تحليل/عبدالكريم مطهر مفضل/وكالة الصحافة اليمنية//
مع دخول مدن رئيسية مثل يافا المحتلة “تل أبيب” وعسقلان وحيفا ووادي عارة في دائرة الاستهداف اليومي، وإغلاق مطار “بن غوريون” الدولي، يبدو أن كيان الاحتلال الإسرائيلي بات يواجه جبهة جديدة أكثر تعقيدًا من جبهاتها التقليدية، وهذه المرة من أقصى الجنوب العربي.. اليمن.
اعتراف قوات الاحتلال الإسرائيلي عن إطلاق صواريخ من اليمن بشكل يومي، بالتزامن مع اعتراف رسمي بوصول عدد الصواريخ الباليستية إلى 29 منذ استئناف العدوان على غزة، يشير إلى أن قوات صنعاء لم تعد تكتفي بإرسال رسائل رمزية، بل تحولت إلى فاعل عسكري مؤثر في المعركة الإقليمية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
معادلة صنعاء الجديدة.. من البحر إلى العمق
في الأشهر الأولى من العدوان على قطاع غزة، انحصر دور قوات صنعاء في استهداف السفن “الإسرائيلية” والمرتبطة معها في الممرات البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وباب المندب.. لكن إعلان استهداف قاعدة “رامات ديفيد” الجوية، ثم موقع حيوي في حيفا بصاروخ فرط صوتي من طراز “فلسطين 2” خلال ساعات وكذا استهداف يافا المحتلة وأخيراً استهداف مطار “بن غوريون” اليوم، يؤكد أن القرار اليمني بات يتجه نحو توسيع بنك الأهداف والوصول إلى مناطق حساسة واستراتيجية داخل عمق كيان الاحتلال الإسرائيلي.
هذه الصواريخ – خاصة الفرط صوتية منها – تحمل دلالات مزدوجة: من جهة تُبرز تطور القدرات العسكرية لصنعاء، ومن جهة أخرى، تضغط نفسيًا وأمنيًا على الجبهة الداخلية لكيان الاحتلال، إذ تجعل العمق والشمال جزءًا من ساحة المعركة بعد أن كان يُعتبر نسبيًا خارج نطاق التهديدات اليمنية.
الرسائل الإقليمية
بالنظر إلى التوقيت، فإن الهجمات اليمنية الأخيرة تأتي ضمن تصعيد منسّق على أكثر من جبهة: التحرشات والخروقات الصهيونية في لبنان والضاحية الجنوبية، صلابة المقاومة في غزة، تهديدات عراقية، وضربات يمنية.. وهذا يكرّس ما وصفه مراقبون بأنه انتقال من “محور دعم سياسي لغزة” إلى محور “عمليات ميدانية منسّقة”، يجعل قوات الاحتلال تواجه حرب استنزاف إقليمية طويلة الأمد.
إلى أين تتجه الأمور؟