المصدر الأول لاخبار اليمن

هل يقع “العفافيش” ضحية لأطماع السعودية والإمارات في اليمن؟

خاص / وكالة الصحافة اليمنية //

منذ بداية العدوان على اليمن عام 2015، لعب التحالف السعودي الإماراتي، بدعم مباشر من الولايات المتحدة، على وتر الانقسامات الداخلية واستغلال القوى المحلية الموالية لمشاريعه ، ومن بين هذه القوى ما يُعرف بـ”العفافيش”، وهو المصطلح الذي تطلقه المكونات والأحزاب اليمنية على الموالين للرئيس الأسبق لليمن علي عبدالله صالح عفاش وأسرته.

اليوم وبعد فشل الولايات المتحدة في إركاع اليمن عسكريًا وثنيه عن موقفه الداعم لغزة يبدو أن هناك توجهًا من الأمريكي ودفع للسعودية والإمارات لإعادة تحريك هذه الورقة لإثارة الفوضى في اليمن من جديد.

 

ترويج إعلامي  

 

قناة “العربية” السعودية عرضت مؤخرًا فيلمًا وثائقيًا بعنوان “علي عبدالله صالح – المعركة الأخيرة”، حمل رسائل سياسية واضحة.

حاول الفيلم  رسم صورة لـ “صالح” على أنه “ضحية” و”مدافع عن نفسه”، وأن قتله كان “غدرًا وخيانة”، متجاهلًا عمدًا تاريخه في التعاون مع تحالف العدوان وخيانته للتحالفات الوطنية.

هذه الرسائل الإعلامية ليست مجرد عمل توثيقي، بل جزء من حملة موجهة لإثارة عواطف الموالين له بعمى، وإعادة شحنهم سياسيًا.

 

مشروع قديم جديد

 

الفيلم تضمن اعترافات لأحد المقربين من صالح، أكدت وجود تحضيرات لانقلاب داخل صنعاء، كان مقررًا بالتزامن مع ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام في أغسطس من العام 2027، قبل أن يتم إفشاله من قبل الأجهزة الأمنية. هذه الاعترافات تثبت أن المسار الانقلابي لم يكن وهمًا أو شائعة، بل مشروع حقيقي يجري التمهيد له منذ سنوات، في إطار العدوان على اليمن.

تحريك “أتباع عفاش لإثارة الفوضى ليس فكرة وليدة اللحظة، بل هو مشروع قديم جرى العمل عليه بطرق مختلفة منذ بداية العدوان، لكن الجديد في الأمر أن التحالف، ومعه واشنطن، يحاولان هذه المرة توظيف شخصية أحمد علي (نجل عفاش)، المقيم في أبو ظبي والمشارك في دعم العدوان ضد اليمن، كورقة سياسية جديدة والدفع بها لاختراق المشهد السياسي وإغراق اليمن في الفوضى؛ بهدف إضعاف موقف اليمن الداعم والمساند لغزة.

 

في الفخ

 

يرى الشارع اليمني في صنعاء والمناطق التابعة لإدارتها أن التحركات الأخيرة لتحريك “العفافيش” في المشهد السياسي اليمني ليست فقط محاولة لإعادة تدوير أدوات قديمة، بل هي مشروع منسق بين السعودية والإمارات وواشنطن، قد يقود هؤلاء الموالين لصالح إلى مصير مشابه – وربما أسوأ – مما واجهه زعيمهم في ديسمبر 2017.

كما يرون أن الشعب اليمني اليوم أكثر وعيًا، فقد بات يدرك أن أي تحريك لهذه القوى في هذا التوقيت يخدم بالدرجة الأولى المشروع الأمريكي الإسرائيلي في المنطقة، ويصب في صالح إضعاف موقف اليمن الداعم لغزة والمناهض للعدوان على الشعب الفلسطيني، وبالنسبة لليمنيين، “هذا السلوك لا يُعتبر مجرد تحرك سياسي داخلي، بل خيانة صريحة لليمن ولفلسطين وغزة، ما يجعل أي محاولة من هذا النوع تواجه رفضًا شعبيًا واسعًا، كما يعبرون في مواقع التواصل الاجتماعي.

مصادر خاصة تحدثت لوكالة الصحافة اليمنية أن “الوعي الشعبي وتراكم التجارب مع تحالف العدوان يدفع باتجاه استعداد واسع لمواجهة أي تحركات مشبوهة، ويبدو أنه سيتصدى لمثل هذه التحركات، وقد يتخذ مواقف ميدانية حاسمة لإفشالها قبل أن تتجذر”، ومن المرجح أن يواجه “العفافيش” ردة فعل قوية، قد تكون أعنف من أي وقت مضى، ولن تتكرر سيناريوهات التسامح أو منح الإعفاءات كما حدث مع بعض الموالين في الماضي، حد قول تلك المصادر.

 

موقف وعبرة

 

كما قالت المصادر أن “العفاشي للأسف لا يستفيدون من دروس التاريخ، فالمصير الذي واجهه علي عبدالله صالح بعد انقلابه وتعاونه مع التحالف كان مثالًا كافيًا على أن الخيانة السياسية والعسكرية لا تؤدي إلا إلى الهزيمة والانهيار”، ومع ذلك، يبدو أن بعض الموالين يكررون نفس النهج، وكأنهم يسيرون طوعًا نحو نفس النتيجة، كما أضافت.

وأكدت أنه إلى جانب الرفض الشعبي، فإن موقف السلطة في صنعاء واضح وصارم؛ فهي تعتبر أن أي تحركات لإثارة الفوضى أو محاولة انقلابية تأتي في سياق العدوان الأمريكي الإسرائيلي على اليمن، وستتعامل معها من هذا المنطلق، وهذا يعني أن المواجهة لن تكون سياسية فقط.

 

في الوقت الضائع

 

تبدو النتيجة المتوقعة لأي مسار من هذا النوع هي الفشل، وعندها، سيدرك “العفافيش” أنهم كانوا مجرد أداة في يد السعودية والإمارات لتنفيذ مخطط أمريكي، وأنهم أُدخلوا في مواجهة خاسرة منذ البداية مع من كانوا ذات يوم يدعون شراكتهم معه، لكن هذا الإدراك إذا ما جاء متأخرًا، فقد لا ينفع معه الندم، وربما يدفعون ثمنًا باهضًا على المستوى الشخصي والسياسي.

فأي تحرك لإشغال صنعاء في الوقت الحاضر لا تراه الأخيرة إلا جزء من استراتيجية تحالف العدوان الذي تقوده أمريكا  بعد الفشل العسكري، ويعتمد على الإعلام والتجييش العاطفي والتحريك السياسي، لكن الظروف الحالية – من وعي شعبي متزايد، وموقف رسمي صارم، وتجارب تاريخية مريرة – تجعل فرص نجاح هذا المشروع ضئيلة، وتجعل مصير من ينخرط فيه أقرب إلى السقوط الحتمي.. فهل يدرك الضحية أن من يدفعه للفوضى يقوده للانتحار؟

قد يعجبك ايضا