المصدر الأول لاخبار اليمن

سنة على العملية القيصرية من الخاصرة الأوكرانية.. رابحون وخاسرون والحرب مستمرة..لمن يعقد النصر؟ واي عالم جديد يولد؟ (الحلقة الخامسة)

تحليل/ميخائيل عوض/وكالة الصحافة اليمنية//

 

 

خاسرون

أول وأكبر الخاسرين أمريكا وأوكرانيا وبريطانيا، والاتحاد الأوروبي، وشعوب العالم الفقيرة والدول التي بلا حكومات.
قلنا أمريكا رابح إلا أنها أكبر خاسر وخسارتها ستعبر عن نفسها بتسارع انحسارها عالميا وفقدان حلفائها المفترضين، وانقلاب الشعوب التي اخضعتها نخبها المتأمركة وحولتها  إلى جمهوريات موز ومستعمرات كمكبات للنفايات الأمريكية ومجارير لتصريف أزماتها، ومؤشرات الخسارة المدوية وانهيار القيم والهيمنة وافول شمس أمريكا وليبراليتها المتوحشة، بصفتها رأس حربة العالم “الانكلو ساكسوني” الذي ساد لقرنين وتفرد في العقود الخمسة الأخيرة، كثيرة وتتوالد بمتوالية هندسية لا حسابية، وبحسب كل المؤشرات والدراسات وتقارير الخبراء وخبراء صندوق النقد والبنك الدولي يجزمون بان أمريكا ونموذجها الاقتصادي المهيمن خاصة في الغرب والدول التابعة يتأهب لانفجار أزمة عاتية تكوينية وعاصفة تطيح به وتزلزل الاقتصاد العالمي ولن ينجو منه الا الدول التي اختارت اقتصادا وتشكيلات مختلفة والتي سارعت والتحقت بالنموذج الاوراسي والاسيوي، وتلك التي قاومت العولمة وتمكنت من سيادتها ولو بكلف عالية.

وحديث الأرقام يطول ويتكاثر كالفطر في موسمه، خسائر شركات “الهاي تك” والعالم الافتراضي بلغت ٧،٥ ترليون دولار، ومنها الميتافيرز، وأمازون، وغوغل، والفيس بوك وتويتر، وتسلا وكلها كانت أعمدة حاملة للاقتصاد الامريكي وفورته وعبرت عن نموذجه، وأدوات لغزو العقول والثروات والجيوب، وتركيز الثروة بيد الحفنة من لوبيات المال والتكنولوجيا، وصناعة الأدوية التي بدأت ايضا تتعثر وتفقد الأسواق وقطاع السيارات الذي يعاني من انقطاع سلاسل التوريد، خسائر العملات المشفرة والرقمية جاوزت الترليون دولار وكثير منها خرج من الأسواق وتبين أنها ليست الا كازينو قمار لشفط الأموال وتبديدها، فغالبيتها ليست سوى ابليكيشن رقمية تضرب وتهرب وتتبخر أموال هائلة، وخسارة شركات التجزئة مهولة، اما تبخر الأسهم وشركات البورصات فحدث ولا حرج والأرقام التي تساق تبدو خيالية ومهولة، ويزيد ان الاقتصاد الليبرالي يعاني من أزمتين حادتين كلما توافقت ضربت وزلزلت. فالتضخم مفرط، والركود مفرط، وكل منها يؤدي إلى زلزال فكيف وتضربان معا، ونذر الزلازل في اضطراب البورصات الحادة، واضطراب أسعار العملات المشفرة والهاي تك، والسندات، والبورصات، وفقاعات العقارات، واضطراب أسعار العملات والذهب والنفط والمعادن والسلع الاستراتيجية ” ذاتها الارهاصات التي سبقت زلزال ٢٠٠٨ الاقتصادي” واضطرار البنوك المركزية للعودة الى سياسات رفع الفائدة في محاولات قاصرة للسيطرة على التضخم وتصدير أزمة أمريكا إلى الدول والاقتصادات التابعة وهذه بدورها تخلق ازمات في تلك الدول لا يمكن السيطرة عليها الا بتغييرات حدية وفي أولها مغادرة العالم والنموذج الانكلو ساكسوني الليبرالي المتوحش وأقرب الأمثلة مصر وانهيار الجنية، وتركيا وانهيار عملتها، و”إسرائيل” وهروب رؤوس الأموال وشركات الهاي تك، والاستثمارات، وبلدان في أمريكا اللاتينية.

