المصدر الأول لاخبار اليمن

الدفاع الأمريكية تُقيد المسؤولين العسكريين.. من فضيحة تسريب اليمن إلى سياسة تكميم الأفواه

واشنطن | وكالة الصحافة اليمنية

 

أصدر وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، توجيهاً جديداً شاملاً، يُقيّد بشكل أكبر ما يُسمح للمسؤولين العسكريين بالحديث عنه في ندوات مراكز الأبحاث وغيرها من الفعاليات الخارجية، ما يُعمّق عزلة البنتاغون عن وسائل الإعلام وخبراء السياسة وحتى حلفائه.

وتُنظّم مذكرة هيجسيث، الفعاليات العامة المسموح بحضورها والتحدث فيها لأفراد الخدمة العسكرية والمدنيين في البنتاغون، والشروط اللازمة للحصول على الموافقة، وفقاً لنسخة حصلت عليها “بوليتيكو”.

وتُطبّق هذه القيود على أي فعالية، لا تستضيفها الحكومة الأميركية، وتُقدّم هذه السياسة إرشاداتٍ أكثر تفصيلاً بشأن القيود، التي وضعها البنتاغون في يوليو/تموز، والتي منعت المسؤولين من التحدث في العديد من فعاليات مراكز الأبحاث، على الرغم من أنها لم تُحدّد أيّها بعد.

وقد أثارت القواعد الأولية شكاوى من الأكاديميين وحلفاء الولايات المتحدة.

وبحسب الموقع، يُعدّ هذا التوجيه الأحدث في سلسلة إجراءات اتخذها هيغسيث لإغلاق البنتاغون عن أعين الجمهور. وأبلغت وزارة الدفاع الصحافيين يوم الجمعة، أنه لا يُمكنهم دخول المبنى إلا إذا وافقوا على عدم نشر معلومات مُعيّنة.

وأشار إلى أن هذه الخطوات، التي تأتي في أعقاب تقليص مُتزايد لوصول الصحافة إلى المبنى، تؤكد “جنون هيغسيث بشأن المعلومات غير المُعتمدة التي تتسرب من الوزارة”.

وتأتي هذه الخطوات في أعقاب انتقاداتٍ لاذعة واجهها في مارس، لمشاركته رسائل حساسة حول الضربات العسكرية الأميركية في اليمن، عبر دردشة جماعية على تطبيق “سيغنال”، والتي ضمّت صحافياً.

وتُشدّد هذه السياسة على كيفية تفاعل مسؤولي الدفاع مع المجموعات الخارجية، وتُوسّع القيود على المشاركة في العديد من الفعاليات، وتتطلب موافقاتٍ كتابية من مكتب الشؤون العامة الأعلى في البنتاغون.

وتُستثنى من هذه القواعد مجموعة محدودة فقط من الأنشطة. وتشمل جلساتٍ صناعيةً يستضيفها البنتاغون، وعروضًا جويةً، واستعراضاتٍ عسكرية، وإحاطاتٍ إعلاميةً مُحددةً لحاملي التصاريح الأمنية، وبعض الاجتماعات مع الحكومات الأجنبية.

وفي السياق نفسه، قال المتحدث باسم البنتاغون، شون بارنيل، إن ذلك كان نتيجة عملية بدأت في يوليو “للتدقيق الدقيق في جميع المشاركات الخارجية لضمان عدم منح الوزارة اسمها ومصداقيتها لمنظمات ومنتديات وفعاليات تتعارض مع قيم هذه الإدارة”.

 

هيجسيث.. وزير دفاع مهووس بالسرية يحوّل البنتاغون إلى “غرفة مغلقة”

وبحسب مراقبين يبدوا أن هيجسيث، الذي تورّط سابقاً بفضيحة تسريب رسائل عن الضربات الأميركية في اليمن، اليوم وكأنه يعاقب المؤسسة بأكملها على أخطائه الشخصية، فبدلاً من إصلاح آليات التواصل، اختار سياسة “إغلاق الأبواب”، ليحوّل البنتاغون إلى قلعة صامتة، معزولة عن الإعلام، الأكاديميين، وحتى الحلفاء.

وأشاروا إلى أنه بهذا النهج، لا يحمي هيجسيث سمعة الوزارة كما يزعم، بل يقوّضها، فالعالم يقرأ القيود الجديدة كعلامة ضعف لا قوة، وكإعلان رسمي بأن القيادة العسكرية الأميركية لم تعد تثق لا بمؤسساتها ولا بشركائها، إنها سياسة قصيرة النظر، تُعمّق عزلة البنتاغون وتضع الوزير نفسه في خانة المسؤول الذي يهرب من النقد بدلاً من مواجهته.

 

 

 

قد يعجبك ايضا