دمشق/وكالة الصحافة اليمنية//
في تصعيد عسكري لافت، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي، خلال الساعات الماضية، سلسلة غارات جوية مركّزة استهدفت مواقع وآليات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية في مدينة السويداء ومحيطها جنوبي سوريا، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، وفق مصادر ميدانية وإعلامية متطابقة.
وبحسب ما أفادت به الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا)، فإن الغارات استهدفت مواقع عسكرية تابعة للحكومة السورية الانتقالية داخل المدينة وفي أطرافها الغربية، وأصابت بشكل مباشر رتلاً تابعاً للأمن العام، ما أدى إلى مقتل عدد من العناصر وإصابة آخرين، في حصيلة مرشحة للارتفاع.
تزامنت هذه الهجمات مع أوامر مباشرة صدرت عن رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو” ووزير الحرب “يسرائيل كاتس” إلى جيش الاحتلال الإسرائيلي، بتنفيذ عمليات عسكرية “ردعية” في الجنوب السوري، ضد ما وصفاه بـ”التحركات العسكرية الخطيرة التي تقوم بها دمشق”، على حد تعبيرهما.
وفي بيان مشترك صدر مساء أمس، قال “نتنياهو” و”كاتس” إن “إسرائيل لن تسمح بوجود عسكري معادٍ قرب حدودها الشمالية”، معتبرين نشر قوات وآليات تابعة للجيش السوري في المنطقة “انتهاكاً لاتفاقات سابقة وتهديداً مباشراً لأمن إسرائيل”.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، “أفيخاي أدرعي”، أن جيش الاحتلال “بدأ بالفعل في تنفيذ عمليات جوية دقيقة ضد أهداف تابعة للحكومة السورية الانتقالية”، مشيراً إلى أنه تم استهداف دبابات وناقلات جنود وقاذفات صواريخ، بالإضافة إلى طرق لوجستية تستخدمها القوات السورية في نقل المعدات العسكرية.
وأكد أدرعي أن العمليات لا تزال مستمرة، وتهدف إلى “إزالة أي تهديد محتمل”، على حد تعبيره.
وفي تطور ميداني منفصل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة جوية استهدفت دبابة للجيش السوري داخل مدينة السويداء، ما أدى إلى تدميرها بالكامل.
كما تم تسجيل غارة إضافية عند المدخل الغربي للمدينة، استهدفت رتلاً للجيش السوري، ما أسفر عن مقتل أحد عناصره وإصابة آخرين، وسط استمرار عمليات الإجلاء وتفقد الأضرار في الموقع المستهدف.
وفقاً لتوثيقات المرصد، فقد نفذت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ بداية العام الجاري 64 عملية استهداف داخل الأراضي السورية، بينها 55 غارة جوية و10 ضربات برية، أدت إلى تدمير ما لا يقل عن 95 هدفاً، شملت مستودعات أسلحة وذخيرة ومراكز قيادة وآليات عسكرية تابعة لقوات الجيش السوري والمجموعات المتحالفة معه.
وتثير هذه الضربات المتواصلة مخاوف من انزلاق الوضع الميداني في الجنوب السوري نحو تصعيد أوسع، خصوصاً في ظل غياب أي مؤشرات على تهدئة قريبة، وتزايد الاتهامات المتبادلة بين دمشق والاحتلال الإسرائيلي حول خرق التفاهمات الأمنية السابقة.
كما يحذر مراقبون من أن توسع الاستهداف “الإسرائيلي” في العمق السوري، لا سيما في مناطق بعيدة عن خطوط التماس التقليدية، مثل السويداء، قد يدفع نحو مواجهة مفتوحة تتداخل فيها ملفات إقليمية معقدة.