 

الخاسر الأعظم

 

الحرب في أوكرانيا تكلف أمريكا والاطلسي مليارات الدولارات ” تسجل دفتريا ديون على أوكرانيا يستحيل عودتها” وتضطرها لرفع الفائدة ولتقليص التقديمات الاجتماعية للشعوب، وتؤدي الى ارتفاعات فلكية بأكلاف الحياة وتامين ابسط الحاجات ما ينذر بإضرابات اجتماعية وسياسية حادة وتغييرية.
أوكرانيا وشعبها الخاسر الأكبر والأعظم، فقد وقعت تحت سيطرة اولغارشيا فاسدة وهامشية، تديرها السفارات، ولوبيات المال والنهب العالمية وقد نجحت تلك القوى السوداء بابتلائها برئيس كركوز، جاء من التمثيل الهزلي والهابط لا ميزة او مكانة او خبرة او صفات قيادية له ويقال ان يهوديته كصهيوني، وكأداة للصهيونية العالمية وللحكومة العالمية السرية التي تديرها الماسونية العالمية هي من رشحه للعب الدور،
فالرجل لا خبرة ولا تجربة له، وليس من ميزة في قيادة الدول والشعوب، وقد احاط نفسه بفريق من الأصحاب والأقارب والمريدين وجلهم من الفاسدين، والاولغارشية، ومندوبي أجهزة الأمن ومراكز النهب العالمية  وشكل غطاء ومضلة اخفت الأهداف والخطط والاجراءات التي وضعتها دوائر البنتاغون بصفته ذراع الحكومة السرية العالمية، وقد نجح زلينسكي وفريقه في الخداع ووفر الفرص والزمن لإعادة هيكلة الجيش والدولة وأجهزتها وامن الفرص والامكانات للمنظمات والمليشيات النازية وللخبراء الاطلسيين في تأهيل أوكرانيا واعدادها لتكون منصة اسقاط او غزو واستنزاف روسيا لتطويقها وتدميرها، والرجل نجح بالمهمة التي كلف بها، ولم يجد في أوكرانيا من ينهيه عن الدور، بما في ذلك تأليب الرأي العام وحشد العداء لروسيا، وشق الكنيسة الارثوذكسية، وانفصال الاوكرانية ومحاولة مزاحمة الكنيسة الروسية، ما أمن لأمريكا والاطلسي الفرصة في اعداد أوكرانيا كساحة ومسرح ومادة ووقود للحرب، ولاستنزاف وتطويع واستعمار اوروبا وشعوبها.
وككل تجار التاريخ ومندوبي الخارج في أوطانهم وشعوبهم، اكمل زلنسكي وفريقه المهمة ومازال، ما أدى وسيؤدي حكما إلى تدمير أوكرانيا وعودتها إلى القرن الثامن عشر، ووقوعها تحت اعباء التزامات وديون تفوترها أمريكا وشركات السلاح والمافيا العالمية لتكبيلها إلى الأبد، ناهيك عن ان أفضل السيناريوهات المحتملة لمستقبل أوكرانيا تقطع باحتمال ان تنتهي عن الخارطة، فتظم روسيا الاقاليم الجنوبية والشرقية، وتستعيد بولندا الشمال والغرب وتستعيد رومانيا اقاليم ومقاطعات، فأوكرانيا بحدودها وبتركيبها الاجتماعي والمجتمعي الهجين هي نتيجة للحرب العالمية الثانية والحرب الباردة وكل جغرافيا ونظم الحرب الأولى والثانية والباردة في طريقها إلى الزوال لترثها تشكيلات وجغرافية ونظم جديدة تطابق توازنات القوى وحاجات القرن الواحد والعشرين والعالم الجديد الجاري توليده قيصريا من الحرب الأوكرانية.

يتبع ،،

قد يعجبك ايضا