القدس المحتلة/وكالة الصحافة اليمنية//
أعلنت وزارة الحرب في كيان الاحتلال الإسرائيلي، عبر قسم التأهيل التابع لها، اليوم الأحد، عن ارتفاع عدد المصابين النفسيين في صفوف جنودها إلى 80 ألف حالة منذ بدء الحرب على قطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023، مؤكدة أن 65% من هؤلاء هم من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم خلال العمليات العسكرية.
ويأتي هذا الإعلان في وقت يتزايد فيه القلق داخل المؤسسة العسكرية من تداعيات الحرب الممتدة، ليس فقط على المستوى الميداني، بل كذلك على المستوى النفسي والمعنوي في صفوف الجنود، خصوصًا في ظل تصاعد حالات الانتحار داخل جيش الاحتلال.
وفي هذا السياق، أفادت وسائل إعلام عبرية، اليوم الأحد، بوفاة جندي متأثرًا بجراحه بعد أن حاول الانتحار الأسبوع الماضي داخل إحدى القواعد العسكرية.
وبحسب المعلومات، فإن الجندي هو العريف “دان فيليبسن”، نرويجي الأصل، ويُعرف بأنه “جندي وحيد”، كان قد انتقل إلى كيان الاحتلال قبل عام واحد فقط للانضمام إلى جيشه، قبل أن يتم العثور عليه مصابًا بطلق ناري ذاتي في قاعدة تدريب جنوبي الأراضي المحتلة، يوم الثلاثاء الماضي.
وأكدت مصادر عسكرية أن “فيليبسن” فارق الحياة بعد أيام من إدخاله المستشفى في حالة حرجة، ليرتفع بذلك عدد حالات الانتحار المسجلة في صفوف جيش الاحتلال خلال عام 2025 إلى 19 حالة، منها أربع خلال الأسبوعين الأخيرين فقط.
يُشار إلى أن جيش الاحتلال يتجنب عادة الإعلان الفوري عن حالات الانتحار في صفوفه، ويكتفي بإدراجها ضمن تقارير سنوية تنشر في نهاية كل عام، وسط انتقادات داخلية لهذا التكتم الذي يزيد من تفاقم الظاهرة بحسب مختصين نفسيين “إسرائيليين”.
وفي تقرير سابق، كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية عن ارتفاع ملحوظ في معدلات الانتحار بين الجنود خلال عام 2025، معتبرة أن الأرقام المعلنة لا تعكس الصورة الكاملة لحجم الأزمة النفسية التي تضرب منظومة الجيش.
يرى خبراء نفسيين أن الارتفاع الكبير في عدد المصابين النفسيين والانتحارات داخل جيش الاحتلال يشير إلى تصدعات عميقة في بنية الروح القتالية والجاهزية المعنوية، لاسيما بعد فشل العمليات العسكرية في غزة وتزايد الخسائر البشرية، ما تسبب في فقدان الثقة بجدوى المعركة، حتى بين جنود النخبة.
وتعكس هذه التطورات واقعًا مأزومًا داخل مؤسسة الاحتلال العسكرية التي تواجه تحديات متعددة على جبهات متزامنة، أبرزها الضغط النفسي، التفكك الاجتماعي في صفوف قواتها، والإحساس المتزايد بالعجز في ظل حرب استنزاف طويلة الأمد.