المصدر الأول لاخبار اليمن

من جحيم النيران إلى صدمة الخذلان.. قصص مأساوية لليمنيين العالقين في السودان

تقرير/عبدالكريم مطهر مفضل/ وكالة الصحافة اليمنية//

 

ما أصعب العيش في دائرة صراع مرير بين الخوف من نيران المعارك والأمل في الابتعاد عنها.. أنها صورة مصغرة لمعاناة أكثر من 3 آلاف يمني عالقون في ميناء بورتسودان، فرطت بهم “الحكومة” المعترف بها دوليا، مقابل نقل بعثتها الدبلوماسية من السودان.

التفريط في ظروف صعبة

تلاحق “حكومة” التحالف اتهامات التفريط بمصالح اليمنيين في الخارج بشكل عام واليمنيين العالقين في السودان بشكل خاص حيث كشف العديد من العالقين اليمنيين في السودان على منصات التواصل الاجتماعي أن “حكومة” التحالف لم تقدم لهم أي دعم، ولم تبدي أي تحرك ايجابي للحد من المعاناة التي تواجههم في السودان، مكتفية بما يقدمه الجانب السعودي من دعم زهيد، “لَّا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِى مِن جُوعٍۢ”، وكذا بعض المبادرات الإنسانية المقدمة من بعض التجار السودانيين.

اتهامات تفريط الحكومة المُشكلة من قبل التحالف بالعالقين اليمنيين في السودان ليست الأخيرة فقد اتهمت بعثتها الدبلوماسية بمغادرة السودان قبل تأمين رعاياها في مناطق النزاع وتركهم يعانون ويلات الحرب وقسوة الظروف تحت شمس بلد يعرف بطقسه شديد الحرارة.

وأمام ذلك التفريط أطلق العالقون اليمنيون في السودان مناشدات عدة إلى المنظمات الدولية ودول العالم التدخل السريع لإجلائهم من العاصمة الخرطوم وبورتسودان اللتين تشهدان نزوحا كبيرا للمقيمين الأجانب فراراً من جحيم الاشتباكات الدائرة في السودان منذ ثلاثة اسابيع، إلى مدينة جدة السعودية ومنها إلى وطنهم اليمن قبل أن تفتك الحرب ومعاناتهم الإنسانية الصعبة بحياتهم.

خذلان وسط ظروف صعبة

 

نحو 3 آلاف يمني عالقون في ميناء بورتسودان بينهم نساء وأطفال ومرضى ينتظرون على رصيف الميناء لإجلاءهم منذ أسبوعين في ظروف إنسانية صعبة وسط العراء وحرارة صيف السودان القاتلة أو في أماكن تفتقد لأبسط مقومات الحياة، وبغذاء وماء يكاد أن ينفذ منهم (حسب أفادت العديد من العالقين).

أحد الطلاب اليمنيين المبتعثين، أكد أن سفارة “حكومة” التحالف تخلت عنهم بشكل عام بعد أن قامت باحتجاز جوازات سفرهم لمدة أسبوع لتعيدها إليهم وتعلن عدم مسؤوليتها عن عملية إجلائهم.

كما انتقدت إحدى الطالبات اليمنيات في بث مباشر على “منصة “الفيسبوك” تخلي “حكومة” التحالف عن مئات العالقين من الطلاب والمرضى والأسر اليمنية التي لجأت للسودان من الحرب الدائرة في اليمن، في الظروف الصعبة التي يعيشونها في السودان منذ اندلاع النزاع المسلح، وعدم تسيير رحلات جوية لإجلائهم أسوة ببقية دول العام التي لم تتوان قي إنقاذ رعاياها.

 

طالبة يمنية عالقة في بورتسودان

 

وأكدت الطالبة اليمنية، أن العالقين اليمنيين يعيشون في ميناء بورتسودان في ظروف إنسانية صعبة، حيث أن الغذاء والماء المتوفر لهم يكاد أن ينفذ منهم.

