المهرة تحت ضغط التجنيد.. تحركات سعودية–إماراتية استباقية لاحتواء الرفض الشعبي
تقرير | وكالة الصحافة اليمنية
تشير الأنباء المتداولة خلال الفترة الأخيرة إلى توجهات سعودية وإماراتية لتنفيذ حملات تجنيد واسعة في أوساط أبناء محافظة المهرة، في خطوة تعكس تصاعد التحركات العسكرية غير المباشرة داخل المحافظة.
ووفقًا للمعلومات المتداولة، فقد وجّهت الرياض الفصائل الموالية لها بتكثيف عمليات التجنيد في محافظة المهرة تحت مظلة ما يسمى بـ “قوات درع الوطن” في محاولة لتعزيز حضورها الميداني. وفي المقابل، أفادت الأنباء بصدور توجيهات من القيادة الإماراتية المتواجدة في مطار الريان بمدينة المكلا، مركز محافظة حضرموت، إلى القوات الموالية لها في المهرة، تقضي بتشكيل الدفعة الأولى من فصائل “النخبة المهرية” ، على أن يبلغ قوام هذه الدفعة قرابة عشرة آلاف مجند، تحت ذريعة تعزيز الأمن في المحافظة.
وعلى الرغم من أن هذه التطورات قد توحي ظاهريًا بوجود نُذر مواجهة مسلحة بين السعودية والإمارات في إطار التنافس على النفوذ داخل المحافظة، إلا أن قراءة معمّقة لواقع المحافظة تكشف أبعادًا مختلفة، ترتبط في جوهرها بالواقع المحلي ، وبالموقف الشعبي الرافض لأي وجود أجنبي.
الموقف الشعبي الرافض لمشاريع الاحتلال
تدرك كل من السعودية والإمارات أن الموقف الشعبي في محافظة المهرة يتسم برفض واسع لمشاريع الاحتلال، ويحظى بتأييد واضح لمواقف الشيخ علي سالم الحريزي، رئيس لجنة الاعتصام السلمي في المهرة، الذي يطالب بخروج جميع القوات الأجنبية من المحافظة .
وقبل ما يقارب شهر، صعّد الشيخ الحريزي من لهجته تجاه الوجود السعودي، ملوّحًا بالكفاح المسلح، ومهاجمًا ” قوات درع الوطن” ومعبّرًا عن رفضه القاطع لأي أجندة احتلالية في المهرة، وهو ما يعكس حجم الاحتقان الشعبي المتنامي نتيجة استمرار التواجد العسكري الأجنبي.
ولطالما عبّرت قبائل المهرة، في مناسبات متعددة، عن رفضها للاحتلال السعودي، معتبرة أن هذا الوجود يمثل انتهاكًا للسيادة الوطنية، ويقوّض الاستقرار الاجتماعي والسياسي للمحافظة.
وفي السياق ذاته، تشير المعطيات إلى أن موقف قبائل المهرة من الوجود الإماراتي والفصائل التابعة له، وفي مقدمتها “المجلس الانتقالي الجنوبي” لا يختلف عن موقفها من الوجود السعودي والفصائل الموالية له، وقد بدأ هذا الرفض يتجلى بوضوح عقب السيطرة الأخيرة لـ “قوات الانتقالي الجنوبي” على المحافظة، حيث تشهد المهرة مطالبات متواصلة بخروج هذه القوات، في تعبير واضح عن رفض فرض أي واقع عسكري جديد .
وبناءً على المعطيات الميدانية والسياسية، يمكن القول إن حملات التجنيد الواسعة التي تنفذها السعودية والإمارات لا تمثل تحشيدًا متبادلًا لجولة صراع قادمة بين الطرفين، بقدر ما تشكل خطوة استباقية تهدف إلى إخضاع أبناء المحافظة، والسيطرة على أي تحركات محلية رافضة للمشاريع التي تُعد انتهاكًا للسيادة اليمنية .