المصدر الأول لاخبار اليمن

لماذا تحولت المحافظات الجنوبية إلى ساحة مفتوحة للمخابرات “الإسرائيلية” ؟

تقرير خاص | وكالة الصحافة اليمنية |

خاص | أظهرت صحيفة “جيروزاليم بوست الإسرائيلية” تفاصيل جديدة وخطيرة، كشفت عمق اختراق الموساد الصهيوني للمشهد السياسي والعسكري والأمني للمحافظات الجنوبية والشرقية الواقعة تحت سيطرة التحالف.

وتحولت المحافظات الجنوبية إلى ساحة مفتوحة للمخابرات الإسرائيلية ومشاريعها عن طريق الإمارات والقيادات الموالية لها في الانتقالي وحكومة التحالف، في انتهاك للسيادة اليمنية، وكأن تلك المحافظات شملتها اتفاقية التطبيع الإماراتية الصهيونية المعلنة في أغسطس 2020م.

الجاسوس سباير يظهر أمام دبابة إسرائيلية

دعاة التطبيع مع “إسرائيل”

عقب إعلان التطبيع الإماراتي مع الكيان الصهيوني، بادر رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” عيدروس الزبيدي، عبر شاشة قناة “RT” الروسية أثناء تواجده في موسكو، إلى الترحيب بالاتفاقية وعرض خدماته بشكل صريح وواضح، وقدم عروضاً وفق ما أسماه فتح “سفارة للكيان الصهيوني” في عدن، مقابل حصوله على دعم “إسرائيلي” لتحقيق حلمه بالانفصال عن اليمن تحت مسمى “الدولة الجنوبية”، في اعتراف غير مسبوق بوجود اتصالات وصفقات تدار خلف الكواليس.

وخلع القيادي السلفي نائب رئيس الانتقالي هاني بن بريك رداءه الديني الذي رمى بـ”السواك” واتجه لربطة العنق بين عشية وضحاها، ليتحول إلى داعية للتطبيع مع الكيان الصهيوني، مباركاً حينها الخطوة الإماراتية، بل وطالب الكيان عبر منشور على منصة “إكس” في أغسطس 2020م بفتح الزيارات لأبناء المحافظات الجنوبية، في سابقة خطيرة كشفت حقيقة التوجهات للسلفية التقليدية الموالية للإمارات والسعودية معا.

اختراق صهيوني كبير

وأزاحت الصحيفة الإسرائيلية “جيروزاليم بوست” النقاب عن زيارة موثقة للباحث والعسكري “الإسرائيلي” الذي يحمل الجنسية البريطانية “جوناثان سباير”،  إلى عدن ومختلف المحافظات الجنوبية خلال يوليو الماضي، وصفت الزيارة بالعملية التجسسية الخطيرة في الأوساط السياسية اليمنية، حيث تمكن سباير من الولوج إلى قصر معاشيق في عدن الذي تتخذه الحكومة و”مجلس القيادة” التابع للتحالف مقراً لها، بالإضافة إلى مقرات الانتقالي ومعسكراته، ووصل الأمر إلى الجبهات المتقدمة مع قوات صنعاء في الضالع وشبوة وأبين، انطلاقاً من مضيق باب المندب، في إشارة إلى حجم التنسيق الصهيوني مع تلك الفصائل.

والتقى سباير وفقاً للصحيفة بـ”وزير الدفاع” في الحكومة التابعة للتحالف “محسن الداعري”، بالإضافة إلى ما يسمى “رئيس العمليات المشتركة بعدن” صالح حسن، ورئيس “شعبة استخبارات الانتقالي” الذي يعرف بـ”أبو نصر”، وتم عقد العديد من اللقاءات الميدانية، حظي وفد “الموساد الصهيوني” باهتمام غير مسبوق بمرافقة أحد الضباط الموالين لـ”طارق صالح”، في سابقة وصفت بالخطيرة، كسرت حاجز التطبيع الصهيوني إلى التعاون العسكري والأمني الميداني ضد ما أسموهم “الحوثيين” في صنعاء.

وليمة في معسكر اللواء الثاني دفاع شبوة

أظهرت القيادات الموالية للتحالف وفق تقرير الصحيفة، خلال زيارة عناصر “الموساد”، مستوى كبير من الذل والتبعية، من خلال تقديمها قائمة طويلة من الطلبات تضمنت “أسلحة خفيفة وثقيلة، وأنظمة دفاع جوي، وطائرات مسيرة استطلاعية، وأجهزة رؤية ليلية”، وصولا إلى زيادة الغذاء وخزانات المياه، في مشهد يجسد عمق الاتكالية الكاملة على الكيان الصهيوني والقوى الأجنبية.

اعتراف ومفاخرة

الصحفي الموالي للانتقالي صلاح السقلدي اعترف في منشور له على منصة “إكس” بخلاف جوقة “الصرفة”، أن الوفد ضم المدعو “جوناثان سباير، بريطاني-إسرائيلي”، و”مايكل روبين، أمريكي”، وكلاهما يعملان ضمن معهد “الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” (MENA) الذي يوصف بأنه ذراع بحثي يخدم السياسة الخارجية الأمريكية والصهيونية في المنطقة.

