المصدر الأول لاخبار اليمن

أبعاد انشقاق “مجلس القيادة الرئاسي” وسط تصاعد حدة المواجهات شرق اليمن

تقرير | وكالة الصحافة اليمنية

 

سارع نصف أعضاء “مجلس القيادة الرئاسي” الموالي للتحالف، اليوم الثلاثاء، إلى إصدار بيان مشترك، ضد الخطوات التي أعلنها رئيس المجلس رشاد العليمي، بإخراج الإمارات من اراضي اليمن.

واعتبر أعضاء “مجلس القيادة” عيدروس الزبيدي، طارق صالح، عبدالرحمن المحرمي، فرج البحسني، أن قرارات العليمي مخالفة لإعلان نقل السلطة الذي يفرض على مجلس القيادة اتخاذ القرارات بشكل جماعي أو بالأغلبية، مما يجعلها تفتقر للسند الدستوري.

وحمل البيان العليمي مسؤولية التداعيات الناجمة عن قراره الصادر اليوم، باستبعاد الإمارات من التحالف والمطالبة بإخراج الإمارات من الأراضي اليمنية.

ويرى مراقبون أن البيان الصادر عن نصف أعضاء مجلس القيادة، يمثل حلقة جديدة، من حلقات الصراع المتصاعد بين السعودية والإمارات في مناطق سيطرة التحالف جنوب وشرق اليمن.

حيث يبدو البيان بمثابة تدشين مرحلة جديدة، من تقاسم الاعتراف الدولي بين الأعضاء الموالين للإمارات من جهة، والأربعة الأعضاء الأخرين الموالين للسعودية من جهة أخرى.

ويعتقد محللون سياسيون، أن مجلس القيادة الرئاسي المعين من قبل التحالف، فقد التوازن عندما أعلن عضوا المجلس ابوزرعة المحرمي، وفرج البحسني، انضمامهما إلى المجلس الانتقالي الموالي للإمارات، في مايو 2023 دون أن تقوم الرياض بأي خطوات احترازية لتجنب انفراد القوى الموالية للإمارات للقرار في مناطق اليمن الواقعة تحت سيطرة التحالف.

استناداً إلى الدعم السعودي، اتخذ “رئيس المجلس الرئاسي” رشاد العليمي خطوات تصعيدية كبرى، ليصدر قرارات تضمنت إلغاء اتفاقية الدفاع المشترك مع الإمارات، وإعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة 90 يوماً، والمطالبة رسميًا بانسحاب قوات الإمارات من اليمن خلال 24 ساعة.

أسفر هذا التصعيد عن انقسام هيكلي داخل المجلس المكون من 8 أعضاء (4 ضد 4).

الموالون الأربعة للإمارات، أصدروا بيانًا مشتركًا رفضوا فيه قرارات العليمي، ووصفوها بأنها “انفرادية وغير قانونية” وتخالف إعلان نقل السلطة، محذرين من أنها تقوّض “التحالف العربي”.

بينما المؤيدون للسعودية بقيادة العليمي، أكدوا أن “أمن اليمن من أمن الرياض”.

الانقسام بين أعضاء الرئاسي أفرز عجزًا عن اتخاذ قرارات توافقية، حيث يخشى مراقبون انتقال الصراع السياسي إلى مواجهات ميدانية بين القوات المدعومة سعودياً (درع الوطن) والقوات المدعومة إماراتياً (الانتقالي).

وكان نتيجة هذا التباين، توتر دبلوماسي، وتبادل بيانات الاستنكار، مما يعكس أزمة عميقة في صلب التحالف.

يبدو من خلال المواقف الصادرة مؤخرًا، أن الأوضاع في محافظة حضرموت والمهرة ذهبت بعيداً عن أي تفاهمات دبلوماسية لاحتواء الموقف المتفجر بين الرياض وأبوظبي، وأن خيار الحسم العسكري بين الطرفين أصبحت الوحيد للقوى المتصارعة شرق اليمن.

لقد كشف الصراع عن خلافات جذرية بين الرياض وأبوظبي، حيث وصفت السعودية تحركات الإمارات بـ”الخطرة” وتهديد لأمنها الوطني، مما قد يؤدي إلى إعادة ترتيب التحالفات الخليجية. لترد الإمارات بالانسحاب التطوعي لقواتها، لكن مع الإبقاء على دعم المجلس الانتقالي، مما يعزز الانفصال الجنوبي ويضعف دور العليمي كوسيط.

يمكن القول أن هذا الانقسام يُعد تحولاً استراتيجياً قد يؤدي إلى إعادة رسم خريطة اليمن، مع مخاطر تصعيد إقليمي أوسع.

قد يعجبك ايضا