المصدر الأول لاخبار اليمن

مشروع “الإنتقالي”يتجاوز اليمن ويضع مصالح “إسرائيل”في صدارة الاولويات

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

في الوقت الذي يواصل مايسمى “بالانتقالي الجنوبي” الموالي للأمارات الترويج لخطاب يؤكد ان تحركه يأتي ضمن ما يسميه مشروع سياسي مستقل في جنوب اليمن ، تكشف تقارير متطابقة في الإعلام العبري والغربي صورة مغايرة، تشير إلى أن تحركات المجلس تأتي ضمن أجندة إقليمية أوسع تسعى إلى إعادة ترتيب المشهد في اليمن بما يخدم المصالح “الإسرائيلية” في المنطقة .

 

هيئة البث “الإسرائيلية “كشفت، في تقرير حديث، عن وجود اتصالات جديدة بين قيادات في “المجلس الانتقالي والكيان الاسرائيلي ، نقلت فيه عن قيادي في المجلس – المدعوم إماراتياً – قوله إن ا”لانتقالي” يبحث عن دعم “إسرائيلي” لإقامة دولة في جنوب اليمن وعاصمتها عدن، معتبراً أن هذا المسار يعزز “أجندة مشتركة” تشمل حماية الممرات الملاحية الدولية في خليج عدن وباب المندب، واستهداف قدرات صنعاء، ومواجهة قوى تصنفها “إسرائيل” ضمن خصومها في المنطقة .

 

وبحسب التقرير، فإن القيادي ذاته أقرّ بوجود “أعداء مشتركين” بين “إسرائيل” و “المجلس الانتقالي”  في جنوب اليمن، في خطاب يعكس تبنياً واضحاً للرواية الأمنية “الإسرائيلية” ويضع الصراع اليمني ضمن إطار يخدم حسابات “تل أبيب” الاستراتيجية.

 

ولا يمكن فصل هذا المسار عن الدور الإقليمي الذي تؤديه الإمارات، الداعم الرئيس لـ “المجلس الانتقالي” والتي ترتبط بعلاقات تطبيع علنية ومتقدمة مع “إسرائيل” منذ توقيع اتفاقيات أبراهام ، بل ويكشف  هذا بوضوح حقيقة الدور الذي تؤديه الامارات في اليمن لصالح الولايات المتحدة و”إسرائيل” والاهداف الحقيقة من وراء الدعم الذي تقدمه أبو ظبي لـ” المجلس الانتقالي الجنوبي “اعتباره أداتها في تحقيق ما أوكلت اليها واشنطن و”تل ابيب “من مهام لتنفيذها في اليمن .

 

اللافت في تسريبات الاعلام العبري والذي يتحدث عن وجود مناقشات مستفيضة حول العلاقة مع “الانتقالي الجنوبي” ان “إسرائيل ” تريد إدارة هذا الانخراط عبر العلاقة الوثيقة مع أبو ظبي ، وهو ما يعني ان ” الانتقالي الجنوبي “سينتقل من دور أداة الاماراتي إلى موقع الخادم  للمصالح “الإسرائيلية” ليس فقط في اليمن وإنما في المنطقة .

 

وحقيقة قبول “الانتقالي ” لإداء هذا الدور  تؤكده تصريحات قادته ، وفي مقدمتهم عيدروس الزبيدي الذي قال في مايو 2025 في مقابلة  مع صحيفة “ذا ناشيونال”  بأن “الانفصال سيسمح لما اسماه الجنوب باتخاذ قراراته الخاصة في السياسة الخارجية، بما في ذلك خيار إقامة علاقات مع “إسرائيل” والانضمام إلى اتفاقيات أبراهام .

 

وكانت صحيفة ذا تايمز البريطانية كانت قد كشفت، في تقرير نُشر في مطلع  ديسمبر الجاري أن المجلس الانتقالي أرسل مندوبين للقاء مسؤولين “إسرائيليين” في مسعى – بحسب الصحيفة – لكسب رضا الإدارة الأمريكية، التي تسعى إلى توسيع اتفاقيات أبراهام، عبر التعهد بالاعتراف بـ “إسرائيل” فور إعلان دولة ما يسمى بجنوب اليمن .

 

الخلاصة : أن هذه الوقائع مجتمعة تكشف أن الإدعاءات التي يرفعها “المجلس الإنتقالي” تصطدم بواقع تحركاته الإقليمية والدولية، حيث يجري توظيف القضية الجنوبية ضمن مشاريع تتجاوز اليمن، وتضع مصالح “إسرائيل” في صدارة الأولويات، على حساب السيادة الوطنية والإجماع الشعبي اليمني الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع مع الاحتلال الاسرائيلي .

قد يعجبك ايضا