خاص / وكالة الصحافة اليمنية //
بعد فشلها عسكرياً في إركاع اليمن وثنيه عن موقفه الداعم لغزة لجأت الولايات المتحدة الامريكية الى خطة بديلة لإرباك المشهد في اليمن وإشغاله بالفوضى الداخلية عن طريق محاولات إختراق المشهد السياسي ، والدفع بشخصية ظلت تحتفظ بها لأداء هذا الدور (أحمد علي عبدالله صالح) نجل الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح .
هذا الاختيار لم يكن عشوائيًا، بل جاء ضمن دراسة معمقة لأرضية المشهد اليمني، باعتبار أن أحمد علي عبدالله صالح هو الشخصية التي مازال لها قبول في الشارع اليمني على عكس الشخصيات والادوات الاخرى التي لم يعد لها قبول ، ولهذا كان أحمد علي عبدالله صالح المقيم في الامارات الورقة السياسية التي تراهن عليها الولايات المتحدة الامريكية تحديداً لإرباك المشهد السياسي في الداخل اليمني عبر دفعه إلى الواجهة في توقيت مدروس ، وتحت غطاء إعلامي ، واستخباراتي مكثف .
التمهيد الاعلامي لعودته .. فيلم قناة العربية
في إطار هذا التحرك، قامت قناة “العربية” السعودية ببث فيلم وثائقي تحت عنوان “علي عبدالله صالح – المعركة الأخيرة”، في محاولة واضحة لإعادة تلميع صورة نظام علي عبدالله صالح وإظهاره كضحية ، حيث ركز الفيلم على سردية تسويقية لعلي عبدالله صالح، في محاولةً لكسب تعاطف الرأي العام اليمني وتصوير مقتله على يد “أنصار الله” كخيانة وغدر، مع تغييب متعمد لخيانته للشعب وتعاونه مع دول التحالف ، مع أن الاعترافات التي تضمنها الفيلم لأحد المقربين من صالح أثبتت بأنهم كانوا يُحضّرون لانقلاب داخل صنعاء بالتزامن مع ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في اغسطس قبل أن يتم إفشال المخطط من قبل الدولة ، وهذا بحد ذاته تأكيد على أن المسار الإنقلابي لم يكن وهمياً بل حقيقة يجري التمهيد لها من سنوات .
لقاءات سرية وتنسيقات مشبوهة
بالتوازي مع التمهيد الإعلامي، كشفت مصادر متعددة عن قيام أحمد علي خلال الأشهر الماضية بسلسلة من اللقاءات السرية في الرياض وأبوظبي بمسؤولين أمنيين واستخباراتيين عرباً وأجانب، كان هدفها تنسيق الأدوار وترتيب عودته إلى الساحة السياسية اليمنية .
تحريك خلايا وتجنيد عناصر لإرباك المشهد
لا تقتصر الخطة الأمريكية على الدعم الخارجي، بل تشمل أيضاً تحريك عناصر داخل اليمن ممن ما زالوا يدينون بالولاء للمشروع الأمريكي السعودي حيث تعمل الولايات المتحدة على تعزيز علاقة أحمد علي ببعض العناصر في الداخل، وذلك للعمل على تحريكهم وإدارة نشاطهم في التآمر على البلد ، وتجنيدهم في إثارة الفتنة والفوضى لإضعاف موقف اليمن في مواجهة الأمريكي و”الإسرائيلي” وفي الإسناد للشعب الفلسطيني .
ومن المؤكد أن محاولات الدفع بأحمد علي عبدالله صالح إلى المشهد السياسي في اليمن ليس مجرد صدفة ، بل هو جزء من خطة أمريكية بديلة تهدف إلى الالتفاف على صمود الشعب اليمني ، وإغراق اليمن بالفوضى وإرباكه وإضعاف موقفه في إسناد غزة والشعب الفلسطيني .
تحذير من صنعاء : الرد سيكون حاسماً
في المقابل تدرك القيادة في صنعاء أن هذا المسار ليس إلا محاولة خبيثة لإرباك الداخل اليمني، وبث الفتنة السياسية والاجتماعية، في توقيت بالغ الحساسية، بهدف إضعاف موقف اليمن المساند لغزة ، ولم تختلف لغتها اليوم عن لغتها السابقة عندما حاول الامريكي الدفع بأدواته لتحريك الجبهات ، حيث تؤكد صنعاء أنها ستعتبر أي تحرك لزعزعة الجبهة الداخلية ضمن العدوان الامريكي “الاسرائيلي” وستتعامل معه من هذا المنطلق .
وفي هذا السياق، أطلق السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم الخميس الماضي تحذيراً صريحاً في خطابه، وجهه إلى كل من يتعاون مع أمريكا ويسعى لتنفيذ مخططاتها، ومن تسول له نفسه الوقوف إلى جانب العدو الإسرائيلي”، واصفًا ذلك بـ “الخيانة والغدر والإجرام “، ومؤكدًا أن الرد الشعبي سيكون حاسمًا تجاه هذه المواقف.
تحذيرات صنعاء تعكس يقظة سياسية وأمنية كبيرة، وإدراكاً دقيقاً لطبيعة الصراع القائم، حيث لم يعد يقتصر على ساحة المعركة، بل بات يمتد إلى معركة الوعي والسيادة والاستقلال .
ومع فشل أدوات الخارج، يتحرك العدو لتحريك “أوراق الداخل”، لكن الرد الواضح من صنعاء يعكس أن المعركة محسومة سلفاً، وأن كل محاولة لتمرير المشروع الأمريكي الجديد ستُقابل بحسم، تماماً كما تم إسقاط المؤامرات السابقة .
إدانة وحكم بالاعدام