قبل الإنجاز، لا تجد مسؤولًا يحضر تفاصيل الإعداد والتحضير، يغيب الاهتمام وتتوارى الرعاية، وتختفي الكلمات الرنانة، والخطب العصماء، وتغيب الابتسامات حتى ولو مجاملة وهنا تجسد “حكومة العليمي” الموالية للتحالف تلك التفاصيل.
جاء تأهل منتخبنا الوطني للشباب إلى نهائي بطولة كأس الخليج في نسختها الأولى، والتي تحتضنها مدينة أبها السعودية، ليسعد الجماهير اليمنية في الداخل والخارج وهو أمر معتاد، حين يصنع الفرحة أي منتخب يقدم نتائج مشرفة وأداء بطولي.
ما ليس معتادًا أن يتقافز راكبي أمواج الإنجاز، ليحيطوا المنتخب بالوان الثناء، والتصريحات الفضفاضة التي غابت مع مرحلة إعداد المنتخب في العاصمة صنعاء لهذه البطولة.
وصل منتخب الشباب إلى العاصمة صنعاء، وأقام معسكره الداخلي لمدة شهرين تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة وإشرافها، الوزارة التي لعب وزيرها الشهيد الدكتور محمد المولد ونائبة نبيه أبو شوصاء دورًا في دعم مشوار المنتخب وفق الامكانيات المتاحة كما حصل مع جميع المنتخبات التي عسكرت في صنعاء.
الاهتمام بالمنتخب الوطني للشباب، تصدره رئيس الوزراء الشهيد أحمد الرهوي الذي التقى بالمنتخب في مكان إقامته بالمركز الأولمبي بصنعاء ومعه الشهيدين وزير الشباب محمد المولد ووزير الإعلام هشام شرف الدين.
في حديثه للمنتخب خلال زيارته في الـ 27 من يوليو الماضي أكد الشهيد أحمد الرهوي:” دعم حكومة التغيير والبناء للرياضة اليمنية وحرصها على توفير الإمكانات المتاحة التي تمكِّن المنتخبات من تحقيق نتائج مشرِّفة تعكس روح الشباب اليمني وعزيمته.
وحث الجميع على الاعتزاز بوطنهم وحضارته العظيمة وتاريخه الباعث على الفخر والاعتزاز وتأثيره الإيجابي في الحضارة الإنسانية على مدار آلاف السنين بما ذلك التاريخ الإسلامي.
وعبر الرهوي عن ثقته بقدرة اللاعبين على تحقيق إنجازات تليق باليمن، داعيًا إياهم إلى الالتزام والانضباط والعمل بروح الفريق الواحد وتقديم الصورة المشرفة لليمن الواحد.
كان الاحتفاء بالمنتخب في العاصمة صنعاء، يُشكل دعمًا معنويًا لشباب، لم يبالغوا في مطالبهم، في وقت تخلت وزارة “عدن” الرياضية، ومن قبلها حكومة التحالف عن المنتخب، وتركته دون إضاءة حتى أشرق في أبها بالتأهل إلى نهائي بطولة كأس الخليج للشباب.
نط رئيس ما يعرف بالمجلس الرئاسي الموالي للتحالف رشاد العليمي عقب فوز منتخبنا على عمان في نصف النهائي بهدفين دون رد، وتناول هاتفه الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى تلفون مستدير يشبه الكرة ليهاتف وزير ما تسمى وزارة الشباب والرياضة بعدن، نائف البكري وهنأه بالتأهل، وكأن البكري نجم خط وسط المنتخب.
العليمي قدم فاصلًا من السخرية المريرة وهو يجري اتصالًا بالبكري، فلا العليمي رعى ولا البكري دعم، ومع هذا يهنئ كليهما بعضهما في مشهد يؤكد افتقارهما للياقة الأدبية والروح الرياضية، فرحة كاذبة تؤكد أن مثلهما هواة تسلق على نجوم شباب لا ذنب لهم سوى أنهم لعبوا كمنتخب باسم اليمن؛ ليجدوا الأشباح التي غابت بالأمس، قد كشرت عن وجوهها الكالحة اليوم.
