المصدر الأول لاخبار اليمن

بين الموانئ والصفقات.. النظامان السعودي والمصري شركاء في إبادة غزة

خاص / وكالة الصحافة اليمنية

 

 

 

 

مع تواصل حرب الابادة الجماعية التي ترتكبها ” إسرائيل ” في غزة تكشفت مواقف صادمة لأنظمة عربية ” السعودية ، ومصر ” كان المفترض أن تكون سنداً للمقاومة الفلسطينية ، فبدلاً من ذلك برزت الشواهد والدلائل تؤكد أنها تقدم دعمًا مباشرًا وغير مباشر للاحتلال الإسرائيلي، مما جعلها عمليًا شريكًا في الابادة الجماعية التي ترتكبها “إسرائيل ” بحق سكان غزة .

منذ بداية العدوان “الاسرائيلي” على غزة في أكتوبر 2023 ، لعبت السعودية ومصر دوراً مشتركاً لتسهيل تدفق الأسلحة إلى الكيان الاسرائيلي ، فالموانئ المصرية لعبت دورًا في إعادة شحن المعدات والذخائر القادمة من أوروبا والولايات المتحدة، في حين وفرت السعودية الغطاء اللوجستي عبر سفنها التجارية.

هذا التعاون المزدوج بين البلدين لا يمكن وصفه إلا بخيانة واضحة للقضية الفلسطينية التي طالما تغنوا بها في الخطابات الرسمية .

 

فضيحة سفينة “بحري ينبع”

إحدى أبرز الفضائح التي فضحت حقيقة الدور السعودي تمثلت في السفينة “بحري ينبع”، والتي اعترضها عمّال ميناء “جنوة” الإيطالي في مطلع اغسطس بعد أن تبيّن أنها تحمل شحنة أسلحة متجهة إلى “إسرائيل” هذه الحادثة أثبتت أن السعودية ليست مجرد متفرجة أو محايدة، بل متورطة بشكل مباشر في توفير الدعم العسكري للاحتلال. والسؤال الأخطر الذي يطرح نفسه ، هل السعودية كانت مجرد ناقل لهذه الاسلحة ، أم انها اشترت هذه الأسلحة أصلًا لصالح “إسرائيل”؟ وهل تتحول أموال الأمة إلى وسيلة لقتل أهل غزة؟ .

على الجانب الآخر، لعبت مصر دورًا لا يقل خطورة ، فإلى جانب تسهيل مرور الأسلحة عبر موانئها، تواصل القاهرة ضخ الدعم المالي للاقتصاد “الإسرائيلي”  من خلال صفقة الغاز الضخمة التي تجاوزت قيمتها 35 مليار دولار ، هذه الصفقة تمثل طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، إذ أن هذه الأموال الهائلة كان يمكن أن تُستثمر في الداخل المصري أو في مشاريع عربية مشتركة، لكنها ذهبت لإنعاش اقتصاد الاحتلال الاسرائيلي وللمساعدة في الاستمرار في حرب الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني .

المفارقة المؤلمة أن السعودية ومصر تقدمان أشكالًا متعددة من الدعم “لإسرائيل” بينما يُترك أهل غزة لمصيرهم، يموتون جوعًا تحت الحصار، ويُحرمون حتى من المساعدات الطبية والغذائية ، فلم تقدم الرياض والقاهرة شيئًا يُذكر لتخفيف معاناة المدنيين، بل على العكس، ساهمتا بشكل مباشر وغير مباشر في تعزيز قدرة “إسرائيل”  على مواصلة الابادة الجماعية بحق سكان غزة .

 

البعد الأخطر: خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة

ما يجري يتجاوز غزة إذ إن الدعم السعودي والمصري لـ “إسرائيل”  ليس موجهًا فقط لاستمرار الحرب على الفلسطينيين، بل لتقوية المشروع التوسعي الصهيوني في المنطقة ، فمن خلال صفقات الطاقة والتسهيلات اللوجستية، يتم تعزيز مكانة “إسرائيل” كقوة إقليمية مهيمنة، على حساب الأمة العربية بأسرها .

 

خيانة الأمة

من منظور أخلاقي وديني، ما يفعله النضامين السعودي والمصري لا يمكن وصفه إلا بالخيانة العظمى، فالتواطؤ مع الاحتلال في لحظة يرتكب فيها مجازر جماعية بحق الفلسطينيين هو جريمة مضاعفة: خيانة لفلسطين، وخيانة للأمة العربية والإسلامية، وخيانة للمبادئ الإنسانية نفسها .

 

الخلاصة : لقد تحولت السعودية ومصر،  إلى أكبر داعمي الإبادة الجماعية في غزة وأكبر الداعمين لـ “إسرائيل” ليس في حريها على الشعب الفلسطيني بل في حربها على الامة .

قد يعجبك ايضا