يحمل التحول في خطاب عيدروس الزبيدي، رئيس “المجلس الانتقالي الجنوبي” الموالي للإمارات، وعضو “مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للتحالف في اليمن ، مؤشرات تصعيد واضحة ضد صنعاء، فبعد سنوات ظل فيها الزبيدي يربط وجوده بمشروع ما يسميه “استعادة دولة الجنوب”، ظهر اليوم بلغة مختلفة تماماً، يتحدث فيها عن “تحرير الشمال” و” التقدم نحو صنعاء” وحماية الملاحة الدولية”.
هذا التحول الجذري لا يمكن فهمه خارج سياق الترتيبات التي تشهدها المنطقة في ظل التحركات الأمريكية و”الإسرائيلية” في البحر الأحمر، ومحاولات إعادة صياغة خارطة النفوذ في اليمن، عبر الأدوات الإقليمية والمحلية، والدفع بها لمواجهة صنعاء بالنيابة عن الولايات المتحدة والإحتلال الإسرائيلي.
وقد تُفسر تصريحات الزبيدي ولقاءه اليوم بمحافظ البيضاء المعين من التحالف ، الأسباب الحقيقة وراء ما تقوم به السعودية والامارات من إعادة لترتيب الأوضاع في محافظات جنوب وشرق اليمن الواقعة تحت سيطرة التحالف ، وتسليمها للانتقالي الجنوبي والذي يراد له ان يكون جزءاً من سيناريو جديد يستهدف تحريك الجبهات ضد صنعاء.
دلالات الإجتماع بمحافظ البيضاء اليوم
تكتسب محافظة البيضاء في هذا السياق أهمية خاصة، فهي تقع عند بوابة صنعاء وتمثل عقدة جغرافية يمكن من خلالها فتح جبهات تتداخل مع أربع محافظات شمالية، ولذلك فإن إعادة تسليط الضوء عليها من قبل “الانتقالي” يشير بوضوح إلى أن التصعيد بات احتمالاً قائماً، وأن المحافظة قد تكون نقطة الاشتعال الأولى في أي مواجهة جديدة يجري التحضير لها.
ويتعزز هذا الانطباع حين يربط الزبيدي دوره المستقبلي بملف الملاحة الدولية، وهو ملف لطالما ارتبط بتحركات واشنطن و”تل أبيب” في البحر الأحمر، ويدخل مباشرة في سياق المواجهة بين الولايات المتحدة و “إسرائيل” من جهة وصنعاء من جهة أخرى.