كشف مصادر إعلامية اليوم الأربعاء عن وصول شحنة ضخمة من بذور البطاطس المصرية الملوثة بمرض “العفن البني” وأمراض حجرية خطيرة إلى اليمن، تحت غطاء انها مخصصة للاستهلاك البشري.
وبلغت الشحنة نحو 500 طن وتم إدخالها عبر منفذ الوديعة الحدودي مع السعودية إلى اليمن، رغم تحذيرات المختبرات التي أكدت خطورتها على التربة والمحاصيل اليمنية، ما يثير القلق هو أن هذه البذور لم تعالج ولم تفحص بشكل كاف قبل دخولها الأراضي اليمنية، لتمثل تهديد للأمن الغذائي والزراعة المحلية على المدى الطويل.
وأكدت المصادر أن الشحنة وصلت إلى مأرب في 10 سبتمبر الجاري، وبدأ المستورد “لم يذكر اسمه”، بتصريفها وبيعها كتقاوي للمزارعين، رغم علمه بخطورتها، هذه العملية تعكس وجود لوبيات فساد تعمل على تمرير منتجات ملوثة بشكل متعمد، مستغلة الوثائق المزورة التي تشير إلى أن البطاطا صالحة للاستهلاك البشري.
ووصف مراقبون وصفوا هذه الخطوة بأنها “جريمة منظمة” تهدف إلى الإضرار بالأمن الغذائي وتشويه الزراعة اليمنية، حيث يمكن أن تتسبب الأمراض الحجرية والعفن البني في تدمير الأراضي الزراعية لعقود طويلة، كما حدث في حوادث مشابهة خلال 2011 و2012 في محافظات إب وعدن، وفق ما نقلته “بوابة الخليج الإخبارية”.
وأكدوا أن انتشار هذه الأمراض يجعل التربة غير صالحة للزراعة ويؤثر على إنتاج المحاصيل الأساسية، ما قد يرفع أسعار الغذاء ويزيد من اعتماد اليمن على الاستيراد الزراعي الخارجي.
وطالبوا بفتح تحقيق عاجل لكشف المسؤولين عن إدخال هذه الشحنة الملوثة وإحالتهم إلى الجهات القضائية، وِأشاروا إلى أن استمرار تصريف البذور في الأسواق ستكون كارثة زراعية حقيقية يصعب احتواؤها لاحقا، كما دعت بعض الجهات المعنية إلى تعزيز الرقابة على جميع البذور الزراعية المستوردة وإنشاء آليات صارمة لفحصها قبل دخول الأسواق.
وجاءت هذه المؤامرة الخطيرة التي تستهدف الامن الغذائي اليمني عقب إعلان الشركة العامة لإنتاج بدور البطاطس في ذمار خلال أغسطس 2022م، تحقيق الاكتفاء الذاتي من البذور، وانتاجها أصناف جديدة آمنة وملائمة للتربة اليمنية.