خاص | تصاعدت التوترات العسكرية بين حلفاء الأمس في الحرب على اليمن، الإمارات والسعودية، في محافظة حضرموت النفطية شرقي اليمن، ما دفع أبوظبي إلى استدعاء عدد من القيادات الموالية لها.
وغادر رئيس الانتقالي الجنوبي الموالِي للإمارات، “عيدروس الزبيدي”، اليوم الأربعاء مدينة عدن، متجها إلى أبوظبي، في أعقاب استدعاء مستشاره الذي تم تعينه قائدا لفصائل “الدعم الأمني”، المدعو أبو علي الحضرمي، الاثنين الماضي، إثر توتر الأوضاع مع القيادات الموالية للسعودية في حضرموت.
وأشار مصدر سياسي مطلع إلى أن استدعاء الزبيدي ومستشاره الحضرمي إلى أبوظبي جاء بعد تطور الأحداث مع الرياض، وسط أنباء عن توجه الأخيرة لتنفيذ مناورة عسكرية خلال الأسابيع المقبلة لفصائل “حماية حضرموت” التابعة لرئيس “حلف قبائل حضرموت”، والتي تخضع للإشراف المباشر من وزير الدفاع السعودي “خالد بن سلمان”.
وأكد أن إعلان رئيس “حلف القبائل” الموالي للسعودية عن تجنيد لواءين في تريم والمشاقيص بالريدة وقصيعر، شرق حضرموت، أثار حفيظة قيادة القوات الإماراتية في المتواجدة في مطار الريان بالمكلا، واستدعاء القيادات الموالية لها إلى أبوظبي لتدارس التطورات على الصعيد الميداني، عقب التهديدات التي اطلقها الانتقالي لاعتقال رئيس الحلف “عمرو بن حبريش العلي”، مطلع الأسبوع الجاري.
وأضاف المصدر أن سقف مطالب قيادة الفصائل الموالية للسعودية “حماية حضرموت”، بإخراج الفصائل غير الحضرمية التابعة للإمارات من مديريات الساحل، يشكل تهديدا مباشرا للمصالح الإماراتية، ولتواجد الانتقالي في مديريات الساحل، ورجح تطور التوترات إلى الانفجار المسلح بين الفصائل الإماراتية والسعودية خلال المرحلة المقبلة.
وتعتبر السعودية حضرموت عمقا استراتيجيا لها، دون أن تسمح بانتشار فصائل “النخبة الحضرمية” الممولة من الإمارات في مديريات الوادي منذ العام 2022، ليتم إسناد مهام تأمين طريق حضرموت الوادي وصولًا إلى منفذ الوديعة الحدودي خلال العام الماضي، لعناصر “درع الوطن” التي تم تشكيلها من العناصر السلفية بعد تدريبها في المعسكرات السعودية.
وكانت قد شهدت مدن ساحل ووادي حضرموت خلال الشهر الماضي، احتجاجات شعبية غاضبة تندد بانهيار الخدمات ومنها الكهرباء، وتدهور الأوضاع المعيشية للمواطنين، واستغلال طرفي الصراع لتلك الاحتجاجات لخدمة أجنداتهما في المحافظة، دون أي تدخل من الحكومة التابعة للتحالف.