المصدر الأول لاخبار اليمن

اتساع الاحتجاجات ضد الإبادة وتصاعد دعوات المقاطعة الثقافية لـ”إسرائيل”

متابعات/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

تتزايد الدعوات في الأوساط الفنية الغربية لمقاطعة الاحتلال الإسرائيلي ثقافيًا على خلفية حربها المستمرة في غزة، في خطوة يرى كثيرون أنها تحمل أصداء تجربة المقاطعة الدولية لجنوب أفريقيا إبان حقبة الفصل العنصري.

ومع امتناع معظم الحكومات الغربية عن فرض عقوبات اقتصادية على الاحتلال الإسرائيلي، يسعى فنانون وموسيقيون وكتّاب إلى تعبئة ضغط شعبي لدفع باتجاه إجراءات أشد.

وقال الممثل البريطاني خالد عبد الله، المعروف بأدواره في فيلمي عداء الطائرة الورقية والتاج، عقب توقيعه عريضة لمقاطعة بعض المؤسسات السينمائية الإسرائيلية: “لا شك لدي أننا وصلنا عالميًا إلى نقطة تحول”.

الرسالة المفتوحة التي أطلقها تجمع “عاملون في مجال السينما من أجل فلسطين” جمعت آلاف التوقيعات، بينهم نجما هوليوود خواكين فينيكس وإيما ستون، وتعهد الموقعون بمقاطعة أي مؤسسة إسرائيلية “متورطة في الإبادة الجماعية” في غزة. وأكد عبد الله أن “التعبئة بدأت بالفعل وتمتد إلى مختلف القطاعات، وليس فقط في صناعة السينما”.

الاحتجاجات طالت كذلك الساحات الفنية الكبرى، إذ خصص عدد من الفائزين بجوائز إيمي هذا الأسبوع كلماتهم للحديث عن غزة، من بينهم الممثل الإسباني خافيير بارديم والنجمة الأميركية هانا إينبيندر، في مشهد أعاد التذكير بمواقف مماثلة شهدها مهرجان البندقية السينمائي مطلع الشهر. كما أعلنت فرقة “ماسيف أتاك” البريطانية انضمامها إلى حملة “لا موسيقى للإبادة”، التي تتيح للفنانين حجب أعمالهم عن “إسرائيل”.

وتتوسع المقاطعة إلى مجالات أخرى؛ إذ تواجه “إسرائيل” ضغوطًا متزايدة لاستبعادها من مسابقة الأغنية الأوروبية يوروفيجن، فيما يقود رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز حملة لإقصائها من فعاليات رياضية. وفي تطور لافت، أعلن قائد الأوركسترا الإسرائيلي إيلان فولكوف من بريطانيا أنه لن يعزف مجددًا في بلاده.

ويرى الباحث السويدي هاكان ثورن، المتخصص في دراسة حركات المقاطعة، أن ما يجري اليوم يذكّر بمسار مقاطعة جنوب أفريقيا، موضحًا أن “تحولًا واضحًا وقع في ربيع هذا العام مع انتشار صور المجاعة في غزة”. وأضاف: “التاريخ يوضح أن المقاطعة الثقافية وحدها لم تكن كافية، لكنها لعبت دورًا مهمًا في عزل نظام الفصل العنصري، إلى أن ترافق الضغط الفني والشعبي مع انسحاب الشركات وتداعيات نهاية الحرب الباردة”.

من جانبه، شدد ديفيد فيلدمان، مدير معهد دراسة معاداة السامية في كلية بيركبيك بلندن، على أن ربط حملات مقاطعة إسرائيل بمعاداة السامية “ادعاء بعيد عن الحقيقة”، مضيفًا أن “هذه التحركات وسيلة احتجاج على تدمير غزة واستمرار قتل المدنيين”.

ورغم أن كثيرًا من الناشطين يستلهمون تجربة جنوب أفريقيا، إلا أن فيلدمان لفت إلى أن تلك التجربة استغرقت ثلاثة عقود لإسقاط النظام العنصري، ما يكشف حدود الضغط الدولي القائم على المقاطعة وحدها.

في المقابل، يخشى فنانون إسرائيليون من أن تؤدي المقاطعة إلى إضعاف مجتمعهم الفني، إذ قال كاتب السيناريو المعروف هاغاي ليفي مؤخرًا إن “90% من الوسط الفني” يعارض الحرب في غزة، مضيفًا: “إنهم يعانون أصلًا، ومقاطعتهم ستفاقم معاناتهم”.

قد يعجبك ايضا