مشاهد مؤثرة من استقبال الأسرى المحررين في مجمع ناصر الطبي بخان يونس

سادت أجواء مفعمة بالدموع والفرح أروقة مجمع ناصر الطبي في مدينة خان يونس، مع وصول عددٍ من الأسرى الفلسطينيين المحررين، عقب الإفراج عنهم ضمن الدفعة الأولى من صفقة التبادل التي أنجزتها المقاومة الفلسطينية.

عند بوابات المجمع، اصطفّت العائلات تحمل صور أبنائها، تلوّح بالأعلام الفلسطينية وتردد هتافات تمجّد صمود الأسرى والمقاومة. وبين الزغاريد ودموع الأمهات، كان المشهد مزيجًا من الفرح والرهبة والدهشة؛ فالأجساد الخارجة من السجون تحمل على ملامحها آثار الغياب الطويل، فيما الأيدي تمتد لتضم من كانوا خلف القضبان إلى قلوبٍ لم تكفّ عن الانتظار.

داخل أروقة المستشفى، كان الأطباء والممرضون في استقبال الأسرى لإجراء الفحوصات الطبية الأولية، بعد سنواتٍ من الإهمال والتعذيب الذي تعرّض له معظمهم في سجون الاحتلال. وقد بدت علامات الإرهاق واضحة على وجوه بعضهم، بينما لم تفارق الابتسامة شفاههم وهم يرددون كلمات الشكر والوفاء للمقاومة التي أعادت إليهم “شمس الحرية”.

وقال أحد المحررين، وهو يمسك بيد والدته التي لم تتوقف دموعها: “كنا ننتظر هذه اللحظة منذ سنوات، لم أصدق أنني أرى غزة من جديد، وأنفاسها أقرب من كل الأسوار التي حجبتنا عنها”.

وفي ساحة المجمع، علت الهتافات: “الحرية للأسرى، والنصر للمقاومة”، فيما تحوّل المكان إلى لوحةٍ تختصر المشهد الفلسطيني كله — وطنٌ يفرح رغم الألم، وشعبٌ يواصل احتضان أبناءه العائدين من ظلام السجن إلى نور الحياة.