السعودية والإمارات تبرزان كداعمَيْن لما عجزت “إسرائيل” عن تحقيقه في غزة
تقرير | وكالة الصحافة اليمنية
مع الحديث عن قرب الدخول في المرحلة الثانية من اتفاق غزة تبرز استراتيجيات غير مباشرة لأنظمة عربية تهدف إلى تحقيق ما عجزت عنه “إسرائيل” عسكرياً، حيث تعمل السعودية والإمارات والبحرين عبر أدوات الضغط الاقتصادي والدبلوماسي على تحقيق الهدف “الإسرائيلي” الأساسي بنزع سلاح حركة “حماس” وإضعافها، مستغلة في ذلك الحاجة الماسة لإعادة إعمار غزة .
مطلع هذا الاسبوع كشفت تقارير إعلامية عبرية، نقلاً عن مصادرها، أن السعودية والإمارات والبحرين وجهت تحذيرات إلى الإدارة الأمريكية تؤكد فيها أنها لن تقدم أي دعم مالي أو تشارك في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، ما لم تُلزم واشنطن حركة “حماس” بتنفيذ بنود الاتفاق، وعلى رأسها تفكيك سلاحها بالكامل .
ووفق صحيفة “إسرائيل هيوم ” العبرية فان تحذيرات شديدة اللهجة وجّهتها السعودية والإمارات والبحرين إلى الإدارة الأمريكية، أكدت فيها أنها لن تقدّم أي دعم مالي أو تشارك في جهود إعادة إعمار قطاع غزة، ما لم تُلزم واشنطن حركة حماس بتنفيذ بنود الاتفاق، وعلى رأسها تفكيك سلاحها .
ووفقًا للصحيفة، فإن الدول الثلاث أبلغت واشنطن أن أي تجاهل لهذه المطالب سيجعل مشاركتها في عملية الإعمار أمرًا مستبعداً تماماً .
الهدف المُعلن والمخفي
بينما يُقدم هذا الموقف تحت ذريعة “الاستقرار” و”مكافحة الإرهاب”، فإنه في جوهره يشكل ابتزازاً سياسياً يستخدم معاناة المدنيين الفلسطينيين وتدمير بنيتهم التحتية كورقة ضغط.
هذه الاستراتيجية تهدف إلى تحقيق عبر الحصار الاقتصادي ما عجزت عنه الدبابات “الإسرائيلية ” إنهاء قدرة “حماس” العسكرية التي تشكل رادعاً رئيسياً للاحتلال الإسرائيلي .
تحقيق الهدف “الاسرائيلي”
بهذا الطلب تتحول هذه الدول من لاعب محايد أو داعم إلى شريك غير مباشر في تنفيذ الأجندة “الإسرائيلية” التي طالما نادت بـ “نزع سلاح غزة” كشرط لأي تسوية، متجاهلة الحقوق الفلسطينية الأساسية وحقهم في الدفاع عن أنفسهم .
التوافق مع الجهود الامريكية و”الاسرائيلية”
تصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب اليوم حول أن “حلفاء بالمنطقة أبلغوه أنهم سيرحبون بدخول غزة بقوة عسكرية كبيرة وتأديب حماس” تُظهر وجود تنسيق وتوافق في الرؤى بين هذه الأنظمة الخليجية وواشنطن و”تل أبيب”.
هذا الموقف يمنح الشرعية للرواية ” الإسرائيلية ” التي تتصور “حماس” كعدو مشترك يجب القضاء عليه.
عزل الداعمين الإقليميين
وفقاً لتقرير الصحيفة العبرية نفسه، وجهت السعودية تحذيراً منفصلاً إلى قطر من “التدخل المفرط” في مراحل خطة إعادة إعمار غزة، متهمة الدوحة بالسعي لضمان بقاء الحركة في المشهد السياسي ، هذا الإجراء يُعتبر محاولة واضحة لحرمان “حماس” من أي دعم إقليمي قد يمكنها من الصمود في وجه الضغوط الهائلة، وعزلها سياسياً ومالياً لتركيعها .