المصدر الأول لاخبار اليمن

مشهد جديد للتناقض الأمريكي.. مبعوث واشنطن إلى اليمن يُحذر من حرب مدمرة !

تقرير/ خاص/ وكالة الصحافة اليمنية //

 

تواصل الولايات المتحدة سياسة استغفال الشعوب والتلاعب بحقوقهم وقتلهم باستخدام أدواتها من وقت لأخر، تشعل الحروب بضوء أخضر، وتصب الزيت على النار خلال اشتعالها، ثم تدعي أنها “وسيط” خير تسعى إلى إيجاد الحلول للوصول إلى السلام.

اليوم وفي حسابه على “تويتر” حذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، من حرب مدمرة في اليمن، داعيا إلى وقف الاستفزازات في البلاد التي تشهد حربا منذ نحو ثماني سنوات !.

وقال ليندركينغ، في تغريدته التي نشرها مكتب الشرق الأدنى في وزارة الخارجية الأمريكية على تويتر، إنه التقى في مسقط بنائب وزير الخارجية العماني خليفة الحارثي ومسؤولين آخرين.

ووفق المكتب، أشاد المبعوث الأمريكي بجهود سلطنة عمان لدفع السلام باليمن، مشددا على أنه “يجب على الأطراف في اليمن اغتنام الفرصة ووقف الاستفزازات التي تخاطر بدفع اليمن مرة أخرى إلى حرب مدمرة”.

المبعوث الأمريكي إلى اليمن تيم ليندركينغ

وتأتي تحركات المبعوث الأمريكي مع تواصل جهود دولية لتمديد هدنة استمرت 6 أشهر وانتهت في 2 أكتوبر الماضي، حيث لم تمدد حتى اليوم بسبب تعنت التحالف في تلبية المطالب المشروعة للشعب اليمني، والتي كان أبرز ما تضمنته صرف مرتبات الموظفين، ورفع الحصار بكل أشكاله.

تحذيرات المبعوث الأمريكي، لا تحمل طابع الغرابة، بقدر ما تعبر عن سذاجة في التعامل مع حرب التحالف على اليمن، وما ذكره ليندركينج يؤكد أن الحرب مستمرة سواء على الصعيد العسكري أو الاقتصادي.

ليندركينج يدرك جيدًا أن الحرب على اليمن ليست قرارا سعوديًا، أو إماراتيًا وإنما توجه أمريكي – اسرائيلي، لتحقيق مصالحهما في اليمن والشرق الأوسط، ومع هذا أدلى بتصريحه عن استمرارية الحرب مع معرفته العميقة بأن إنهاء الدعم الأمريكي للسعودية كفيل بوضع نهاية لحرب مستمرة منذ 8 سنوات.

تورط أمريكي علني في اليمن

التورط الأمريكي في الحرب على اليمن، لم يعد خافيًا على أحد، حتى في أمريكا ذاتها، ففي تقرير لـ “واشنطن بوست” كتبته سارة ليا ويتسن، قالت إن الدعم العسكري والسياسي الذي تقدمه الولايات المتحدة لزبونيها الثريين، السعودية والإمارات، قد شجّع الحرب المستمرة، التي أودت بحياة نحو 400 ألف يمني. فقد طلبت إدارة بايدن العام الماضي الموافقة على 23 مليار دولار من مبيعات الأسلحة الجديدة للإمارات، بحجة انسحابها من حرب اليمن، وعلى 650 مليون دولار من الأسلحة إلى السعودية، بدعوى أنها ستكون مجرد أسلحة “دفاعية”.
مطلع نوفمبر الجاري قالت وزارة الخارجية الأمريكية عبر متحدثها “نيد برايس” إن واشنطن لن تتردد في الدفاع عن مصالحها وشركائها في منطقة الشرق الأوسط”، ومن ضمنهم السعودية.

جرائم التحالف في اليمن

وبحسب الإعلام الأمريكي “inkstick” فإن القوات الجوية الأمريكية شاركت في تدريب ما لا يقل عن 80% من الأسراب الجوية السعوديّة في العدوان على اليمن، بالإضافة إلى تدريبات أخرى جرت على أرض أمريكية.
وأشار الموقع المتخصص بالشؤون الخارجية إلى أن مبيعات الأسلحة الأمريكية للسعوديّة خلفت خطرا أخلاقيا في اليمن، فكلما أرسلت واشنطن المزيد من الأسلحة زاد عدد القتلى المدنيين الأبرياء الذين تقصفهم السعوديّة، وهذا يخلق حلقة مفرغة تصبح فيها واشنطن متورطة بشكل متزايد في انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن.

وبالتالي فإن المبعوث الأمريكي إلى اليمن، لم يقدم ما كان مأمولًا منه حتى اليوم، كما لم تسع أمريكا نفسها إلى وقف دعمها للسعودية، حتى نصدق مثل هذه التصريحات التي تناقض الوضع على الأرض.

ونوه الموقع بأن وزارتي الخارجية والدفاع في واشنطن فشلتا في تقييم عدد القتلى المدنيين باليمن جراء  الأسلحة الأمريكية.

وأكد الموقع أن الرأي العام يؤيد إنهاء هذه المبيعات، حيث كشف استطلاع للرأي أجرته مؤسّسة مجموعة أوراسيا مؤخّرا أن ما يقارب من 70 % من الأمريكيين لا يوافقون على نقل أسلحة إلى السعوديّة، وبالتالي، هناك أسباب حقوقية وأمنية وسياسية داخلية لوقف مبيعات الأسلحة للسعوديّة حتى يتم التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في اليمن وإنهاء العدوان.

وبحسب الموقع فإن إدارة بايدن لن تغيّر سياستها تجاه اليمن، على الرغم من أن القيام بذلك من شأنه تحسين سياسة الولايات المتحدة في مجال حقوق الإنسان.

وأفاد الموقع الأمريكي أن كارثة حقوق الإنسان التي تقودها السعوديّة في اليمن هي أسوأ كارثة من صنع الإنسان في القرن الـ21، داعيا الولايات المتحدة إلى التوقف الفوري عن بيع الأسلحة للسعوديّة، كما دعا الجيش الأمريكي التوقف عن التدريبات العسكرية المشتركة بعد أن علم كيف يتعمد الجيش السعوديّ استهداف المدنيين في اليمن.

قد يعجبك ايضا