في خطوة أقل ما يمكن وصفها بأنها تكتيك في سياق “الحرب النفسية”، أصدر رئيس وزراء سلطات الاحتلال، بنيامين نتنياهو، تعليمات لجيش الاحتلال الإسرائيلي بنصب مكبرات صوت ضخمة وموزعة في مناطق متفرقة من قطاع غزة، لبث خطابه الذي ألقاه ظهر اليوم الجمعة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذه الخطوة تمثل تصعيداً في استخدام الدعاية الموجهة في سياق النزاع الحالي.
ويأتي هذا الإجراء وسط تقارير تفيد بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتزم بث خطاب نتنياهو في أنحاء قطاع غزة بواسطة مكبرات صوت ستوضع على شاحنات وبالقرب من السياج الأمني المحيط بالقطاع.
الدوافع المعلنة
نقلت /القناة 12/ العبرية عن “مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي” أن “نتنياهو أصدر تعليمات بنصب مكبرات صوت على الجانب الإسرائيلي من حدود غزة كجزء من حملة دعائية، لنقل خطابه التاريخي في الأمم المتحدة”. وأشار المكتب إلى أن “نتنياهو أوعز بألا تسبّب عملية بث خطابه على حدود قطاع غزة أي خطر لحياة الجنود”.
من جهتها، أفادت مصادر في جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن الهدف من بث خطاب نتنياهو في أنحاء قطاع غزة هو “حرب نفسية”، حسبما نقل موقع صحيفة /هآرتس/ الإلكتروني.
وعبر قناة /كان/ العبرية، أفاد جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن مكبرات الصوت تم تركيبها على شاحنات داخل غزة بقرار من نتنياهو، رافضاً التعليق على المزيد من التفاصيل.
ما هذه الهلوسة؟
وفي سياق متصل، أظهرت تسريبات من داخل الأوساط السياسية والإعلامية للاحتلال عدم وجود إجماع حول جدوى هذا الإجراء. فقد أكدت صحيفة /هآرتس/ عن ضابط إسرائيلي كبير قوله: “هذه فكرة جنونية. ويقول أشخاص من كافة أطراف الطيف السياسي: ما هذه الهلوسة؟ ولا أحد يدرك الفائدة العسكرية منها”، مما يشير إلى تساؤلات حول الأهداف الحقيقية والنتائج المرجوة من هذا التكتيك.
خطاب نتنياهو الموجه لأهالي غزة:
خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أشار نتنياهو بشكل مباشر إلى عملية البث، قائلاً: “أريد أن أخاطب المختطفين من هذه القاعة عبر مكبّرات الصوت التي وضعناها”. وأضاف موجهاً كلامه لمن وصفهم بـ “المختطفين”: “يا إخوتنا الأبطال، لم ننسَكم ولو للحظة واحدة. الشعب بأكمله معكم. لن نهدأ ولن نفتر حتى نعيدكم جميعا إلى دياركم، أحياء وشهداء معا”.
كما وجه نتنياهو تهديداً إلى “حماس”، مشدداً على ضرورة الإفراج الفوري عن “المختطفين”، وقال: “أطلقوا سراح المختطفين الآن! إن فعلتم ذلك فستبقون أحياء. وإن لم تفعلوا، فستطاردكم إسرائيل”.
وفي إجراء غير مسبوق، زعم رئيس الوزراء نتنياهو، في البث المباشر من مبنى الأمم المتحدة في نيويورك، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قد سيطر على أجهزة هواتف سكان قطاع غزة وعناصر “حماس”، وأن خطابه يُبث حالياً مباشرة عبر هذه الأجهزة.
وفي سياق كلمته، كرر نتنياهو عدداً من النقاط التي تعكس رؤية سلطات الاحتلال للصراع، حيث أكد على أن: “في كل مرة أعطيت أراضي للفلسطينيين استخدمت في العدوان ضدنا”. وقال: “كان لدى الفلسطينيين دولة، لكنهم اعتدوا علينا مرة أخرى، وأطلقوا الصواريخ على مدننا وحولوا غزة إلى منصة إرهابية ارتكبوا منها مجزرة 7 أكتوبر”.
وأضاف: “رفض الدولة اليهودية لا ينطبق على حماس فقط بل ينطبق على ما يسمى بالسلطة الفلسطينية المعتدلة”.
وأكد أن “الفلسطينيين لا يريدون دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل، بل يريدون دولة فلسطينية مكان إسرائيل”.
كما حاول نتنياهو الدفاع عن سياسات الكيان الإسرائيلي بخصوص المساعدات، مدعياً: “أدخلت إسرائيل إلى غزة أكثر من مليونَي طن من الطعام. هذه بالفعل سياسة جوع!!”، في محاولة للرد على الاتهامات الدولية بفرض حصار وتجويع على القطاع.