تحول طريق العرقوب الجبلي في محافظة أبين، فجر اليوم الأربعاء، إلى مأساة إنسانية مفجعة، بعد أن تحولت حافلة نقل جماعي إلى قفص حديدي محترق، حصد أرواح ما لا يقل عن 20 مسافرا، بينهم نساء وأطفال، في حادث كشف عن ثغرة أمنية قاتلة حولت نظام الإنقاذ إلى أداة موت.
ولم يكن الاصطدام بين حافلة “صقر الحجاز” القادمة من السعودية وسيارة “باص فوكسي” هو القاتل الوحيد، بل كان الباب “الآمن” هو الشريك الرئيسي في الحادثة.
وأكد شهود عيان أن نظام التأمين الآلي لباب الحافلة الكبيرة تعطل بشكل مأساوي بعد التصادم، لينغلق بإحكام ويحكم إغلاق مصيدة النار على الركاب العالقين في الداخل، محولا إياهم إلى رهائن في مواجهة النيران التي التهمت المركبتين بالكامل.
وأوضحوا أن المأساة بدأت بفشل ميكانيكي مميت، حيث تعطلت مكابح الحافلة العملاقة أثناء نزولها منحدرا جبليا حادا، مما أفقد السيطرة عليها لتصطدم بالحافلة الصغيرة وتنقلب قبل أن تتحول إلى كرة نار مشتعلة في لحظات.
وأفاد الشهود أن الناجون القلائل تمكنوا من كسر نوافذ الحافلة والقفز منها في لحظات الذروة، بينما تبقى آخرين عالقون خلف باب لا يفتح، وسط صعوبة التعرف على هويات الضحايا بسبب تشوه الجثامين.
هذه الحادثة ليست مجرد حادث مرور عابر، بل هي صفعة قاسية تفضح إهمال معايير السلامة في وسائل النقل العام، خاصة تلك التي تقطع طرقًا جبلية وعرة. وهي تثير تساؤلات حادة حول جهات التفتيش المسؤولة عن منح تراخيص التشغيل لحافلات “متهالكة” تحمل بين طياتها مثل هذه العيوب القاتلة.