المصدر الأول لاخبار اليمن

هل أصبح اليمن حجر الزاوية في مواجهة المشروع الصهيوني؟

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

لم يعد اليمن ذلك البلد الذي ليس له وزن ، بل أصبح اليوم محور قوة حقيقي يعيق المشروع الصهيوني ويعرقل تنفيذ مخططات إعادة تشكيل “الشرق الأوسط “وفق مصالح “إسرائيل” ، وكل ما تتعرض له اليمن من عدوان أمريكي و”إسرائيلي”  ،هو جزء من استراتيجية دقيقة تهدف إلى فصل اليمن عن غزة، وعزل المقاومة الفلسطينية عن أي دعم إقليمي محتمل، وفتح الطريق أمام ما يسمّى بـ”إسرائيل الكبرى” لتحقيق تفوق استراتيجي طويل الأمد عن طريق تثبيت معادلة الاستباحة لشعوب المنطقة ، وإزاحة أي عائق يمكن أن يقف أمام تنفيذ هذا المخطط .

 

 

لماذا لم يتخلى اليمن عن غزة وفلسطين

الحقيقة هي أن المقاومة الفلسطينية في غزة تمثل اليوم خط الدفاع الأول عن شعوب المنطقة، وهي العامل الأكثر تأثيرًا في تعطيل المخطط الصهيوني، المشروع الذي تسعى “إسرائيل” وأمريكا لتنفيذه ، والذي لا يقف عند حدود فلسطين، بل يمتد ليشمل شعوب المنطقة بأسرها، والتخلي عن غزة والمقاومة الفلسطينية يعني التخلي عن الحصن الأول في مواجهة هذا المشروع، وهو ما سيكون بمثابة غباء استراتيجي من قبل شعوب المنطقة، وخاصة تلك الدول التي يحاول المشروع الصهيوني إدراجها ضمن سياق مخططه، وفي مقدمتها مصر، والأردن، وسوريا، ولبنان، والعراق، والسعودية، لذلك، أي ربط بين موقف اليمن الثابت ودعم المقاومة الفلسطينية يعكس فهمًا دقيقًا للعلاقات الاستراتيجية والضرورات التي تمنع تنفيذ المشروع الصهيوني  في المنطقة .

 

 

لماذا اختارت صنعاء تحمل عبء المواجهة بمفردها

لم يكن موقف اليمن الراسخ في القضية الفلسطينية وليد لحظة عاطفية عابرة، بل نتاج إدراك استراتيجي ثاقب لمحيط من التحالفات والهيمنات، وقدرة على قراءة المخطط الذي لا يقتصر على فلسطين وحدها، فاليمن يعرف جيدًا مقدار النفوذ الأميركي وامتداده داخل أنظمة إقليمية عديدة — تأثيرٌ بلغ ببعضها حدَّ التماهي مع سياسات العدو أو حتى الدخول في أشكال من التعاون المباشر مع “إسرائيل”، كما ظهر في سياقات تطبيع ومعاملات سياسية واقتصادية مع دول خليجية متعددة ، هذه الحقيقة لم تغب عن صنعاء؛ ووقوف اليمن بمفرده إلى جانب غزة والشعب الفلسطيني ، ومواجهة المشروع الصهيوني ليس امتعاضًا شعبيًا فقط، بل قرار سياسي واعٍ حملته قيادة وطنية رأت أن التخلي عن فلسطين يعني ترك حصن الأمة الأول واقتراح مصيرٍ جماعيٍ مرعب لشعوب المنطقة ، ولهذا اختارت صنعاء ملء الفراغ والدفاع عن خيارات الأمة، حتى وإن اضطرت لأن تتحمل عبء المواجهة منفردة .

 

 

محاولات كسر الرابط بين اليمن وغزة  

الأمريكي و”الإسرائيلي” يعرفان جيدًا وزن اليمن الاستراتيجي ودوره الحاسم في دعم المقاومة الفلسطينية، هذا الوعي يجعل صنعاء محور اهتمامهم المباشر، لأن استمرار اليمن في دعم غزة يعيق تنفيذ المخطط الصهيوني الذي يسعى لإحكام السيطرة على فلسطين ومن ثم التمدد إلى المنطقة بأسرها، لذلك، كل أشكال العدوان على اليمن اليوم  تأتي ضمن استراتيجية منظمة وممنهجة ، كلها تهدف إلى كسر الرابط بين اليمن وغزة ، وإزاحة اليمن الذي أصبح اليوم العائق الأكبر أمام تنفيذ المخطط الصهيوني في المنطقة .

 

 

مؤشرات هزيمة أمريكا و”إسرائيل “

رغم كل الجهود التي بذلها الأمريكي و”الإسرائيلي”  لفصل اليمن عن غزة، والتي وصلت إلى مستويات العدوان العسكري المباشر، فإن هذه المحاولات لم تحقق الهدف المطلوب، بالعكس، جاءت نتائج هذه السياسات عكسية تمامًا، إذ أسهمت في تعزيز موقف اليمن الاستراتيجي ورفع وزنه الإقليمي ، فالعدوان الأمريكي و”الإسرائيلي” لم يضعف اليمن، بل أعطاه فرصة لإثبات قدراته وتعزيز جاهزيته العسكرية، وأصبح الآن يشكل تهديدًا ملموسًا لـ”إسرائيل” وللنفوذ الأمريكي في المنطقة .

وتؤكد المؤشرات أن الأمريكي و”الإسرائيلي” عاجزان عن هزيمة اليمن، وأن كل العدوان والضغط لم يُضعف إرادة صنعاء، بل عززها، بحيث أصبح  اليمن اليوم لاعبًا إقليميًا مؤثرًا، يمتلك القدرة الكبيرة على التأثير في موازين القوى، في ضل تنامي دوره كقوة قادرة على حماية قضايا الامة ، ودعم القضية الفلسطينية، ومواجهة المشروع الصهيوني الذي يمثل الخطر الأكبر على مستقبل شعوب المنطقة .

الخلاصة : إن اليمن اليوم يمثل العائق الأكبر أمام المشروع الصهيوني في المنطقة ، موقفه الثابت ودعمه المستمر للمقاومة الفلسطينية في غزة جعله محور قوة إقليمية لا يمكن للعدو الأمريكي و”الإسرائيلي” تجاوزه، فرغم كل الضغوط والعدوان العسكري ومحاولات فصل اليمن عن غزة، لم يتمكن الأمريكي و”الإسرائيلي ” من تحقيق أهدافهم، بل جاءت هذه المحاولات بنتائج عكسية، إذ عززت قوة اليمن الاستراتيجية ومكانته كلاعب إقليمي مؤثر ، واليمن اليوم لم يكتفِ بالدفاع عن مصالحه الوطنية، بل اتخذ على عاتقه مسؤولية حماية الأمة والدفاع عن فلسطين، مع إدراكه التام لهيمنة بعض الأنظمة العربية والإسلامية التي تواطأت مع المشروع الصهيوني.

ويمن اليوم الذي يجمع بين القوة العسكرية والقدرة الاستراتيجية والإرادة الثابتة، أصبح حجر الزاوية الذي يعرقل تنفيذ مخطط “إسرائيل الكبرى”، والضامن لاستمرار المقاومة الفلسطينية، والحامي  مصالح الأمة العربية والإسلامية، مما يجعل أي تصور لفصل اليمن عن غزة أو تحييده أمرًا مستحيلًا، ويثبت أن إرادة الشعوب والمقاومة الحقيقية قادرة على إفشال مشاريع الهيمنة الكبرى .

قد يعجبك ايضا