غزة | وكالة الصحافة اليمنية |
مازالت حكايا الأسرى المحررون المفرج عنهم في عملية التبادل الثالثة ضمن صفقة اتفاق وقف إطلاق النار في غزة تصدح في الأرجاء، فاختلطت الدموع الفرحة والحزينة على قصص مأساوية رواها أصحاب الحكاية..
فأمس الاثنين 13 أكتوبر 2025، كان (1968) أسيراً على موعد مع الحرية ضمن اتفاق وقف الحرب، من بينهم (250) من المحكومين بالمؤبد، وعدد من الأسرى المحكومين بأحكامٍ عالية أو المتوقع الحكم عليهم بالسجن المؤبد، و(1718) من أسرى قطاع غزة الذين اعتقلوا بعد العدوان على قطاع غزة.
الأسير المحرر من نابلس والمبعد إلى قطاع غزة منصور عاطف ريان، كانت له حكاية مع الحزن والمأساة، فقد صُدم بنبأ استشهاد نجله الأكبر عبيدة قبل نحو أسبوع، متأثرًا بإصابته جراء استهداف من طائرات الاحتلال على مدينة غزة.
المحرر ريان من قراوة بني حسان بسلفيت حررته المقاومة في صفقة “وفاء الأحرار” عام 2011، وأُعيد اعتقاله من مدينة غزة في مارس 2024، حيث اعتقل أول مرة بتاريخ 2/4/1993، بعدما نجح وهو فتى يافع لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره في قتل مستوطن طعنًا بالسكين، وإصابة زوجته بجروح، بعد التسلل إلى مستوطنة “كريات نظافيم” الجاثمة على أراضي الضفة الغربية.
وأصدرت سلطات الاحتلال حينها بحقه حكمًا بالسجن المؤبد مدى الحياة، حتى حررته المقاومة بصفقة وفاء الأحرار عام 2011 حيث أمضى 19 عاماً في الأسر، حيث أُبعد ريان إلى قطاع غزة حيث تزوج وأنجب عدة أطفال، وعمل لسنوات في الجمعيات الخيرية اسناداً لأهل غزة.
يقول ريان:” اعتُقلت لمدة عامين، وسبق أن أمضيت تسعة عشر عامًا في سجون الاحتلال قبل اعتقالي الأخير.”، واصفاً أوضاع الأسرى في سجون الاحتلال بالمأساوية، خاصةً العامين الأخيرين حيث كانا الأصعب مقارنة بالسنوات السبع عشرة السابقة.
وأضاف:” هناك تعذيب لا يتوقف، وضرب وإهانة مستمرة، حيث يتعمد الاحتلال استخدام أبشع أنواع التعذيب، و كانت تهاجمنا كلاب شرسة، ويتم صعقنا بالكهرباء، إضافة إلى الشبح وعمليات القمع المستمرة، كما كنا نُمنع من الصلاة ورفع الأذان داخل الزنازين، وكانت البطانيات تُعطى لنا لمدة أربع ساعات فقط، وبقية الوقت ننام على الأرض.”.
ولفت ريان إلى أن الاحتلال كان يتعمد إهانة الأسرى، مثل إجبار الأسرى على ضرب أحد الأسرى بالأحذية لإذلاله، وفي حال رفضهم يتم إدخال وحدة القمع.
وتابع:” نُقلت مع عدد من الأسرى إلى قسم جديد دون علمنا بوجود صفقة، ثم بدأت المقابلات التي أوضحت لنا تفاصيلها، وكنا نخشَى فشلها في أي لحظة.”