المصدر الأول لاخبار اليمن

بعد ضرب “أرامكو” وعمليات نجران.. هل أدرك “العالم” ماذا يعني “صبر الحليم”؟

تحليل خاص //وكالة الصحافة اليمنية//

لم يسمع العالم صرخات أطفال اليمن، ولم يشاهد أشلاءهم تنتشل من تحت أنقاض المنازل والمدارس التي استهدفها طيران التحالف منذ الـ26 من مارس 2015 وحتى اليوم.

لم يسمعنا العالم واتجه طوال خمس سنوات لإستثمار الحرب ضد اليمن أرضا وإنسانا والمتاجرة بدماء الأبرياء الذين تحولوا إلى أهداف مشروعة لقوى التحالف وحقل تجارب للأسلحة الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكثير من الدول الغربية التي جعلت من الحرب العدوانية على اليمن أكبر سوق لبيع الأسلحة في العصر الحديث.

لم يسمع العالم ولم يلتفت أو يكترث لمعاناة 30 مليون إنسان يتعرضون لحرب إبادة ويعيشون أكبر مأساة إنسانية في تاريخ البشرية، لكنه اليوم وبعد عمليتي “بقيق أرامكو” و “نجران” أصبح يسمع صوت اليمنيين جيدا ويدرك إلى أي مدى أوصلته حماقات “بن سلمان” و “بن زايد” اللذين لم يدركا أن الشعب اليمني كالفولاذ يزداد قوة وصلابة كلما اشتدت النيران.

لم يسمع العالم نداءات اليمنيين طوال خمس سنوات لكنه اليوم يسمع ماذا صنع اليمنيون في يومين منفصلين ويدرك أن صبر الحليم سلاح لا تقوى على مواجهته الجيوش والأساطيل وكل ترسانات الأرض، وأن اليمنيون قادرون على توجيه ضربة تضع حدا لعبث دول التحالف، أو كما يقول مهندسو السياسات العسكرية الغربية “الحرب التي تنهي جميع الحروب”، وهي الحقيقة التي تجلت اليوم على أيدي اليمنيين وما بعد عملية نجران وبقيق أرامكو لم يعد كما قبلها.

 

عملية ( نصر من الله ) في نجران التي نفذها الجيش اليمني واللجان الشعبية  في منطقة نجران ضدّ الجيش السعودي وقوات المرتزقة وأدّت إلى أسر ثلاثة ألوية بمعداتهم وعناصرهم، ومقتل وجرح خمسمائة جندي، شكلت، بعد عملية أرامكو، تحوّلاً استراتيجياً في مسار الحرب، التي يشنّها التحالف بقيادة السعودية على اليمن، منذ نحو خمس سنوات.

وإذا كان الهجوم على معامل شركة أرامكو في بقيق قد عطل إنتاج النفط السعودي وشكل ضربة موجعة لأهمّ مرتكز اقتصادي يغذي الخزينة السعودية ويوفر لها القدرة على مواصلة الإنفاق على الحرب وشراء السلاح الأميركي.. فإنّ العملية العسكرية، في نجران، شكلت زلزالاً عسكرياً عصف بالجيش السعودي والمرتزقة، وكان له وقع الصاعقة على المسؤولين السعوديين، السياسيين والعسكريين، فيما خيّم الذهول وحال الصدمة في عواصم الدول الحليفة، وخصوصاً واشنطن، التي تدعم استمرار الحرب على اليمن.

قد يعجبك ايضا