المصدر الأول لاخبار اليمن

لماذا لا تزال قضية مقتل جمال خاشقجي تُلقي بظلالها على العلاقات الأمريكية السعودية؟

صنعاء | وكالة الصحافة اليمنية

 

 

تطرقت صحيفة “Straits Times” الماليزية في تقرير لها اليوم الأربعاء, إلى زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى واشنطن، ولقاء الرئيس الأمريكي ترامب، أمس الثلاثاء.

ترامب برر مقتل خاشقجي، حرصًا على جذب الاستثمارات وتعزيز العلاقة مع الرياض، بالقول أن بن سلمان لم يكن يعلم عن مقتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي عام 2018.

وقال ترامب، بعد سؤاله عن السيد خاشقجي أثناء جلوسه مع ولي العهد في المكتب البيضاوي: “الكثير من الناس لم يُعجبهم هذا الرجل الذي تتحدث عنه”.

كان السيد خاشقجي، أحد أشهر الصحفيين السعوديين سابقًا، يعيش في منفى اختياري في الولايات المتحدة عندما اختفى بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر2018.

بعد أن أنكرت الحكومة السعودية ذلك في البداية، أقرت بوفاته هناك، مدّعيةً في البداية نشوب شجار قبل أن تقول لاحقًا إن فريقًا أُرسل لإقناعه بالعودة إلى المملكة هو من قتله. ووجّهت السلطات السعودية تهمًا إلى 11 شخصًا في القضية.

كان السيد خاشقجي، الذي كان يبلغ من العمر ٥٩ عامًا وقت وفاته، من أبرز منتقدي القيادة السعودية الحالية، حيث شارك آراءه عبر منصات، بما في ذلك مقالات رأي في صحيفة واشنطن بوست، تُرجمت إلى العربية.

وقال التقرير أن خاشقجي غادر المملكة إلى منفاه في الولايات المتحدة في يونيو ٢٠١٧، وأصبح كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست.

اشترى خاشقجي شقة في اسطنبول، وأراد إنهاء إجراءات زواجه من خديجة جنكيز، طالبة الدكتوراه التركية البالغة من العمر 36 عامًا، ليتم اغتياله داخل القنصلية.

في النهاية، وبعد عدة تصريحات متضاربة حول ما حدث داخل القنصلية، وجهت السلطات السعودية اتهامات إلى 11 شخصًا في القضية، من بينهم نائب رئيس المخابرات السابق أحمد عسيري، كما أُقيل مستشار الديوان الملكي السابق، سعود القحطاني، أحد كبار مساعدي محمد بن سلمان، من منصبه.

ثم في ديسمبر 2019، أُدين ثمانية أشخاص بقتله، وحُكم على خمسة منهم بالإعدام.

خُففت أحكام الإعدام لاحقًا إلى السجن لمدة 20 عامًا بعد أن أعلن نجل السيد خاشقجي أن عائلته قد عفت عن القتلة.

بُرئ السيد العسيري، بينما بُرئ السيد القحطاني لعدم كفاية الأدلة.

صرح وكيل النيابة العامة السعودية بأن القتل لم يكن مُدبّرًا.

وأفاد تقرير سابق للدكتورة أغنيس كالامارد، خبيرة الأمم المتحدة التي حققت في مقتل السيد خاشقجي، بأن السلطات التركية سجّلت عملاء سعوديين وهم يناقشون كيفية تقطيع جثة السيد خاشقجي قبل دقائق من دخوله القنصلية، واصفين إياه بـ”كبش الفداء”.

وتابع الموقع : أثار مقتل خاشقجي إدانة عالمية، مما أضرّ بسمعة محمد بن سلمان، ودفع إلى بذل جهود مشتركة بين الحزبين في الكونغرس الأمريكي للحد من مبيعات الأسلحة للمملكة.

وقالت الدكتورة كالامارد إن جريمة القتل تحمل جميع سمات “جريمة قتل على يد الدولة”، وإن التحقيق الذي أجرته السلطات السعودية لم يلبِّ المعايير الدولية.

ويخلص تقرير المخابرات الأمريكية الذي رُفعت عنه السرية إلى أن محمد بن سلمان “وافق على عملية في إسطنبول، تركيا، لاعتقال أو قتل” السيد خاشقجي.

وكان هذا الاستنتاج مستندًا إلى استنتاج مفاده أن ولي العهد يتمتع “بالسيطرة المطلقة” على أجهزة الأمن والمخابرات السعودية.

إن تورط “مستشار رئيسي” وأعضاء من فريق الحماية الشخصية النخبوي التابع لمحمد بن سلمان، بالإضافة إلى “دعم ولي العهد لاستخدام إجراءات عنيفة لإسكات المعارضين في الخارج”، دفع المخابرات الأمريكية إلى تقييم أن العملية ما كانت لتحدث “لولا إذن ولي العهد”.

قد يعجبك ايضا