وقدمت “قناة عدن” التابعة للانتقالي والممولة من الإمارات، الجاسوس “الإسرائيلي سباير” لجمهورها كباحث أمريكي في واشنطن، ولم تجرؤ على القول بأنه صهيوني بريطاني ويقيم في مدينة القدس المحتلة، وفق معلومات يضعها في حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، والغريب في الأمر منذ متى وعناصر “الموساد” الصهيوني يحملون الجنسيات “الإسرائيلية”، فكثيرا ما يجوبون البلاد العربية والإسلامية بهويات أخرى، وصل الحال بهم إلى زياراتهم إلى مكة المكرمة ومدينة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم.

انتهاك إماراتي صهيوني

ولم تكتف الإمارات بتقديم محمية أرخبيل سقطرى اليمنية الواقعة شرق خليج عدن، وجزيرة ميون في مضيق باب المندب وغيرها، على طبق من ذهب للكيان الصهيوني بعد التطبيع المعلن، لإنشاء قواعد عسكرية فيها، لاسيما في جزيرة عبدالكوري 2020، التي تشرف على الملاحة باتجاه القرن الأفريقي وخليج عدن وصولاً إلى مضيق باب المندب، وبحر العرب والمحيط الهندي، بالإضافة إلى إقامة العديد من مراكز المراقبة البحرية في جبل قطينان، ونشر أجهزة استشعار “إسرائيلية” الصنع في جزيرة عبدالكوري لمواجهة الصواريخ والطيران المسير لقوات صنعاء في نوفمبر 2023م، عقب حظر الملاحة البحرية أمام الكيان حتى يتم إيقاف الحرب على غزة وإنهاء الحصار عنها، في انتهاك إماراتي صهيوني صارخ لسيادة اليمن وسلامة أراضيه، وسط صمت الحكومة التابعة للتحالف، حتى تفتح الباب على مصراعيه لعناصر الموساد الصهيوني وفق ما أظهرته الصحيفة،  في عدن وأبين وشبوة وصولا إلى الضالع، وما خفي كان أعظم.

ومن خلال الوقائع والاحداث الميدانية التي تؤكد بأن المشروع الصهيوني في جنوب اليمن، يتم تمريره عبر الإمارات وأدواتها المحلية، التي بدأت تظهر التعاون الكبير مع الكيان الصهيوني في الجانب الإعلامي والاستخباراتي بهدف تمزيق اليمن وإضعافه وفرض واقع جديد يجعل من المحافظات الجنوبية منصة متقدمة تخدم المصالح الصهيونية في مواجهة قوات صنعاء، الأمر الذي يشكل تحديا صارخا لإرادة اليمنيين ووحدة أراضيهم ونضالهم ضد المشروع الصهيوني الأمريكي في المنطقة، وهذا ما يرفضه أبناء المحافظات الجنوبية جملة وتفصيلا.

وليمة في معسكر اللواء الثاني دفاع شبوة

تحذير واستنكار

ويحذر نشطاء الجنوب من تلك التحركات والتحولات الاستخباراتية مع الكيان الصهيوني، التي تضع حاضر ومستقبل القضية الجنوبية في المجهول، وتدفع أبناء الجنوب ليكونوا مجرد قطيع يساقون إلى محارق الموت مقابل عودة اتباع “عفاش” والإصلاح، للسيطرة على عدن وسط تراجع مخيف لحضور الانتقالي الذي لا يستبعد وضع السلطات الإماراتية قياداته تحت الإقامة الجبرية في أبوظبي، لأن الاخيرة ترى مصالحها تكمن مع قيادات ما يطلق عليهم عصابة ( 7/7 )، الذين يسيطرون على مفاصل المؤسسات وفق ما يعرف بـ”الدولة العميقة”.

وأثارت زيارة عناصر الموساد الصهيوني، موجة غضب عارمة من الاستنكار والسخط في الشارع الجنوبي، والشعب اليمني بشكل عام، وإدانة الزيارات “الإسرائيلية” والصفقات العسكرية المشبوهة مع الكيان، وتفاخر تلك القيادات الموالية للإمارات بالخيانة العظمى لليمن وبيعها للسيادة اليمنية لأعداء الأمة، من أجل السيطرة على صنعاء لما تشكله قواتها من تهديدات حقيقية للكيان الصهيوني ومصالحه الاقتصادية مع استمرار ضرباتها الصاروخية والطيران المسير ضمن معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس المساندة لأبناء غزة منذ أكتوبر 2023م.

واعتبرت صنعاء استمرار عملياتها العسكرية المساندة لأبناء غزة واجبا دينيا واخلاقيا وإنسانيا حتى يتم إيقاف الاحتلال الصهيوني المجازر الوحشية بحق أبناء غزة ما يقارب 229 ألف شهيد وجريح بينهم 36 ألف شهيد وآلاف المفقودين تحت الأنقاض، وسط استمرار دعواتها للأمة الإسلامية إلى الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني جراء الصمت الدولي وتواطؤ الأنظمة العربية مع الكيان.

مع قيادات الانتقالي
قد يعجبك ايضا