جبر: الاحتلال الإسرائيلي لا يريد وقف العدوان على غزة

قالت أستاذة العلوم السياسية المتخصصة بالشأن الفلسطيني، الدكتورة أريج جبر، إن المقاومة الفلسطينية تسعى إلى وقف الحرب بشكل فعلي، مؤكدة أن وفد المقاومة سيتوجه إلى اجتماع القاهرة بهدف التوصل إلى اتفاق يهدف إلى إنهاء التصعيد وترتيب الأوضاع في قطاع غزة.

وأوضحت جبر في تصريح لـ”الأردن 24″ أن المقاومة تسعى في هذا الاجتماع إلى تشكيل إدارة فلسطينية في غزة، إضافة إلى عدم تحديد جدول زمني لتسليم الجثث، معتبرة أن هذه الخطوة تأتي ضمن ما وصفته بـ”استدامة الواقع الميداني بما يخدم التهدئة”.

وقالت جبر: “الهدف هو إيجاد آليات تهدئة طويلة الأمد، تتيح للمقاومة الحفاظ على مكاسبها الميدانية، وترتيب الإدارة الداخلية للقطاع”.

وأشارت جبر إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يرغب في تمديد أو تجديد الهدنة، قائلة: “تل أبيب تعتبر أنها استكفت ووصلت إلى أهدافها المتعلقة بالمحتجزين، ولذلك لا يوجد لديها رادع فعلي لوقف الحرب”.

وفي المقابل، أوضحت جبر أن الولايات المتحدة تسعى إلى وقف حالة الاستنزاف الفعلي الذي يتعرض له الاحتلال الإسرائيلي، لكنها لا تمارس ضغطًا كافيًا لإنهاء العدوان بشكل كامل، مما يُبقي المنطقة في حالة شد وجذب وتصعيد متقطع، يتخلله اغتيالات ومواجهات محدودة.

وبحسب جبر، “الوضع الحالي يعكس توازنًا هشًا، حيث تحاول واشنطن ضبط التصعيد دون الدخول في مواجهة مباشرة مع إسرائيل، بينما تواصل المقاومة الدفاع عن مواقعها ومكاسبها الميدانية”.

نحو استدامة تهدئة طويلة الأمد

واختتمت جبر حديثها بالتأكيد على أن التطورات السياسية والميدانية تشير إلى إمكانية الوصول مع نهاية العام إلى مرحلة “استدامة السلام”، التي تقوم على تهدئة طويلة الأمد دون حل سياسي شامل، لكنها تتيح إعادة ترتيب الساحة الفلسطينية وفتح الباب أمام تفاهمات إقليمية جديدة.

قالت جبر، “استدامة السلام لا تعني نهاية الصراع، لكنها تمكّن الأطراف من إعادة تنظيم المشهد الفلسطيني داخليًا، بما يهيئ الأرضية لمرحلة تفاهمات إقليمية لاحقة”.

وتأتي تصريحات الدكتورة جبر في وقت تتزايد فيه التحركات الدبلوماسية الإقليمية والدولية لاحتواء التصعيد “الإسرائيلي” في غزة، وسط تصاعد الضغوط الإنسانية والميدانية، التي تحتم على الأطراف المختلفة البحث عن صيغة تهدئة طويلة الأمد تضمن الحد الأدنى من الاستقرار في القطاع.