المصدر الأول لاخبار اليمن

مناورة قاتلة .. سيناريو الإيقاع بالانتقالي في فخ التمرد على “اتفاق الرياض”

خاص | وكالة الصحافة اليمنية |

دخلت المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، الواقعة تحت سيطرة التحالف منعطفا خطيرا ومعقدا قد يعيد رسم تحالفات جديدة، وذلك بالتزامن مع التطورات في حضرموت والمهرة، التي دفعت رئيس “مجلس القيادة، رشاد العليمي”، إلى مغادرة قصر معاشيق في عدن، باتجاه العاصمة السعودية الرياض الجمعة الماضية.

وتحاول الإمارات عبر فصائل الانتقالي فرض واقع مختلف في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، وذلك بالانقلاب على الشراكة في “مجلس القيادة”، وكذلك الحكومة، وفق مخرجات مشاورات الرياض خلال أبريل 2022م، بالسيطرة على المهرة ورفض مغادرة فصائلها حضرموت الوادي، الذي من المرجح قد تشهد مواجهات عنيفة لا سيما مع استمرار انسحاب فصائل “درع الوطن” التابعة للسعودية صوب مديريات حضرموت النفطية.

ومع ذلك، وصل “العليمي” إلى الرياض عقب طرد الحماية الرئاسية التابعة له من قصر معاشيق، شاكيا لسفراء بريطانيا وفرنسا وأمريكا، استحواذ نائبه – رئيس المجلس الانتقالي التابع للإمارات “عيدروس الزبيدي” على كافة المؤسسات الخدمية في حضرموت والمهرة، واصفا إياها بـ”التصعيد الأحادي”، وذلك بعد سيطرته على معسكرات ومواقع المنطقة العسكرية الأولى في حضرموت الوادي، وكذلك على قيادة ومعسكرات محور الغيضة في المهرة نهاية الأسبوع الماضي.

ويخوض “العليمي” منذ لحظة وصوله إلى الرياض حراكا سياسيا مع سفراء مختلف الدول، أشار خلال تلك اللقاءات إلى أن تحركات الانتقالي التابع للإمارات “تحد مباشر لجهود التهدئة، بل وتشكل تهديدا للمكاسب الاقتصادية”، وسط مساع سعودية لإكساب “العليمي” ومنحه تأييد دبلوماسي غربي لموقفه، الذي ظهر موقفه في نهاية عاجزا بل وأشبه بحالة الموت السريري.

ولهذا السبب، تبرز العديد من الأسئلة الملحة لدى الشارع الجنوبي، واليمني بشكل عام، هل سمحت السعودية عمدا للفصائل الإماراتية التي يقودها الانتقالي بالتمدد في حضرموت والمهرة، لتمنح “العليمي” الذريعة الدبلوماسية والقانونية لوضع الانتقالي في خانة “التمرد على الشرعية اليمنية”، وهل تشكل هذه التحركات “فخا” دبلوماسيا دبرته الرياض للإيقاع برئيس الانتقالي الزبيدي التابع للإمارات؟

بناء على ذلك، تشير القرائن من خلال الأحداث والتطورات في المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، إلى أن الرياض شعرت مؤخرا بتراجع نفوذها في مناطق تعتبرها عمقا استراتيجيا لها أمام الإمارات، بإمكانها تصنيف الانتقالي “متمردا” على مخرجات “مشاورات الرياض”، وإعادة الأوضاع إلى مربع الصفر، عبر تحريك أدواتها الناعمة، أم أن هناك صفقة متعددة الأطراف إقليمية ودولية، أعطت الفصائل الموالية للإمارات الضوء الأخضر بالسيطرة على معسكرات المنطقة الأولى ومحور الغيضة وفرض واقعا جديدا، مقابل ملفات أخرى، منها التخلص من القوات التقليدية في تلك المناطق، لا سيما الموالية للإصلاح؟

من جهة أخرى، تمنح الانتهاكات التي ترتكبها فصائل الانتقالي الموالية للإمارات، بحق أبناء حضرموت، سواء من المواطنين أو العسكريين والأمنيين، بما فيهم أبناء المحافظات الشمالية، “العليمي” والقائمين على الملف اليمني في الاروقة السعودية بجعلها ورقة قوية في الجانب الدعائي والإنساني لإدانة الانتقالي، وعرضها أمام سفراء الاتحاد الأوروبي، التي تأتي دعوة “عيدروس الزبيدي” للاعتصامات في عدن وحضرموت لإظهار أن ما حدث تنفيذا لمطالب الجماهير، تحسبا لأي تصعيد سياسي أو عسكري من قبل السعودية، إلا أن الشرخ الشعبي الحاصل في جنوب وشرق اليمن المناهض للانتقالي قد تستغله السعودية ليكون حاسما في المعادلة القادمة.

وفي المقابل، تبدو التحركات السعودية بسحب قواتها من المهرة وكذلك من عدن ولحج ولودر في أبين، صوب حضرموت، وكأنها تمارس لعبة عسكرية ودبلوماسية متعددة المستويات مع الإمارات، التي جعلت الرياض وأبوظبي، الموالين لها في المحافظات الجنوبية الشرقية لليمن، وعناصرها المسلحة مجرد دمى لتحقيق مشاريعها على حساب السيادة اليمنية، كما تتيح اللعبة السعودية مجالا محدودا يمنح “العليمي” الغطاء الدبلوماسي والعسكري من خلال تواجده في الرياض لاستغلاله بما يخدم مصالحها على غرار ما قامت به الرياض مع “الرئيس المستقيل عبدربه منصور هادي” منذ بدء الحرب على اليمن، والتخلص منه في أقرب منعطف.

قد يعجبك ايضا