فيما أشاد رئيس حكومة التحالف “سالم بن بريك”، بالإنجاز الكبير الذي حققه منتخب الشباب لكرة القدم بتأهله المستحق إلى نهائي بطولة كأس الخليج للشباب في نسختها الأولى، مؤكدًا أن هذا النجاح يمثل مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء الشعب اليمني.
هذا المشهد المقزز لتبادل التهاني والأفراح، كان لا بد أن يكمل ركنه رئيس وزراء “حكومة العليمي” سالم بن بريك، الذي غاب عن صفحته في “فيس بوك” منتخبنا خلال مراحل التجهيز والمعسكر، بل وحتى في دور المجموعات، لم يتطرق ولو بالتلميح لما يقدمه شباب اليمن في البطولة، وعندما أعلن المنتخب التأهل للنهائي، تذكر “سالم بن بريك” مجبرًا أن هناك بطولة وأن في البطولة شباب يمثلون اليمن، فكتب أن اللاعبين أثبتوا روح العزيمة رغم كل التحديات، وتابع أنه يثق بقدرتهم على رفع الكأس.
ماهي التحديات التي واجهها منتخبنا الوطني للشباب، كما زعم بن بريك؟ هل يعرفها أو سمعت عنها “حكومته” وعالجتها؟ التحديات سهلتها الحكومة في صنعاء، حتى ثقة بن بريك بقدرة المنتخب على الفوز باللقب، جاءت متأخرة جدًا (تحصيل حاصل)، لقد سبقه الشهيد أحمد الرهوي رئيس وزراء حكومة التغيير والبناء وقالها وسط اللاعبين وهم يحيطون به ويستمعون له وجهًا لوجه.
وبالنظر إلى ما قدمته وزارة البكري لهذا المنتخب، سنجد الجواب موجعًا، مرًا، لم تكلف الوزارة هناك وصندوقها أنفسهم عناء السؤال على المنتخب أو دعمه خلال تواجده في صنعاء، أو حتى وهو يغادر العاصمة باتجاه السعودية، ولم يهتموا به حتى مع انطلاق مجريات البطولة، انتظروا حتى قدم المنتخب نفسه كفريق لا يمكن الاستهانة به، ولاعبين تواجدوا ليحصدوا الذهب، هنا فقط، وجدنا البكري يرفع ستار اللامسوؤلية، ليخرج من تحت عباءة الاهمال، واعدًا المنتخب بمكافأة مالية، وقبل ذلك كان مغشيًا عليه.
صنعاء حاضرة
وحدها صنعاء كانت حاضرة مع هذا المنتخب، ثلاثة من أبرز قياداتها أحاطوا اللاعبين بالرعاية والاهتمام، وفيما غيب الاحتلال الإسرائيلي صور الرهوي والمولد وشرف الدين، بضربة غادرة عاجزة، وصل المنتخب إلى نهائي البطولة، ليؤكد أن الدعم الذي تلقوه والمحبة التي غمرهم بها شهداء الوطن، كانت نابعة من قلوب صافية، كل ما أرادته أن يكون منتخب الشباب سببًا لسعادة جمهور، منتخبًا يحمل رسالة صنعاء إلى العالم، ليخبرهم بأن اليمن تحت مختلف الظروف القاسية والحرب والحصار، تمتلك شبابًا قادرًا على العطاء، والوفاء أيضًا.
تجدر الإشارة إلى أن منتخبنا الوطني للشباب سيواجه نظيره المنتخب السعودي لكرة القدم في نهائي بطولة كأس الخليج الأولى للشباب، الأربعاء القادم.
وكان منتخبنا قد تأهل عن المجموعة الأولى بست نقاط عقب فوزه على قطر والكويت، وتأهل إلى النهائي بعد فوزه على منتخب عمان.