مرضى اليمن.. رحلة الموت بحثاً عن العلاج في ظل الحصار والحرب
واحداً من كل 10 أشخاص يموتون عند محاولة السفر من المنفذين الجويين الوحيدين العاملين في البلاد (عدن وسيئون)” بسبب بعد المسافة والأوضاع الأمنية غير المستقرة.
بسبب الحرب والظروف التي يمر منها اليمن، يواجه المرضى الذين تستدعي حالاتهم الصحية السفر إلى الخارج، عوائق كثيرة، أبرزها إغلاق مطار صنعاء. ولا ينجح سوى القليلين منهم في السفر، فيما يصارع البقية المرض بإمكانيات محدودة.
لم تتحمل “حليمة”، رؤية الحالة الصحية لطفلها عدنان البالغ من العمر 10 سنوات تتدهور يوماً بعد يوم، بسبب معاناته مع الفشل الكلوي، فسعت إلى توفير واقتراض ما أمكن من المال، لإنقاذ حياته بالسفر للعلاج خارج البلاد. بيد أن السفر في حد ذاته تحول إلى ما يشبه “الجحيم” لمجموعة من الأسباب، أبرزها إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام رحلات نقل الركاب.
في الفترة التي قضتها أسرة عدنان، في محافظة إب “جنوب صنعاء”، تجمع تكاليف السفر وتجهز الوثائق اللازمة، بما فيها الجواز الذي كلف أسرته 50 ألف ريال يمني “أكثر من 100 دولار أمريكي”، ازدادت حالته الصحية تدهوراً. وتسرد والدته وعيناها تنهمران بالدموع “قررنا السفر لعلاج عدنان، وتحمل صعوبات الطريق من إب إلى صنعاء ومن ثم إلى سيئون (في محافظة حضرموت مطار شرق اليمن) للسفر جواً”، وقبل بلوغ المطار الذي تستغرق الرحلة إليه 24 ساعة على متن حافلة، لفظ عدنان أنفاسه الأخيرة وفارق الحياة لعدم قدرته على تحمل مشقات السفر.
عدنان، واحد من عشرات الآلاف من اليمنيين، ممن تتطلب حالتهم الصحية السفر إلى خارج البلاد، عدنان فارق الحياة مع عناء السفر، لكن آخرين لم يتمكنوا من توفير التكاليف اللازمة للسفر وتحمل العناء، مما جعلهم يفقدون الأمل في منازلهم أو في المستشفيات المحلية التي تقدم خدمات صحية أقل فاعلية، وتعجز عن استيعاب حالات كثيرة.
العجز عن السفر
عماد (34 عاماً)، من سكان صنعاء، يعاني من ورم سرطاني في القولون، نصحه الأطباء قبل أكثر من عام، بالسفر خارج البلاد لإجراء عملية استئصال للقولون إلا أن الأوضاع المادية التي يمر بها وظروف السفر منعته من المغادرة، واضطر الأطباء لإجراء عملية جراحية له في إحدى المستشفيات المحلية، لكنها لم تنجح بالشكل المطلوب. بعد ذلك بدأ بتلقي العلاج الكيماوي لأشهر، وهو ما استنزف ميزانية أسرته. رغم كل ذلك لا يزال عماد يعاني مع المرض حتى اليوم. ويقول الأطباء، وفقاً لمقربين من عائلته، إن آمال علاجه، كانت أكثر في حال تمكن من السفر خارج البلاد.
