المصدر الأول لاخبار اليمن

الأمم المتحدة ومجلس الأمن.. متعة الرقص على دماء اليمنيين

تقرير خاص/ وكالة الصحافة اليمنية//

يتقاذف مجلس الأمن الدولي قضية الحرب على اليمن من مبعوث أممي إلى آخر، فمن التونسي جمال بن عمر إلى الموريتاني ولد الشيخ إلى البريطاني مارتن غريفيث وحاليًا السويدي غروندبرغ. ومن جلسة استماع إلى أخرى، يبتعد مجلس الأمن أكثر فأكثرعن فتح طريق للعدالة تُنهي معاناة شعب اليمن.

منذ بداية الحرب، لم يحقق مجلس الأمن أي تقدم يُذكر؛ باستثناء أرشفة معاناة الناس عبر الاحاطات التي يقدمها مبعوثوه والتي تشابهت منذ الاحاطة الأولى، وحتى الأخيرة التي قدمها غروندبرغ الثلاثاء الماضي.

فشل مجلس الأمن في إنهاء حرب وحصار التحالف على اليمن، رغم كل المآسي المطروحة على طاولته، ما يؤكد تلاعبه بالملف اليمني وأن قرار إيقاف الحرب لن يصدر من المجلس، طالما كانت واشنطن هي من تحرك الحرب،  تتحكم بمثل هكذا قرار.

المبعوث الأممي إلى اليمن السويدي غرودنبرغ

مصطلحات مبعوثي اليمن

غروندبرغ في إحاطته الأخيرة قال “على الرغم  من كل هذه التحديات، ، هناك طريق للخروج من هذه الحرب. فالسماح لها بالاستمرار ما هو إلا خيار وإنهاؤها هو خيار أيضاً. ونحن نعلم جميعاً أنَّ إنهاء الحرب لن يكون بالأمر السهل.

وكان المبعوث السابق غريفيث قد تحدث بنفس الطريقة حين قال “إن إنهاء الحرب هو خيار، مضيفًا “إنهاء الحرب هو قرار صعب”.

اتفاق في المصطلحات وتوافق في الروئ، وإجماع على أن اليمن باتت تمثل الأزمة الأسوأ عالميًا؛ لكن بالعودة إلى موقف مجلس الأمن، يتضح جليًا تحيزه أو بمعنى أدق تجاهل ما تقوم به دول التحالف من استمرار في قتل المدنيين وتدمير المنشآت الحيوية وقصف مراكز الاحتجاز وملاعب الأطفال.

المبعوث السابق إلى اليمن البريطاني غريفيث

لقد حمل مجلس الأمن حكومة صنعاء تبعات استمرار الحرب، واعتبر قصف القوة الصاروخية لأبوظبي سابقة خطيرة، تعمل على تأجيجها؛ لكنه تغاضى عن حقيقة أن ضرب الإمارات لم يكن قرار عشوائي أو استعراض “عضلات” بقدر ما هو “رد فعل” مشروع، سبقه تحذيرات صريحة للإمارات بعدم تفعيل مواقفها العدائية تجاه شعب اليمن.

 مع أن كل ما يحدث لليمن من تدمير تحت أنظار الأمم المتحدة ومبعوثها الأممي، حملت الإحاطة الأخيرة إدانة من غروندبرغ لتلك الضربات التي كانت بمثابة رسائل مبدئية لأولاد زايد، مفادها أن القوة الصاروخية ستواصل استهداف قواعد عسكرية وصناعية، طالما استمر استهداف اليمن بالغارات والدعم العسكري والتمويل لأدواتهم داخليًا.

لقد خلت إحاطة السويدي غرودبرغ من أي إدانة ضد ما تقوم به طائرات التحالف، التي أزهقت مؤخرًا أرواح اكثر من 90 محتجزا في سجن بمحافظة صعدة، بالإضافة إلى شن غارة مميتة على مبنى المواصلات في الحديدة، قتل وأصاب فيها أطفال كانوا يمارسون الكرة ليًلا، ودمر شبكة ” النت” ما أدى لانقطاعها عن اليمن أربعة أيام على التوالي.

تصريحات باردة

لقد تعامل المبعوث الأممي ببرود مع الحصار على المشتقات النفطية التي يترتب على منع وصولها إلى ميناء الحديدة، الكثير من الأضرار فيما يتعلق بالمستشفيات والمرافق والمراكز الصحية ووسائل النقل من محافظة إلى أخرى، حين قال” أن تأخر وصول سفن الوقود يُشكل ضغطًا على الحياة اليومية للناس”، وهو تصريح لا جديد فيه،  كما لم يحمل التحالف مسؤولية ذلك؛ بل أنه دعا الأطراف حد قوله إلى إزالة كل العقبات المفروضة على الاستيراد والتوزيع المحلي للوقود وغيره من السلع الأساسية، وهو بهذه المطالبة يذر الرماد في العيون؛ كون التحالف و(حكومة هادي) هما السبب الرئيسي وراء هذه الأزمات المتلاحقة التي تأتي من البحر.

الرقص على دماء اليمنيين

لم يقم مجلس الأمن بدوره الحقيقي المناط به، وهو التدخل الحاسم لوضع حد لنهاية حرب تكمل عامها السابع، وعلى ما يبدو أن الأمم المتحدة ومجلس الأمن يستمتعان بالرقص على دماء اليمنيين، وتكثيف اللقاءات الاعتباطية التي لم تثمر حتى اليوم عن قرار شديد اللهجة يقود إلى إيقاف الحرب ومن ثم الشروع في عملية سلام شاملة، وهي التسوية التي سبق لمبعوثي الأمم المتحدة التحدث عنها لكن دون نتائج على الأرض.

في ذات الإطار وتعقيبًا على اجتماع مجلس الأمن ومناقشة الوضع في اليمن، تُصر صنعاء على جملة من الشروط التي تُفضي إلى سلام فعلي، دون الحاجة إلى مزيد من التعقيدات، فالحرب لا تحتاج أكثر من رفع الحصار ووقف الغارات، والدخول في مفاوضات جدية.

أطفال اليمن تقتلهم غارات التحالف

اشتراطات منطقية لـ صنعاء

نائب وزير الخارجية في حكومة صنعاء حسين العزي قال في تغريدة على حسابه في “تويتر” إن أي خطط أو مقترحات لوقف إطلاق النار دون رفع القيود المفروضة على الموانئ والمطارات اليمنية بشكل مسبق، مجرد عبث وكلام فارغ لا يصلح سوى للاستهلاك الإعلامي فقط، مشيرًا إلى أن معالجة الجانب الإنساني والاقتصادي يمثل بوابة العبور الوحيدة إلى السلام الجاد والحقيقي في اليمن”.

التصريح السابق هو اختصار لإنهاء حرب طالت، يتشابه المبعوثين الأمميين، في تقييمها؛ لكن دون اتهام مباشر وواضح للطرف الذي يشنها حتى اليوم، وهذا ما يؤكد أن ” الأجندة” الخاصة باليمن في مجلس اليمن لم تتغير فحواها، رغم تغير الوجوه، وتعاقب المبعوثين وتواصل الجرائم بحق اليمنيين.

قد يعجبك ايضا