المصدر الأول لاخبار اليمن

كيف مهد التحالف لتصعيده الأخير على المدنيين في اليمن؟ أدلة الجريمة تبحث عن العدالة

تحليل / وكالة الصحافة اليمنية //

 

أهدر المجلس الأممي لحقوق الإنسان فرصة مهمة لمعالجة انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن بتبنيه مؤخراً قراراً بالإجماع يحمل العديد من العيوب يتجاهل الدعوات إلى إجراء تحقيق دولي للانتهاكات المتصاعدة لحقوق الإنسان في اليمن الأمر الذي يعني إهداره أيضاً فرصة لمنع حصول مزيد من الانتهاكات والتي ستكون نتيجتها المزيد من القتل للمدنيين العزل.

 

لقد طالت ضغوط المال السعودي حتى المنظمات المعنية بالتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان وأصبحت حياة الآلاف من البشر تباع وتشترى بالمال السعودي .. لقد فقدت العديد من المنظمات الدولية المهتمة بذلك مصداقيتها لأنها لم تلتزم الموضوعية في تحقيقاتها وحكمها الأمر الذي أفقدها سبب وجودها وما شُكلت من أجله.

 

لقد بات تجاوز انتهاك القانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي واضحة للعيان وليست بحاجة للجان للتحقيق والتأكد من حقيقة تلك الانتهاكات وعلى مدار الساعة واليوم تنتهك حقوق الإنسان والطفولة في اليمن على مرأى ومسمع العالم كله الذي يتغاضى عن ذلك تحت ضغط وإغراء المال السعودي الذي دمر المبادئ والقيم التي يحتكم إليها سكان الأرض.

 

لقد بلغ الوضع الإنساني في اليمن أقصى درجات التدهور بسبب الحظر الذي فرضه التحالف على البلاد من خلال اطباقه لحصار جائر بري وبحري وجوي الأمر الذي يرقى إلى جرائم الحرب وتتمثل في تجويع المدنيين كأسوب حربي حيث بات أكثر من نصف السكان يواجهون انعدام الأمن الغذائي ولا يحصلون على الرعاية الصحية الأساسية والمياه الصالحة للشرب.

 

لقد وثقت الأمم المتحدة مقتل أكثر من 300 ألف مدني منذ بدء الحرب الدائرة في اليمن وهو رقم مهول لضحايا مدنيين لا علاقة لهم بمسار الحرب وميادينها هذا يكشف مدى الكارثة التي حلت بالمجتمع اليمني نتيجة العدوان الذي شنه التحالف الدولي منذ أكثر من ست سنوات.

 

وفي ذات السياق ومنذ قرابة سبع سنوات من الحرب والعدوان والحصار على الشعب اليمني وما حملته من نتائج كارثية كانت من نتيجتها عشرات الآلاف القتلى والجرحى وما حصل في البلاد من تفشي للأمراض والجوع جراء الحصار ما زالت قوى التحالف تردد اسطوانتها المشروخة عن الصواريخ الحوثية التي يخفونها داخل المستشفيات والأحياء السكنية ومقرات المنظمات والنشاط المشبوه الذي يحصل في مطار صنعاء الدولي.

 

هذه النغمة المملة التي سئمها العالم كله تنم عن شيء واحد فقط أدق وصف لها بأنها لغة العاجز والمهزوم في أرض المعركة.

 

كلام ليس له معنى وبعيد كل البعد عن المصداقية قابله العالم باللامبالاة لأنه يفتقد إلى أدنى درجات الحقيقة .. وهنا يتساءل أي مراقب للأحداث كيف يمكن للحوثيين أن يخفون صواريخهم داخل المستشفيات والأحياء السكنية وهم يحققون الانتصارات المتوالية في أرض المعركة بمختلف الجبهات.

 

كلام غير منطقي وواقعي لأن الذي يلجأ إلى ذلك الفعل هو المهزوم الذي يتراجع من جبهات القتال أما ما يقوله التحالف عن مطار صنعاء الدولي فإنه لا يعدو كونه هراء لأن المطار مفتوح على مدار 24 ساعة والطائرات الأممية تقلع وتهب فيه بأريحية تامة.

 

منطق التحالف هذا هو منطق العاجز المهزوم والذي يطلب التعاطف الدولي معه بدغدغة عواطف المجتمع الدولي عن الخوف على السكان المدنيين ومقرات المنظمات والمطار المدني .. لكن هذه الأمور لم تعد تنطلي على أحد لأن الجميع قد عرف مراميها وأهدافها والمغزى منها حتى صحيفة عكاظ السعودية تعزف نفس نغمة التحالف حول هذه المسألة لتبرر إخفاقات السعودية ومرتزقتها.

قد يعجبك ايضا