ترجمة خاصة/وكالة الصحافة اليمنية//
في وقت تتكثف فيه المساعي الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، أكد “يوسي كوبرفاسر”، الرئيس السابق لشعبة الأبحاث في الاستخبارات العسكرية “الإسرائيلية”، أن المشكلة الحقيقية التي تواجه “إسرائيل” ليست في القدرة على احتلال غزة عسكريًا، بل في تكلفة هذا الاحتلال على المدى البعيد.
جاءت تصريحات “كوبرفاسر” خلال مشاركته في برنامج “هذا المساء” على قناة i24 العبرية، الذي قدمته الإعلامية “لورين وهبي”، حيث شدد على أن “إسرائيل” لا تأخذ في الحسبان سوى موقف الولايات المتحدة في ما يتعلق بملف غزة، واصفًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه متفهم جدًا لموقف “إسرائيل”، خاصة فيما يخص قضية الأسرى.
وقال “كوبرفاسر”: “سنفعل كل شيء للإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة، لكن إن لم يتم التوصل إلى اتفاق شامل، فلن يكون هناك مفر من التوجه نحو خيار بديل”، مضيفًا: “طالما أن الأميركيين يدركون أنه لا مكان لاتفاق مع حماس، فإننا سنتجه نحو مسار حسم حماس عسكريًا”.
احتلال غزة ليس مستبعدًا
وفيما اعتبره مراقبون تلميحًا لتصعيد محتمل، قال “كوبرفاسر” إن جيش الاحتلال الإسرائيلي “قادر على تنفيذ مهمة احتلال غزة، ويملك قوات كافية منتشرة داخل القطاع”، إلا أنه أقر في المقابل بأن “المشكلة لا تكمن في القدرة العسكرية، بل في تكلفة الاحتلال السياسيّة والاقتصادية والأمنية على المدى الطويل”.
وتعكس تصريحات المسؤول الاستخباراتي السابق نبرة متزايدة داخل الأوساط الأمنية والعسكرية في “إسرائيل”، تشير إلى إحباط من المسار التفاوضي الحالي، ودعوات متكررة لتبني خيار الحسم العسكري في حال فشلت جهود التوصل إلى صفقة شاملة.
موقف واشنطن
وأوضح “كوبرفاسر” أن حسابات القيادة الإسرائيلية ترتكز بشكل أساسي على الموقف الأميركي، مشيرًا إلى أن “إسرائيل تتحرك فقط ضمن حدود التفاهم مع واشنطن”، وأن أي تحرك باتجاه الحسم في غزة لن يتم دون ضوء أخضر ضمني من الولايات المتحدة.
وتأتي هذه التصريحات في ظل ضغوط متزايدة من عائلات الأسرى على “حكومة نتنياهو” لإبرام صفقة تبادل، في مقابل أصوات داخل ائتلاف اليمين المتطرف الحاكم تطالب بالمضي قدمًا نحو احتلال كامل للقطاع وإنهاء حكم حماس، وهو ما يزيد من الاستقطاب داخل المؤسسة السياسية والعسكرية.