددة الجبهات، في غضون ذلك، اكتسبت إيران فهمًا قيّمًا لمدى وصول ترسانتها – الطائرات المسيرة والصواريخ – وحدودها.
التقرير قال إن هذه الحرب لم تكن مجرد صدام بالأسلحة، بل كانت اختبارًا حقيقيًا للعمق الاستراتيجي لكل جانب. قد تُعدّل إيران الآن عقيدتها وفقًا لذلك – مع إعطاء الأولوية للبقاء والقدرة على الحركة والدقة تحسبًا للصراعات المستقبلية.
وتطرق التقرير إلى أن “إسرائيل” دخلت الحرب وهي تعاني من انقسام سياسي وتوتر اجتماعي. وكان ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف يتعرض لانتقادات شديدة لمحاولته إضعاف استقلال القضاء.
أصبحت القيود الجغرافية والديموغرافية التي تواجهها إسرائيل جلية. فاقتصادها المتطور تقنيًا، والمتكامل تمامًا مع الأسواق العالمية، لم يستطع تحمل عدم الاستقرار المطول، والأهم من ذلك، أن الضرر الذي ألحقه القصف الأمريكي كان أقل مما كان متوقعًا، فبينما انضمت واشنطن إلى الضربات الأولية، إلا أنها قاومت التدخل الأعمق، جزئيًا لتجنب تصعيد إقليمي أوسع، وإلى حد كبير بسبب ضعف الرغبة المحلية في الحرب واحتمالية تضخم أسعار الطاقة، في حال أقدمت إيران على إغلاق مضيق هرمز.