المصدر الأول لاخبار اليمن

من البرمجة إلى الحرب.. كبرى الشركات الامريكية متهمة بالشراكة في إبادة غزة

 

تقرير / وكالة الصحافة اليمنية //

كشفت تقارير صحفية حديثة عن أدلة تُثبت تعاون شركة مايكروسوفت مع جيش الاحتلال  “الإسرائيلي” في توفير الدعم التكنولوجي الذي يُسهم في تنفيذ عمليات عسكرية دموية ضد الشعب الفلسطيني.

 

ووفقًا للتحقيقات الحديثة المنشورة في صحيفة “الغارديان” البريطانيةوموقع “لوكل كيل”، قامت الشركة بتطوير نسخة مخصصة من منصتها السحابية “آزور” لصالح الوحدة 8200، الذراع السيبراني للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، بهدف تخزين كميات هائلة من البيانات الاستخباراتية المتعلقة بالفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة .

 

وأفادت التقارير أن هذه المنصة السحابية استُخدمت في التخطيط لعمليات عسكرية دموية، بما في ذلك الغارات الجوية والاعتقالات، حيث اجتمع ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، قبل أربع سنوات مع قائد وحدة المراقبة في الوحدة 8200 لبحث نقل كميات ضخمة من البيانات السرية إلى البنية التحتية السحابية للشركة. وبعد الموافقة على المشروع، استفادت الوحدة من سعة التخزين الهائلة التي يوفرها نظام “آزور”، الذي دخل حيز التشغيل عام 2022، لبناء أداة مراقبة جماعية تلتقط وتخزن ملايين المكالمات اليومية للفلسطينيين .

 

وأشارت الوثائق المسربة إلى تخزين أكثر من 11,500 تيرابايت من البيانات- ما يعادل نحو 200 مليون ساعة من التسجيلات الصوتية—على خوادم الشركة في هولندا، بالإضافة إلى مراكز بيانات أخرى في أيرلندا و”إسرائيل” .

 

 ووفقًا لمصادر داخل الوحدة 8200، فإن هذه المنصة ساهمت بشكل مباشر في تحديد الأهداف العسكرية وتسهيل العمليات القتالية، لا سيما خلال الحملة الأخيرة على غزة، التي أودت بحياة أكثر من 60 ألف شخص، بينهم 18 ألف طفل حسب إحصائيات وزارة الصحة في القطاع .

ردود فعل واسعة ودعوات للمقاطعة 

أثار التقرير المنشور في “الغارديان” موجة غضب عارمة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفه نشطاء بأنه “كشف صارخ لتورط تكنولوجي في جرائم حرب”.

 

 وطالب العديدون بمقاطعة منتجات مايكروسوفت، معتبرين أن الشركة تشارك بشكل مباشر في انتهاكات حقوق الإنسان عبر توفير أدوات تُستخدم في القمع والمراقبة الجماعية. كما أكدوا أن مثل هذه الكشوفات تُظهر الحاجة الملحة لمساءلة الشركات التكنولوجية الكبرى وإخضاعها للمسؤولية الأخلاقية والقانونية .

 

تعمق التورط التكنولوجي في الحرب على غزة

ليست هذه هي المرة الأولى التي تُكشف فيها أدلة على تواطؤ شركة مايكروسوفت في العمليات العسكرية “الإسرائيلية” ضد الفلسطينيين ،  ففي 18 فبراير 2025، نشرت وكالة “أسوشيتد برس” تقريراً كشف عن استخدام جيش الاحتلال “الإسرائيلي” لمنصة “مايكروسوفت أزور” في جمع بيانات المراقبة الجماعية، بما في ذلك تسجيلات المكالمات الهاتفية والرسائل النصية والصوتية، والتي يتم تحويلها إلى نصوص مُترجمة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي .

 

وأوضح التقرير أن النظام يعتمد على خوارزميات متطورة للبحث السريع عن كلمات محددة ضمن كميات هائلة من البيانات، مما يُسهل تحديد مواقع الأفراد بناءً على محادثاتهم، كما يُستخدم في دعم أنظمة الذكاء الاصطناعي العسكرية.

 

 وبحسب التقرير فقد شهد استخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي لتقنيات مايكروسوفت و”أوبن إيه آي” ارتفاعاً صاروخياً بنسبة 200 ضعف بعد مارس 2024 مقارنة بالفترة السابقة للحرب على غزة، بينما قفزت كمية البيانات المخزنة على خوادم مايكروسوفت إلى أكثر من 13.6 بيتابايت بين مارس ويوليو 2024 – ضعف الكمية السابقة.

كما أشارت البيانات إلى زيادة بنسبة 65% في الاعتماد على هذه الخوادم خلال الشهرين التاليين لهجمات أكتوبر2023 .

 

منافسة على خدمة جيش الاحتلال “الإسرائيلي” 

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة “واشنطن بوست” في مارس 2025 عن تعاون قسم الحوسبة السحابية في “غوغل” مع الجيش الإسرائيلي مباشرة بعد أكتوبر 2023، حيث دخلت الشركة في منافسة مع “أمازون” لتقديم خدمات الذكاء الاصطناعي لدعم العمليات العسكرية. ونقلت الصحيفة عن وثائق داخلية إشارة أحد موظفي “غوغل” إلى ضرورة الاستجابة السريعة لمطالب الجيش الإسرائيلي لتجنب تحوله إلى منافسيها

وفي إجراء يثير الجدل، قامت “غوغل” بفصل 50 من موظفيها الذين شاركوا في احتجاجات تطالب بقطع العلاقات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، مما أثار تساؤلات حول التزام الشركة بالمبادئ الأخلاقية في ظل تصاعد الانتقادات الدولية لدور التكنولوجيا في جرائم الابادة الجماعية .

هذه التقارير المتلاحقة تُظهر نمطاً مقلقاً لتعاون عمالقة التكنولوجيا مع  جيش الاحتلال الاسرائيلي مما يضعهم تحت مجهر المساءلة القانونية والأخلاقية، خاصة مع تصاعد الأدلة على استخدام منتجاتهم في انتهاكات حقوق الإنسان .

قد يعجبك ايضا