المصدر الأول لاخبار اليمن

تصدّع الهالة.. صراعات داخلية وخارجية تضرب سلطات الاحتلال!

يافا المحتلة | وكالة الصحافة اليمنية

تتوالى الضربات على تل أبيب، ليس في الميدان العسكري فحسب، بل في الصورة والنفوذ وحتى من الداخل. تتكشف الحقائق عبر تصريحات صادمة، تقارير دولية، وشهادات من قلب جيش الاحتلال الإسرائيلي، بينما يصدح صوت من واشنطن ليؤكد أن سلطات الاحتلال تخسر معركة لم تعد مجرد حرب على غزة، بل حرب على مكانتها ونفوذها.

في قلب هذا المشهد المتأزم، فجّر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ما وصفته بعض الأوساط الإسرائيلية بـ”المفاجأة المدوية”، إذ قال بوضوح إن حرب غزة تضر بالكيان الإسرائيلي وستجبره في النهاية على إنهائها. هذه الكلمات تختزل أزمة أكبر بكثير. فـسلطات الاحتلال، التي كانت قبل سنوات أقوى جماعة ضغط في الكونغرس الأمريكي، لم تعد تملك تلك السيطرة، ما يثير تساؤلات حول معنى أن تعلن شخصية بحجم ترامب أفول هذا النفوذ.

 

من واشنطن إلى الصحف والجنود

الضربات لم تأت من واشنطن وحدها، فصحيفة “وول ستريت جورنال” نشرت تقارير صادمة عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، كشفت عن رفض جنود الاحتياط للخدمة، وتحدث ضباط عن إرهاق مستمر منذ عامين. كما تضمنت شهادات تقول بوضوح إنه “لا يمكن القضاء على المقاومة بسبب أسلوبها في حرب العصابات”. هذا اعتراف من الداخل الاسرائيلي بأن الحرب بلا أفق، وأن جيش الاحتلال يقترب من حافة الانهيار النفسي والمعنوي. وعلى الرغم من محاولات بعض الأطراف الإصرار على أن جيش الاحتلال قادر على الصمود، يبقى التساؤل: ما جدوى القوة العسكرية إذا كانت المعركة لا تنتهي وإذا كان الجنود أنفسهم يتحدثون عن فقدان الثقة والروح القتالية؟

 

انقسام وتآكل داخلي

في الداخل الاسرائيلي، تتصاعد أصوات عائلات الأسرى المحتجزين في غزة. فبينما يصر البعض على مواصلة الحرب مهما كلف الأمر، معتبرين أن أي صفقة أو تراجع سيقضي على مفهوم الردع، حسب تعبيرهم. هناك من يعبر عن مرارة فقدان أبنائه لأجل ما يسميه “أجندة سياسية”. هذا الانقسام يزداد اتساعاً، ويكشف أن الداخل الإسرائيلي نفسه يعيش حالة صراع لا تقل خطورة عن القتال على الجبهات.

وفي سياق متصل، لم تخفِ الصحف الإسرائيلية الأزمة. حيث كتبت صحيفة “هآرتس” أن “الجيش يخوض حرباً لا يريدها، وأن انعدام الثقة بين القيادة السياسية والعسكرية بدأ يتسرب إلى الجنود”. هذا المشهد يثير تساؤلات حول مستقبل حرب يقاتل فيها الجيش بلا قناعة، ويصر السياسيون على الاستمرار.

على المستوى الدولي، تتآكل صورة الكيان الإسرائيلي. فبعدما اعتمدت سلطات الاحتلال على تفوقها في العلاقات العامة والدعم غير المحدود من واشنطن، تسمع اليوم كلمات غير مسبوقة من الرئيس الأمريكي السابق: “أنتم تخسرون في عالم الصورة والدعاية”. فالعالم يرى صور الأطفال في غزة ويقارن بين قوة عسكرية كبرى ومجتمع محاصر يواصل الصمود. ووسط هذا الواقع، تتراكم الأسئلة حول ما إذا كانت هذه الحرب ستعيد تعريف صورة الكيان الإسرائيلي أمام العالم، أم أنها مجرد أزمة وقتية؟.

 

أسئلة كبرى ومستقبل مجهول

لقد تحولت غزة إلى مرآة تعكس هشاشة سلطات الاحتلال، ليس فقط في الميدان، بل في قدرتها على الاحتفاظ بصورة القوة والنفوذ. ولعل أخطر ما يواجهه الكيان اليوم ليس صواريخ المقاومة، وإنما فقدان السيطرة على السردية العالمية وتآكل نفوذه في قلب واشنطن.

الأسئلة الكبرى تطفو على السطح: هل تستمر سلطات الاحتلال في حرب استنزاف بلا نهاية؟ أم تجبرها الضغوط الأمريكية والدولية على البحث عن مخرج ولو كان مؤلماً؟ إن التاريخ يكتب الآن، تاريخ يضع سلطات الاحتلال أمام معركة مصيرية لا تقل خطورة عن أي حرب خاضتها من قبل، لأنها معركة البقاء في عيون العالم، والقدرة على إقناع الجنود بالقتال حتى النهاية.

 

قد يعجبك ايضا