ونشرت قناة الجزيرة الجمعة الماضية، خبرا عن ولادة طفلة يمنية في ميناء بورتسودان أثناء انتظار عملية الإجلاء، موضحة أن “العالقة اليمنية فاجأها المخاض أثناء إجلاء لم يكتمل”.

وقال والد المولودة في تصريح صحفي للقناة: إنهم ذهبوا إلى نادي الموانئ في بورتسودان للتسجيل إلا أنه تم التلاعب بالجوازات ليباغت المخاض زوجته في اليوم التالي من الانتظار في الميناء وتم نقلها إلى مستشفى الهيئة في بورتسودان.

وبدوره وصف الباحث والأكاديمي الإصلاحي “فيصل الحذيفي” الموالٍ للتحالف في تصريحات صحفية لقناة “بلقيس” التابعة للإصلاح الحكومة المشكلة من قبل التحالف بأنها “حكومة منفى” و”حكومة معاقة”، وأن “لا واقع لها اسما وشكلا ورسما”.

ولفت الحذيفي، إلى أنه كان بإمكان رئيس “مجلس الرياض الرئاسي، رشاد العليمي، الذي كان يقضي إجازته في القاهرة، أن يطالب السلطات المصرية بفتح المنفذ السوداني المصري لليمنيين العالقين بالقرب منه، لكنه لم يفعل ذلك (حسب قوله).

وقال الحذيفي: “كان لدي قريبتان عالقتان في المنفذ المصري السوداني، وظلتا 4 أيام بدون أكل أو شرب وبدون مأوى مناسب، وزميلاتهن من جنسيات متعددة سمح لهن بالدخول إلى مصر، واستثنيت الجنسية اليمنية”.

الأرقام تفضح مسرحية الأجلاء

 

رصيف ميناء بورتسودان مكتظ بالعالقين

في 24 أبريل الماضي أعلنت خارجية “حكومة” التحالف، أن “عدد من قاموا بتسجيل أسمائهم على الرابط الإلكتروني المخصص لحصر الحالات بلغ 1350 مواطناً ومواطنة، وبأنها ستقوم بنقلهم الى مدينة جدة بالتعاون مع السلطات السعودية، قبل نقلهم بعد ذلك الى اليمن”.

وفي 29 أبريل الماضي، أعلنت خارجية “حكومة” التحالف عن إجلاء 200 يمني من السودان من أصل 2300 يمني سيتم إجلاء لاحقاً.

وفي رده على إحصائيات “حكومة” التحالف تساءل الباحث والأكاديمي الإصلاحي فيصل الحذيفي : “من قام بتصنيف الـ2300 أنهم بحاجة إلى إجلاء من بين 17 ألفا، وأنهم يستحقون سرعة الإجلاء، وما هي المعايير والآلية؟ وماذا عن 15 ألف يمني؛ هل نسلمهم هكذا للحرب؟”.

كما فضح أحد الطلاب اليمنيين العالقين في بورتسودان كذبة الإحصائيات التي اعلنت عنها خارجية “حكومة التحالف موضحاً أنه: “ينتظر في رصيف ميناء بورتسودان أكثر من 3 آلاف يمني وصول السفينة العسكرية السعودية، لنقلنا لكننا فوجئنا بأن السفينة تتسع فقط لعدد 600 راكب وبأنها ستقوم بإجلاء عالقين من عدة جنسيات وبأن السفينة قد تمنح العالقين اليمنيين 16 مقعداً.

ولفت إلى أن اتحاد الطلاب اليمنيين في السودان شكل لجنة لفحص جوازات العالقين لاختيار الأولية للمرضى والعائلات للإجلاء إلا أن اللجنة ستواجه مشكلة كبيرة حيث أن عدد المرضى يفوق بكثير العدد الممنوح لهم من قبل السلطات السعودية.

وفي المقابل أكد موقع “سكاي نيوز” الموالٍ للتحالف نقلاً عن مصادر خاصة، الإثنين الماضي: أن السعودية أوقفت إجلاء اليمنيين من السودان بسبب عدم توفير خطة واضحة من قبل السفارة اليمنية في الرياض بشأن الذين يتم نقلهم إلى جدة.

قد يعجبك ايضا