المصدر الأول لاخبار اليمن

الشيخ نعيم قاسم: ما يجري في غزة جزء من مشروع “إسرائيل الكبرى”.. وعلينا مواجهته جميعاً

بيروت /وكالة الصحافة اليمنية

أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم أن ما يجري في قطاع غزة اليوم ليس حدثاً معزولاً، بل جزء من مشروع “إسرائيل الكبرى” الذي تسعى حكومة الاحتلال الإسرائيلي إلى فرضه على المنطقة سياسياً بعد فشلها في تحقيقه عسكرياً، داعياً شعوب المنطقة وقواها الحية إلى مواجهة هذا المشروع كلٌّ من موقعه.

 

وقال قاسم، في كلمة له اليوم السبت، إنّ ما يحدث في غزة مرتبط ارتباطاً وثيقاً بما يجري في لبنان وسوريا والعراق واليمن وسائر المنطقة، مشدداً على أن المعركة واحدة وإن اختلفت الجبهات.

 

وأضاف: “عندما نواجه إسرائيل علينا أن نواجهها جميعاً، كلٌّ وفق مسؤوليته وقدرته، لأن الخطر يستهدف وجودنا وهويتنا ومستقبل أمتنا”.

 

وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن الخطة التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مؤخراً جاءت في توقيت مدروس بهدف تبرئة إسرائيل من جرائمها أمام الرأي العام الدولي، موضحاً أن وراء طرحها أربعة أسباب أساسية:

 

أولاً، لتبييض صورة “إسرائيل” أمام موجة الإدانات الدولية المتصاعدة، خاصة عبر الأمم المتحدة.

ثانياً، لتهدئة الرأي العام الغربي بعد تصاعد التحركات الشعبية في دول أميركية وأوروبية ضد الحرب على غزة.

 

ثالثاً، لتوفير غطاء سياسي للعدوان الجاري على غزة تحت عنوان “المبادرة الأميركية للسلام”.

 

ورابعاً، لتهيئة الأرضية السياسية لتكريس مشروع إسرائيل الكبرى بلبوس أميركي.

 

وأوضح قاسم أن خطة ترامب تتطابق في جوهرها مع المبادئ الخمسة التي حددتها “إسرائيل” لإنهاء العدوان على غزة، قائلاً: “هي خطة إسرائيلية بالكامل لكن بواجهة أميركية، وقد خضعت لتعديلات عدة جرت بالتنسيق مع نتنياهو لتلائم المصالح الإسرائيلية بشكل تام”.

 

وكشف أن الخطة نوقشت بصيغتها الأولية مع بعض الدول العربية قبل إعلانها، وتم خلالها إدخال تعديلات تتوافق مع متطلبات “إسرائيل”، مضيفاً أن “الولايات المتحدة تحاول أن تمرر مشروع إسرائيل الكبرى بالسياسة بعدما فشلت تل أبيب في فرضه بالعدوان والمجازر”.

 

وأضاف قاسم أن “أي تراجع من جانب إسرائيل هو تراجع تكتيكي مؤقت لأن الظروف لم تنضج بعد لفرض مشروعها التوسعي، لكن أهدافها لم تتغير”.

 

وأكد أن المقاومة الفلسطينية هي صاحبة القرار في تحديد ما تراه مناسباً، مشدداً على أن “إسرائيل لن تنجح في انتزاع ما تريد من الفلسطينيين عبر الحرب”.

 

وفي الشأن اللبناني، قال الأمين العام لحزب الله إن لبنان في قلب العاصفة نتيجة استمرار العدوان الإسرائيلي المدعوم أميركياً بكل الإمكانيات، موضحاً أن “إسرائيل تحاول الآن تحقيق ما فشلت فيه عسكرياً عبر الضغط السياسي، لكنّها لن تستطيع بلوغ أهدافها رغم الدعم الأميركي”.

 

وأضاف: “أرادوا من خلال التدخل الأميركي إعادة تشكيل الدولة اللبنانية على قاعدة أن حزب الله ضعيف، وتدخلوا في تركيبة الدولة ليحصلوا بالسياسة على ما عجزوا عنه بالحرب”.

 

وشدد على أن اتفاق الطائف ليس وجهة نظر ولا خاضعاً لموازين القوى، قائلاً: “جزء منه لم يُنفذ، ويجب تطبيقه كاملاً لأنه أساس الاستقرار الوطني.

 

وتساءل الشيخ نعيم قاسم: “نسأل الحكومة اللبنانية، ماذا فعلتم لاستعادة السيادة؟ لأن استعادة السيادة هي مفتاح الاستقرار وبناء الدولة”.

 

واعتبر أن الحكومة مقصّرة في طرح مسألة الانتهاكات “الإسرائيلية” المتكررة للسيادة اللبنانية، مطالباً إياها بأن تضع هذا الملف على جدول أعمالها في كل جلسة.

 

كما أشار إلى أن “محاولات إشعال الفتنة بين الجيش اللبناني والمقاومة باءت بالفشل”، مثمناً تصرف الجيش بحكمة عالية، مؤكداً أن “كل شيء قابل للتفاهم والتعاون بين الجيش والمقاومة لأنهما يعلمان أن الفتنة ملعونة ويجب ألا تكون بينهما إطلاقاً”.

 

واختتم قاسم حديثه بالتأكيد على أن “هناك عقلاً وطنياً في لبنان يريد البناء والاستقرار، وأن الموقف الموحد بين الجيش والمقاومة هو الضمانة الأساسية لمنع الفتنة ومواجهة العدوان الإسرائيلي المتواصل”.

قد يعجبك ايضا